استطلاع: 50 % من السوريين في الأردن يرفضون العودة لبلادهم

plexp08q
plexp08q
نادين النمري عمان- أظهر استطلاع للرأي أن نحو 50 % من اللاجئين السوريين في الأردن "لن يعودوا" إلى بلادهم، حيث يشكل انعدام الأمن والاستقرار في بلادهم "العائق الأكبر" أمام عودتهم. وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي أجري في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي وأعلنت نتائجه أمس، فإن 33 % من اللاجئين السوريين أفادوا بأنهم "لن يعودوا إلى سورية أبدا"، فيما قال 24 % منهم بأنهم "على الأغلب لن يعودوا"، حيث ربط غالبيتهم عدم امكانية عودتهم إلى بلادهم بـ "الظروف الامنية والاستقرار" في بلادهم. ويظهر الاستطلاع، الذي أجراه مركز نماء للاستشارات الاستراتيجية بالشراكة مع مؤسسة "كونراد اديناور" وحمل عنوان "هل يعود اللاجئون السوريون إلى ديارهم؟" وجود تباين في قناعات اللاجئين بين ضرورات العودة، والعودة نفسها. كما أظهرت نتائج الاستطلاع، التي أعلن عنها مدير المركز د. فارس بريزات في مؤتمر صحفي أن غالبية اللاجئين السوريين في الأردن (66 %) و(87% ) من الأردنيين يعتقدون بأن "على اللاجئين السوريين العودة إلى سورية، "إلا أن هناك العديد من المعيقات التي تجعل من ذلك أمنية أكثر منها حقيقة على أرض الواقع"، وفقا لبريزات. وبينت الدراسة التي شملت 1306 أردنيين و600 لاجئ سوري جميعهم من خارج مخيمات اللاجئين، أن اللاجئين السوريين "يرون بأن لدى الأردن عوامل جذب تحفزهم على البقاء، وهناك في المقابل عوامل طرد سورية تدفعهم لغض الطرف عن العودة"، إذ أفاد 14 % فقط بأنهم "مصممون جدا على العودة"، فيما أفاد 29 % بأنهم "ربما سيعودون، وعليه فإن على المجتمع الدولي أن يتهيأ لدعم رافضي فكرة العودة الذين يزيدون على 50 %". ويحتضن الأردن حوالي 1.3 مليون لاجئ سوري، نصفهم مسجلون كلاجئين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. ووفقا لنتائج الاستطلاع فإن نظرة اللاجئين السوريين في الأردن تجاه الاوضاع في المملكة "بدت ايجابية"، إذ يرى 78.2 % منهم ان "الأردن هي الدولة التي تعامل اللاجئين السوريين على أفضل وجه، ويؤكد 67 % أنهم يشعرون بالترحيب في الأردن إلى درجة كبيرة، وقال 31 % إنهم يشعرون بالترحيب بدرجة متوسطة، لكن 92 % من هؤلاء اللاجئين اعتبروا أن العيش كلاجئ في بلد عربي مثل الأردن يعد ميزة بسبب تقارب العادات والتقاليد، وذهب 88 % في إجابتهم إلى أنهم يعاملون بشكل أفضل في الأردن مما سيكون عليه الحال في تركيا ولبنان". وفي ردهم على سؤال "في حال أتيح لك الخيار، أي بلد ستختار للعيش فيها كلاجئ؟" أجاب نحو 56 % من اللاجئين السوريين بأنهم يختارون الأردن، مقابل 19 % اختاروا كندا، و 4 % الولايات المتحدة، و3 % ألمانيا. وفي تقييم السوريين لأداء الأردن في التعامل مع القضية السورية، أفاد 70 % بأن "الأردن تعامل مع القضية بشكل جيد جدا، و29 % أفادوا بأنه جيد، فيما رأى 69 % منهم انه ينبغي ان يكون للأردن دور أكبر في القضية السورية". وبحسب النتائج، بدت نظرة اللاجئين السوريين لمستقبل الحياة والأوضاع الاقتصادية في الأردن ايجابية أكثر منها لدى الأردنيين، حيث يعتقد 76 % من السوريين أن "الاوضاع الاقتصادية في الأردن ستتحسن في المستقبل القريب، مقابل 39.8 % فقط من الأردنيين رأوا أن الامور الاقتصادية ستتحسن في المستقبل". وبخصوص مصدر الدخل أجاب 48.5 % من اللاجئين السوريين بأنهم يحصلون عليه من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وقال 27 % إنهم يحصلون عليه من عمل قانوني، و16 % من عمل غير قانوني"، وهو ما يعني بحسب الاستطلاع أن اللاجئين السوريين "يحصلون على الدخل من طرق مختلفة، ويعد هذا واحدا من عوامل الجذب". وبينت النتائج أن 66.5 % من اللاجئين السوريين "يوافقون تماما على فتح الحدود مع سورية"، وبرر 35% منهم تأييدهم لفتح الحدود لأنه "سيتيح لهم الذهاب والعودة من وإلى سورية في أي وقت، كما سيتمكنون من زيارة أقاربهم واستقبالهم في الأردن أيضا، فيما أفاد 31.8 % بأن ذلك سيعزز من العلاقات بين البلدين". وفي سؤال عن الهجرة إلى بلد ثالث، أفاد "44.5 % من اللاجئين السوريين أنهم يرغبون بذلك. ووفقا للاستطلاع فإن غالبية الأردنيين يفضلون عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حيث أعرب 86.5 % من الأردنيين عن رغبتهم بتحقق ذلك، وبالرغم من ارتفاع هذه النسبة، إلا أن 28.8 % من الأردنيين رأوا أن على اللاجئين السوريين العودة فقط عندما يعم الامن والاستقرار بلادهم، بينما دعا 18 % و17 % و12 % اللاجئين السوريين إلى العودة "في أقرب وقت ممكن" و"الآن" و "في هذه الأيام" على الترتيب. ويمثل انعدام الاستقرار في سورية عائقا أمام عودة اللاجئين السوريين، بدليل أن 14 % من اللاجئين السوريين أشاروا إلى تصميمهم على العودة، فيما أشار 29 % إلى أنهم سيعودون على الأغلب. وقال 35 % من اللاجئين أن سبب عدم عودتهم إلى بلادهم "انعدام الامن في سورية، و13 انعدام الاستقرار، و7.8 % أفادوا بأن الحرب المستمرة تصعب عليهم العودة، وقال 66 % إنهم سيعودون فقط عندما تسترجع سورية الامن والأمان، و 11.4 % أفادوا بأنهم سيعودون عند انتهاء الحرب". وبالرغم من أن اغلبية العينة وافقت مع قرار فتح الحدود، إلا أن 40.1 % من اللاجئين السوريين أفادوا بأن "بلادهم ليست آمنة لغاية الآن، وأشار 17 % إلى خوفهم من الإرهاب والتطرف، واعتبر 17 % أن القضية لم تحل بعد". وحول موقف اللاجئين من الصراع في بلادهم، قال 86 % من اللاجئين أن "الصراع في بلادهم لم ينته بعد، وقال 74.1 % إنهم لا يؤيدون اي جهة، بينما افاد 14.7 % انهم يؤيدون الحكومة السورية و10 % يؤيدون المعارضة المسلحة". ووفقا لبريزات فإن هذه النتيجة "تعكس تغييرا في المزاج والاتجاهات لدى اللاجئين السوريين"، مشيرا إلى دراسة سابقة أعدت في العام 2013 أظهرت ان "56 % من اللاجئين السوريين يؤيدون المعارضة السورية، بينما تعكس نتائج الاستطلاع الاخير تراجعا كبيرا في مؤيدي المعارضة". وفي ردهم عن سؤال "من يتحمل المسؤولية عن الوضع الراهن للقضية السورية؟" و"من هو برأيك المسؤول الرئيس عن مشكلة اللاجئين؟" أشار 34.2 % و30.5 % من اللاجئين السوريين إلى أن "الحكومة السورية هي التي تتحمل المسؤولية في هاتين القضيتين، فيما قال 5 % أن الحكومة السورية كانت السبب الرئيس في عدم عودتهم إلى سورية، وأجاب 12.3 % بأنهم يخافون من التجنيد الإجباري". وفي ردهم عن سؤال "كيف تغيرت بلدك منذ قدومك إلى الأردن؟"، أشار 43 % بأن "البلاد يعمها الدمار الشامل، وقال 11 % إن منازلهم دمرت، و7 % رأوا أن الاوضاع المعيشية في سورية سيئة جدا، وبالتالي يصعب عليهم العودة". واعتبر بريزات ان هذه الإجابات تشير إلى أن "الاولوية يجب أن تُعطى للامن، والاستقرار، وإعادة الاعمار، الامر الذي سيعزز من عوامل الجذب السورية لتحفيز اللاجئين على العودة إلى بلادهم من الأردن، ولبنان، وتركيا، وأوروبا. إذ قد تُساعد عودة اللاجئين في الحد من نمو حركات اليمين المتطرف في أوروبا، ومن النزاعات والتخفيف من احتمالية حدوثها في البلاد التي تعاني من شح الموارد مثل الأردن ولبنان".اضافة اعلان