استمرار إغلاق معبر "جابر" أمام "البحارة".. وركود كبير بأسواق الرمثا

Untitled-1
Untitled-1

أحمد التميمي

الرمثا- تسبب إغلاق الحدود الأردنية السورية منذ أكثر من عام أمام عبور سائقي السفريات "البحارة" إثر جائحة كورونا، بحالة ركود في أسواق الرمثا قدره تجار وسكان بحوالي 80 %، إضافة الى تعطل أكثر من ألف سائق سفريات، لا سيما وأن البضائع السورية كانت تملأ أسواق مدينة الرمثا، والتي تستقطب التجار من مناطق المملكة كافة.اضافة اعلان
و"البحارة" اسم أطلقه سكان في الرمثا على كل من كان یعمل على سیارة تحمل مسافرین بین الأردن وسوریة ولبنان، وتعمل على نقل كمیات مسموح بدخولها من البضائع إلى المملكة من دون أن تخضع للجمارك.
وكانت مدينة الرمثا عاشت، مع اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، أكثر من 8 أعوام من حالة ركود غير مسبوقة جراء إغلاق الحدود مع سورية، لتنتعش الحركة التجارية في اللواء من جديد بعد إعادة فتحه، بيد أنه وبعد عامين جاءت جائحة كورونا وقضت على أحلامهم من جديد بسبب إغلاق الحدود أمام حركة الشحن والمسافرين.
وافتتح معبر جابر-نصيب الحدودي بتاريخ 15/10/2018، بعد اتفاق اللجان الفنية الأردنية السورية على الإجراءات النهائية اللازمة لإعادة فتحه، واستئناف حركة النقل البري للركاب والبضائع بين البلدين يوميا.
لكن الأردن عاد الى إغلاق معبر جابر الحدودي مع سورية مجددا في تاريخ 15/8/2020، بعد تسجيل إصابات بفيروس كورونا في صفوف العاملين في المركز الحدودي.
وتم إعادة فتح المعبر حاليا أمام مرور البضائع الصادرة والواردة بطريق "الترانزيت" من خلال الشاحنات والركاب، ولكن شريطة إعادة تحميلهم بسيارات أردنية في المعبر أو العكس.
ودفعت الجائحة بالعديد من أصحاب المحال التجارية إلى عدم ترخيص محالهم هذا العام، فيما قام آخرون بإغلاقها بشكل تام، وفق مدير غرفة تجارة الرمثا بكر أبوزريق.
وأشار أبوزريق، إلى وجود أكثر من 5 آلاف محل تجاري في مدينة الرمثا مسجلة في الغرفة، فيما لم يتجاوز عدد الذين حصلوا على رخصة مهن العام الماضي ألف محل، فيما هذا العام لم يرخص من المحال التجارية سوى 500 محل تجاري.
وأكد أن الأوضاع السيئة التي تشهدها مدينة الرمثا بسبب جائحة كورونا واستمرار إغلاق حدود جابر مع سورية، تسببت بخسائر فادحة للتجار، ما اضطرهم إلى عدم الترخيص والإغلاق لعدم قدرتهم على تأمين رسوم رخصة المهن.
وأوضح أبوزريق، أن التجارة في الرمثا كانت تعتمد قبل جائحة كورونا على التجارة البينية مع سورية، اذ كان التجار والمواطنون يعتمدون بشكل مباشر على استيراد البضائع كالملابس والحلويات والمواد التموينية وغيرها من المواد من سورية لرخص أسعارها.
ولفت إلى أنه، وبعد إغلاق الحدود مع سورية بسبب جائحة كورونا، فإن معظم البضائع في أسواق الرمثا باتت صينية وتركية وأردنية، مؤكدا أنه بإمكان التاجر استيراد البضائع من سورية، إلا أن تكاليفها باتت مرتفعة بسبب شحنها عن طريق لبنان جوا.
