اختلال التوازن في الأذن الداخلية واضطرابات الضغط من أهم أسباب الدوار

اختلال التوازن في الأذن الداخلية واضطرابات الضغط من أهم أسباب الدوار
اختلال التوازن في الأذن الداخلية واضطرابات الضغط من أهم أسباب الدوار

عمان- "تدور الكرة الأرضية ويدور حولها القمر، ومنذ لحظة الولادة تأسرنا الحركة الدورانية، ويأتينا الموت في حركة حلزونية". هذا ما قاله أرشيبالد ماكلايت معبراً عن إحساسه بأن كل شيء في هذا الكون يدور.

اضافة اعلان

نستعمل هذه الكلمة، الدوار، باستمرار وفي العديد من المناسبات لوصف الإحساس بالدوخة. ولابد من الإشارة هنا إلى أن المفهوم الطبي للدوار لا يتطابق مع الدوخة التي يراجع المرضى بشأنها الأطباء بمختلف التخصصات.

السؤال الذي يطرح نفسه هل يصل فعل الدوران إلى الحد الذي تدور الأرض بمن يحاول مثلا التقاط شيء عن الأرض؟ وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى أكثر من حالة النسيان؟

وقد تعزى الدوخة علميا إلى عدة اسباب فقد تكون ناجمة عن ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه فضلا عن اختلال التوازن في الأذن الداخلية، وهناك أنواع من الدوخة تنتج بسبب أمراض المخيخ والدماغ أو تأثير الكحول والمخدرات على الجهاز العصبي.

إن الدوخة الحقيقية أو الدوار ينتجان بسبب إثارة جهاز التوازن في الأذن الداخلية. لذلك كل ما يقال عن التهاب الأذن الوسطى ودورها في الدوخة أو الدوار غير صحيح. ولتأكيد ذلك على سبيل المثال إحساس الشخص وهو يركب الأرجوحة الدوارة كأنه في حالة الثبات وأن العالم يدور من حوله؛ حيث تدور الأشياء بصورة متتابعة ومنتظمة ويسمى هذا الدوار بالمتجه والمتتابع المنتظم، وهو ناتج عن إثارة الجهاز الدهليزي المتوازن وهو من الأمثلة الحقيقية التي تنطوي على شعور كاذب بالحركة المنتظمة في اتجاه محدد.

وفي نفس السياق يتم إجراء فحوصات بجهاز التوازن للأشخاص الذين يتم اختيارهم للمشاركة في رحلات الفضاء، وكذلك الحال بالنسبة للغواصين والبحارة، وتعتمد هذه الفحوصات في طبيعتها على سرعة واتجاه الدوران. كما تستعمل العديد من الأجهزة والتدريبات التي تساعد في تقوية الجهاز الدهليزي.

مرض الحركة "دوار البحر"

أما فيما يتعلق بدوار البحر فهو من الأمراض المعروفة منذ قديم الزمان، وقد وصفه أبو قراط وعزاه إلى إثارة الجهاز الدهليزي، ومن الشواهد العلمية على ذلك اكتشاف أن دوار البحر لا يصيب الأشخاص الذين يولدون من دون جهاز دهليزي.

والمقصود بدوار البحر أو المسمى بمرض الحركة مجموعة الأحاسيس والمضايقات المصاحبة لركوب البحر، وهي أعراض متشابهة إلى حد بعيد للأعراض التي يشعر بها الإنسان عند ركوب السيارة لمسافات طويلة أو ركوب القطار أو الطائرة.

ومن مظاهر هذا المرض الإصابة بدرجات مختلفة من عدم التوازن وصعوبة الحركة واضطرابات في المعدة وانخفاض ضغط الدم. وهذه الأعراض قد تصيب الأشخاص الذين لم يتعرضوا في حياتهم لأية مشكلات في جهاز السمع أو إصابات في الرأس، إلا أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الجهاز العصبي لديهم على تحمل النبضات العصبية عن الإثارة المتواصلة للجهاز الدهليزي. ومن الأدلة على ذلك انه يمكن التغلب على هذه المشكلة المرضية بالتدريب المناسب الذي يساعد في التغلب على دوار البحر والأعراض المصاحبة له، وبرغم هذا التفاؤل إلا أن هناك حالات لم يستطع أصحابها التكيف مع مرض الحركة. وفشلت جميع الأساليب والطرق في معالجتهم.

وهناك نوع حميد من أنواع الدوار التي قد تصيب الإنسان نتيجة حركة الرأس الفجائية إلى اليمين أو اليسار. وغالباً ما يزول هذا الدوار الخفيف من تلقاء نفسه في غضون فترة زمنية لا تزيد على أسبوعين. وبالتدريب والطلب من المريض القيام بالحركات ذاتها التي تسبب الدوار.

د. فوزي الصاحب

اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة