في وقتنا الحالي حيث انتشر الاستثمار في الاسهم عن طريق تطبيقات كتطبيق ايفست، أصبح من الضروري وضع مخطط طويل المدى ذو اهداف واقعية تحقق أكبر عائد ممكن، مع حماية استثماراتك خلال اوقات الركود وانخفاض السوق.
تعتبر فترة الركود صعبة للغاية، ولكنها أيضاً توفر أفضل فرص الاستثمار، ولذلك يجب على المستثمرين التصرف بحيطة وحذر خلالها، ولكن في نفس الوقت يجب أن يظلوا يقظين ومتنبهين أثناء مراقبتهم مشهد السوق لقنص فرص الأصول ذات الجودة العالية بسعر منخفض.
الأصول عادة هى صاحبة الأداء الأسوء خلال فترات الركود، وتكون عالية الاستدانة، ومتضاربة، ودورية. وغالباً ما تكون الشركات التي تندرج في تلك الفئات مصحوبة بمخاطر للمستثمرين وتعرضهم لإحتمال الإفلاس المفاجئ.
وعلى الجانب الآخر، يقوم المستثمرون الذين يحاولون الحفاظ على ازدهارهم وبقائهم في السوق خلال فترات الركود بالاستثمار في الشركات ذات الجودة العالية صاحبة الميزانيات العمومية القوية والمتماسكة، والتي لديها ديون منخفضة وتدفق نقدي ممتاز، وغالباً ما تعمل تلك الشركات في صناعات مستقرة توفر أداءً جيدًا خلال الأزمات الاقتصادية والأوقات الصعبة.
الأسهم صاحبة أخطار الركود الأعلى
يعد التعرف على الأصول التي يجب تجنب الاستثمار فيها على نفس الدرجة من أهمية التعرف على الشركات والمؤسسات التي تحقق استثمارات عالية. فالأصول والمؤسسات التي تتمتع برافعة نقدية قوية أو مضاربية أو دورية، هي نفسها التي تتعرض لأكبر مخاطر السوق خلال فترات الركود.
1. المؤسسات صاحبة الاستدانة العالية
من الحكمة قيام المستثمرين أثناء فترة الركود بتجنب الشركات صاحبة المديونية المرتفعة ونعني بذلك تلك مؤسسات التي تعاني من أعباء ديون كبيرة في ميزانياتها العامة، لأن تلك الشركات تعاني غالباً من أعباء فائدة أعلى من المتوسط وذلك يؤدي إلى عدم استدامة نسبة الدين إلى حقوق الملكية.
وتواجه هذه الشركات انخفاضات حادة في الايرادات اثناء الركود بينما تكافح في نفس الوقت لتسديد الديون المتراكمة عليها، ولذلك تعد احتمالية الافلاس أو حدوث تدهور كبير في قيمة المساهمين عالياً مقارنة بالشركات الأخرى صاحبة الديون الاقل.
2. الأسهم المضاربية
يكون التفاؤل بين مجموع المساهمين هو الأساس الذي يتم تقييم الأسهم المضاربية عليه. ويمكن اختبار هذا التفاؤل خلال فترة الركود، وغالباً ما تعد هذه الأصول هي صاحبة الأداء الأسوء خلال فترات الركود.
تعد الأسهم المضاربية أدوات استثمار عالية المخاطر، ولهذا لم تثبت قيمتها في السوق حتى الآن، ويعتبرها غالبية المستثمرين فرص مؤقتة ومخفية للتحضير إلى فرص الاستثمار القادمة. لأن الأسهم المضاربية سريعاً ما تنخفض خلال فترات الركود، وذلك بسبب سحب المستثمرين في السوق لأموالهم والمسارعة نحو الاستثمارات الآمنة التي تحميهم من اضطرابات السوق.
3. الأسهم الدورية
الأسهم الدورية تمثل فرص ذات اداء جيد اثناء وقت ازدهار السوق، وغالبًا ما تعتبر تلك الأسهم مرتبطة بعملية التوظيف وثقة المستهلكين، وهو ما يجعلها معرضة للضرر خلال فترات الركود. وتكون الاسهم الدورية ذات اداء رائع عندما يكون لدى قطاع الاستهلاك أموال كافية للانفاق على المشتريات الكمالية والرفاهية، مثل الأثاث الفاخر والسيارات والملابس.
وتعاني الأسهم الدورية من انخفاض كبير عند تعثر الاقتصاد، لأن المستهلكين عندها يقومون بخفض نفقاتهم على الكماليات والرفاهيات، ولهذا تعد أداة غير جذابة للمستثمرين اثناء فترات الركود.
الأسهم صاحبة الأداء الجيد خلال فترة الركود
غالباً ما يفكر المستثمرون في الخروج من فترات الركود دون المساس بالأسهم وهنالك الكثير من الغريات لذلك، ولكن فعل ذلك قد يفوت عليهم الكثير من الفرص المهمة، لأن الكثير من الشركات تقوم بأداء جيد خلال فترة الانكماش الاقتصادي. لهذا يصبح من الحكمة لجوء المستثمرين إلى وضع استراتيجيات معتمدة على الأسهم المرنة المضادة للتقلبات الدورية وهي مرتبطة غالباً بالمؤسسات ذات المزانيات العامة الضخمة والتي تعمل في الصناعات التي لا تتأثر بالركود السوقي.
1. الشركات صاحبة الميزانيات القوية
يمكن التعرف على ما إذا كانت الشركة لديها ديون منخفضة أو عالية، ومقدار تدفقاتها المالية وأرباحها عن طريق دراسة تقاريرها المالية، ويعد القيام بهذا الأمر ضروري وهام قبل الاستثمار في شركة معينة، وبذلك يمكن القول ان أفضل استراتيجيات الاستثمار اثناء الركود تتمثل في معرفة الشركات والمؤسسات ذات الميزانيات القوية ونموذج الأعمال الثابت، وهي الشركات التي تتمكن من مقاومة العواصف الاقتصادية العكسية. وغالبا ما تكون هذه الشركات متخصصة في مخزون الدفاع، والسلع الاستهلاكية الرئيسية، والمرافق العامة والخدمات. ولهذا يعتبر المستثمرون اضافة مثل هذه المجموعات من الشركات إلى محافظهم الاستثمارية تصرف حكيم لا غنى عنه.
2. الصناعات التي تقاوم الركود
تعتبر الاسهم المعتمدة على الصناعات المقاومة للركود هي الاكثر قابلية لمواجهة التقلبات الدورية، وتميل إلى الأداء الجيد خلال ركود السوق. لأنه في حالة الذعر وانتشار عدم اليقين في اداء الاقتصاد وانخفاض الدخل، يزيد الطلب عليها بشدة، ولهذا يتحرك سعرها عكس الاتجاه الاقتصادي السائد، وبهذا يزيد سعرها خلال الركود وينخفض خلال الصعود.
ولهذا يصبح من الدهاء والحيطة في عالم الاستثمار قيام المستثمرين باضافة مثل هذه الاسهم المعتمدة على الصناعات التي تقاوم الركود إلى محافظ الاستثمار الخاصة بهم، ولهذا يجب دائماً التعرف على الصناعات التي تصمد وتقدم أداء جيد خلال ركود الاسواق.
الخلاصة
وخلاصة ما قدمناه في هذه المقالة ان ركود السوق سوف يتغير حتماً نحو الازدهار في وقت ما، ولذلك، وضع استراتيجية استثمار تعتمد على الاسهم المقاومة للتقلبات الدورية والمرتبطة بشركات صاحبة ميزانيات عامة قوية وتعمل في الصناعات المقاومة للركود تعد أفضل طريقة لتجنب العواصف الاقتصادية وتحقيق أكبر الارباح من السوق خلال ركوده وازدهاره.
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية هو التحلي بالصبر عند القيام بالاستثمار، فهؤلاء الذين يضعون مخططات طويلة المدى ويصبرون اثناء الأوقات المضطربة يقومون بجني أفضل الثمار أخيراً، وتتوفر لديهم مرونة البيع السريع والحصول على المزيد من الأصول عالية الربح اثناء اشتدات قوة هبوط السوق، وبذلك يضعون أنفسهم في مقدمة أكبرالرابحين عند صعود السوق.