وقال أبوزريق إن التجارة في مدينة الرمثا، تمر بأسوأ أحوالها بعدما كانت المدينة مقصدا لآلاف المواطنين من خارج اللواء لشراء احتياجاتهم من جميع القطاعات. وأشار إلى أن المئات من المحال التجارية في مدينة إربد أغلقت أبوابها العام الماضي بسبب جائحة كورونا لعدم قدرة أصحابها على الإيفاء بمستلزماتهم الشهرية، من أجور محال ودفع رواتب موظفين ورسوم رخص مهن وضرائب وغيرها.
وأكد أن العديد من أصحاب المحال التجارية، اضطروا إلى تسريح الموظفين للتخفيف من الأعباء المترتبة عليهم واكتفوا بالحد الأدنى من الموظفين لحين تحسن الأوضاع.
ودعا أبوزريق، الحكومة، إلى إعفاء المحال التجارية من رسوم المهن أو تخفيضها إلى 50 % حتى يتمكن أصحابها من الترخيص مع ضرورة تمديد فترة الترخيص إلى نهاية شهر حزيران (يونيو) من العام الحالي، في ظل ما سيترتب على التجار من غرامات في حال لم يرخصوا قبل 31/3/2021 وبنسبة 50 %.
وأكد أبوزريق ضرورة إعادة فتح الحدود مع سورية، وخصوصا فيما يتعلق باستيراد البضائع مع سورية لانتعاش الأسواق في ظل قرب شهر رمضان والأعياد وفصل الصيف. وقال إن مدينة الرمثا عانت قبل جائحة كورونا من إغلاق للحدود دام لأكثر من 8 أعوام، بسبب الأوضاع الأمنية في سورية، ما تسبب بحالة ركود غير طبيعية في اللواء.
وأشار إلى أن الحدود عادت وفتحت، وتأمل المواطنون والتجار خيرا لعودة الحياة إلى طبيعتها، وامتد افتتاح الحدود لمدة 3 أعوام، لتأتي بعدها جائحة كورونا لتبدد الأحلام من جديد بإعادة الركود للأسواق.
وقال الناطق باسم البحارة علاوي البشابشة، إن إغلاق الحدود تسبب بتعطل 1100 سيارة سفريات عمومي، تعمل على نقل الركاب من الأردن إلى سورية، وتعيل أكثر من 2500 أسرة في لواء الرمثا.
وأكد أن الحدود ما تزال مغلقة منذ أكثر من عام؛ حيث سمحت الحكومة بنقل الركاب فقط من وإلى الأردن وسورية شريطة إنزالهم على باب الحدود دون أن يسمح لهم بتحميل بعض البضائع كما كانت في السابق.
وأشار البشابشة إلى أن إغلاق الحدود تسبب بتعطل البحارة عن العمل، وباتوا مهددين بحجز مركباتهم لصالح البنوك لعدم قدرتهم على تسديد الأقساط المترتبة عليهم.
وطالب بإنشاء منطقة حرة بين الحدين الأردني والسوري، والسماح لسائقي السفريات باستيراد بعض البضائع لحل مشكلة البحارة المتضررين من جائحة كورونا.
ونفذ العشرات من "البحارة" اعتصامات عدة كان آخرها اعتصام قبل يومين، من أجل إعادة فتح الحدود الأردنية السورية بعد إغلاق دام أكثر من عام.
ويرتبط الأردن مع سورية بحدود طولها 375 كم، عليها معبران حدوديان، هما معبر "نصيب-جابر" الذي افتتح العام 1997 ويشتمل على 3 مسارات منفصلة واحد للمسافرين القادمين وآخر للمغادرين بمركباتهم الخاصة أو بوسائط النقل العمومية، وثالث مخصص للشاحنات القادمة والمغادرة، كما يشتمل على منطقة حرة سورية-أردنية مشتركة ومرافق أخرى لخدمة المسافرين.
أما المعبر الثاني فهو معبر "درعا-الرمثا" نسبة للمدينتين الحدوديتين المتلاصقتين، وكان مخصصا لحركة المسافرين فقط، وأغلق منذ بداية الأزمة السورية. يذكر أن معبر جابر هو أكثر المعابر الحدودية ازدحاما، إذ وصل عدد الشاحنات التي كانت تمر عبره قبل الأزمة السورية في 2011 إلى 7 آلاف شاحنة يوميا.