استمعوا جيدا لمنظمة الصحة العالمية

في الوقت الذي تغلق فيه الحكومة المراكز والمسابح الرياضية وأندية اللياقة البدنية، تحسبا من زيادة عدد الإصابات بفيروس “كورونا”، من دون تقديم إجابات علمية أو مقترحات عملية لتجاوز معضلة الإغلاقات، بشقيها المادي والمعنوي على المتضررين من تلك الإغلاقات، شددت منظمة الصحة العالمية، في إرشاداتها الجديدة بشأن النشاط البدني، على أن جائحة “كوفيد 19” يجب ألا تكون ذريعة لوقف هذا النشاط، بل ينبغي مواصلته أيا كان عمر الشخص أو وضعه. وبحسب مسؤول الترويج للصحة في منظمة الصحة العالمية روديغر كريتش “إذا لم نحافظ على نشاطنا، فإننا نخاطر بالتسبب بوباء هو اعتلال الصحة نتيجة لقلة الحركة”. وحسب المعطيات، فإن تلك الإجراءات شجعت على قلة الحركة والجلوس وقتاً طويلاً لمشاهدة الأفلام والبرامج التلفزيونية، بدلا من ممارسة النشاط البدني المنتظم الذي يعد ضرورة للصحة الجسدية والعقلية وللوقاية من أمراض القلب والسكري والسرطان، كذلك يساعد على تقليل الاكتئاب والقلق والتدهور المعرفي، ويحسن الذاكرة ويعزز صحة الدماغ بشكل عام. أعتقد أن الحكومة تدرك جيدا الحالة الصحية الجسدية والنفسية التي يعيشها المواطن منذ بدء انتشار الجائحة وحتى اليوم، كما تدرك الحكومة حجم الضرر المادي الذي أصاب الأفراد والشركات على حد سواء، ولعل نظرة على وجوه المواطنين في الشوارع والأسواق وعلى وجوه التجار، توضح حجم الاعتلال الجسدي والنفسي والمعيشي، وحجم الخوف والقلق الذي يعتري النفوس جراء هذا الواقع الصعب الذي نعيشه. من المهم جدا أن لا نستسلم لليأس، وإذا تم إغلاق تلك المرافق الرياضية لأسباب يقال إنها حفاظا على صحة المواطن، فإن ثمة حلولا أخرى يجب أن يغتنمها المواطن حفاظا على صحته، بدلا من الجلوس مطولا وعدم ممارسة النشاط البدني، الذي يمكن فعله من خلال ممارسة رياضة المشي ولو لبضع دقائق بشكل يومي. تذكرون في بدايات الحظر، وحين كان يسمح للمواطنين بالحركة سيرا على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية، كيف انتشرت رياضة المشي ولو كان ذلك عنوة بسبب منع حركة السيارات، كيف كانت شوارع المملكة تعج بالمتسوقين وبالمتنزهين سيرا على الأقدام، وكيف برزت ظاهرة ركوب الدراجات الهوائية، وهي رياضة مفيدة للغاية وتؤدي أغراضا أخرى مثل المساعدة على نقل الأغراض من الأسواق بدلا من حملها. نتمنى أن تضع الحكومة حدا لعبارة “مغلق حتى إشعار آخر” على أبواب المراكز والأندية الرياضية، لأن الناس بحاجة إلى فتح تلك المراكز في ظل تدابير آمنة وإجراءات تكفل المحافظة على السلامة العامة، وتساعد الأسر على استرداد مصدر رزقها، ولنا فيما تقوله منظمة الصحة العالمية عبرة وحجة.اضافة اعلان