ارتفاع درجات حرارة الأرض يترك آثاره المدمرة على الحياة

ارتفاع درجات حرارة الأرض يترك آثاره المدمرة على الحياة
ارتفاع درجات حرارة الأرض يترك آثاره المدمرة على الحياة

ترجمة مريم نصر

عمّان- ترى المستشار الرئيسي لتغير المناخ في مكتب الأرصاد الجوية مركز هادلي كيرستي لويس أن آثار تغير المناخ ستكون واسعة النطاق في جميع أنحاء العالم. إذ أن انبعاثات غازات الدفيئة بدأت تغير بالفعل الغلاف الجوي للأرض ولم يعد ذلك خافيا.

اضافة اعلان

وتقول كيرستي سنعيش آثار هذه التغيرات على مدى العقود القليلة المقبلة، وبغض النظر عن الإجراءات التي نتخذها الآن للحد من الانبعاثات.

وتضيف "لكن ما يمكننا فعله هو الحد من الأخطار المحدقة بنا جراء التغير المناخي في المستقبل عن طريق الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي بخطوات فعالة".

وهذا هو القرار الذي يواجه الساسة في المفاوضات العالمية المتعلقة بتغير المناخ المزمع عقده بكوبنهاغن في كانون الاول (ديسمبر) المقبل.

ومن أجل فهم المزيد حول الآثار البشرية المترتبة على التغير المناخي وما الذي سيحدث إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق ناجح في كوبنهاغن، قام مكتب الأرصاد الجوية مركز هادلي ببريطانيا بإنتاج خريطة تبين بعض الآثار التي قد تحدث على المستوى العالمي في حال ارتفاع متوسط درجات الحرارة من 4 درجات مئوية (7 درجة فهرنهايت) فوق معدل ما قبل العصر الصناعي.

وتتضمن الخريطة مساهمات من علماء المناخ ومن مؤسسات أخرى تحوي أحدث البحوث بشأن آثار تغير المناخ.

وعلى الرغم من أن متوسط ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية هو أكثر من 4 درجات مئوية (7 درجة فهرنهايت)، إلا أن هذا الارتفاع لن ينتشر بشكل موحد في جميع أنحاء العالم.

فدرجة حرارة الأرض سترتفع أكثر من ارتفاع درجة حرارة البحار. كما أن الأراضي المرتفعة  ولا سيما في منطقة القطب الشمالي، سترتفع حرارتها أكثر من أي مكان آخر. وسيبلغ متوسط درجة حرارة الأرض 5.5 درجة فوق مستويات ما قبل الصناعية.

وتلك التأثيرات المشار إليها في الخريطة أدناه ليست سوى مجموعة من التاثيرات التي قد تحدث، كما تسلط الضوء على الآثار الوخيمة المترتبة على وفرة المياه والإنتاجية الزراعية وارتفاع درجات الحرارة والجفاف غير مخاطر حرائق الغابات وارتفاع مستوى سطح البحر.

ومن المتوقع أن تنخفض الغلات الزراعية لجميع محاصيل الحبوب الرئيسية في جميع المناطق الرئيسية للإنتاج. كما أن وفرة المياه ستتأثر بذوبان الأنهار الجليدية، وخصوصا في المناطق مثل حوض نهر اندوس وغرب الصين، حيث أن تدفق النهر يأتي من المياه الذائبة.

كما أن الزيادات السكانية تسير جنبا إلى جنب مع التغيرات في جريان الأنهر الناجمة عن تغييرات في أنماط سقوط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، ويمكن أن يعني أنه بحلول عام 2080  سيعاني ما يقارب من 1 مليار شخص تحت الإجهاد المائي.

كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر وتأثيرات العواصف في بعض المناطق ستهدد المجتمعات الساحلية المنخفضة. إذ أن هناك الكثير من المناطق الكثيفة بالسكان والذين يعيشون على السواحل التي تتميز بالأراضي الزراعية والبنية التحتية المهمة، الأمر الذي يجعل من تأثير الفيضانات الساحلية شديدة عليهم، حيث أن تسرب المياه المالحة إلى الأراضي الزراعية سيؤثر عليهم والفياضانات ستعرض حياتهم للخطر.

والآثار المبينة على الخارطة مخيفة لكنها ليست شاملة وهي تعكس أن مخاطر التغير المناخي لا هوادة فيها.  وإذا واصلنا في بعث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالمعدلات الحالية، فإن احتمال ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض عن 4 درجات مئوية (7 درجة فهرنهايت) سيزداد وكذلك المخاطر المترتبة عليها.

واتخاذ الإجراءات القوية والفعالة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري قد يحد من هذا الارتفاع في درجات الحرارة إلى 2 درجة مئوية (4 درجة فهرنهايت). ولكن هذا الانخفاض لا يعني أن الأرض ستنجو من آثار التغير المناخي الخطير الذي تعرضه الخريطة.