استخفاف بالاتباع

هآرتس

عكيفا الدار

عدد من زجاجات الشمبانيا كان سيتم فتحها في المنشأة المحصنة في بلفور لو أن أحد متظاهري الاحتجاج، لنفترض العميد (احتياط) امير هيسكل، أصيب بفيروس كورونا. من السهل تخمين الفوضى التي كانت ستثور لو أن هيسكل استخدم مكانته الجماهيرية من اجل الحصول على العلاج الطبي المتطور. أي فضيحة كانت ستندلع، لو أنه في غداة تعافيه دعا المتظاهر القومي، الجمهور الاسرائيلي الى العودة الى بيت رئيس الحكومة، والاستهانة بإجراء الكيلومتر، والتنازل عن الكمامات ونسيان الابتعاد الاجتماعي.اضافة اعلان
كل ذلك يحدث على بعد بضعة شوارع من بلفور، خلافا للشائعة الكاذبة المتعمدة التي نشرت بخصوص "ناشري الامراض" في المظاهرات في بلفور والتي تقول لو أنه من حاخامية بلعاز في القدس (المحتلة)، التي تضم نحو عشرة آلاف شخص، خرجت ثماني جنازات لضحايا الكورونا. خلافا لقادة الاحتجاج ضد المتهم بالفساد، الذين يحرصون على تعليمات وزارة الصحة، فان الحاخام الاكبر من بلعاز أمر اتباعه منذ الموجة الاولى للكورونا بالصلاة واجراء الاحتفالات الجماهيرية في اماكن مغلقة. هذا الحاخام قام بحفل زفاف ضخم بمشاركة الآلاف في مدرسة الحاخامية، بدون كمامات وبدون ابتعاد اجتماعي. وعندما اتضح للحاخام يسسخر دوف روكح، أن الصلاة الجماعية لن تحصنه من الفيروس، رفض تلقي العلاج. ربما مع ذلك بقي له القليل من الخجل. وبدلا من ذلك، تم ملء بيته بالاجهزة الطبية المطلوبة وأجري له "نوع من العلاج المكثف في البيت"، كما كتب اهارون رابينوفيتش ("هآرتس"، 12/10). موظفون كبار من مستشفى هداسا رافقوا بصورة يومية الطبيب الشخصي للحاخام، الذي قام بعلاجه خلال المرض. بمساعدة الاطباء الذين اضطروا الى الحرص على تعلم المواضيع الاساسية، تعافى الحاخام.
ولكن المرض لم يترك أي أثر على القائد. السيد والمعلم، الحاخام، يواصل الصلاة واجراء الاحتفالات العامة بدون تباعاد اجتماعي وبدون كمامات. اضافة الى ذلك، في بيان نشر من قبله هو يسخر من السلطات "التي يتمتع بأموالها وخدماتها" وحتى من الحاخامات الذين يمتثلون لتعليماتها. الحاخام شليطا يدعو الى "مواصلة التصرف كما تصرفنا حتى الآن والله سيساعدنا".
هذه ليست المرة الاولى التي فيها أحد ابناء عائلة روكح يستغل مكانته لمصلحته الشخصية، ويتخلى عن اتباعه ويتركهم لمصيرهم. عشية احتلال هنغاريا من قبل النازيين في 1944 حصل الحاخام من بلعاز في حينه، اهارون روكح، من الوكالة اليهودية الصهيونية، المكروهة عليه، على شهادة له ولأخوته. عشية هربهم الى أرض اسرائيل ألقى مردخاي روكح "خطبة وداع" باسمه واسم اخوته على أبناء الطائفة الذين بقوا خلفهم وقال: "الصدّيق يرى أنه ستسود هنا الراحة والطمأنينة لسكان هذه الدولة. لأنه من الجيد أن يرى الصدّيق أن الخير، كل الخير، والصلاح والطيبة فقط ستلاحق وتصيب اخوتنا من بيت اسرائيل، أبناء هذه البلاد".
آلاف الاتباع الذين وعدهم السيد والمعلم والحاخام الهارب بالراحة والطمأنينة والخير، تم احراقهم. مصير مشابه كان لاتباع الحاخام من ساتمر، الذي كان هو ايضا من المعارضين الاشداء للحركة الصهيونية، وهذا وجد طريقه الى ارض اسرائيل في قطار كاستنر، تاركا اتباعه تحت رحمة السماء. ومثل اتباع بلعاز ايضا وجدت بقايا اللجوء في حاخاميات ساتمر وحاخاميات اخرى قد رقصوا في تلك الايام الفظيعة حول حاخاماتهم. الآن المئات منهم يملؤون المستشفيات الى درجة لم يبق فيها أي مكان. لا تقلقوا. الحاخام من بلفور لن يسمح للسلطات الصهيونية بأن تمنعهم من الموت. يوجد له ما يكفي من المشاكل مع "ناشري الامراض"، الذين يزعجون راحة الحاخامة وولي العهد.