اشتباه بالإعدام

هآرتس بقلم: أسرة التحرير 1/3/2021 تقرير التحقيق الذي نشرته الاسبوع الماضي منظمة "فورينزيك أركيتكشر"من لندن بالتعاون مع منظمة "الحق" من رام الله، يفترض أن تقلق كل مواطن اسرائيلي. فقد حقق التقرير في ملابسات قتل احمد عريقات، من سكان ابوديس ابن 27، على ايدي شرطة حرس الحدود في حاجز "الكونتينر" (وادي النار) في حزيران الماضي. تدعي اسرائيل بان عريقات – ابن اخت صائب عريقات الراحل، المسؤول في السلطة الفلسطينية عن المفاوضات مع اسرائيل – حاول تنفيذ عملية دهس، فقتل بالنار بعد ان عرض حياة شرطة حرس الحدود على الحاجز للخطر. واستعان محققو "فورينزيك أركيتكشر"بشهود عيان، باشرطة فيديو من الساحة وبفتوى خبير فورينزي من الولايات المتحدة وتوصلوا الى الاستنتاج بان هذا كان "اعداما بلا محاكمة"، كعنوان التقرير الذي نشر(جدعون ليفي واليكس ليباك "هآرتس" 26/2). واثار التقرير شكوكا بالنسبة لنية عريقات إثر سياقته بسرعة 15 كيلو مترا في الساعة واصاب شرطية. اصيبت الشرطية اصابة طفيفة ونهضت على الفور. وقضى الخبير الفورينزي بان عريقات لم يسرع في سيارته في اي مرحلة بل ربما حاول كبحها. تثير هذه الحقيقة شكوكا بالنسبة لنيته: لو كان اراد اصابة الشرطة لكان من المفترض أن يسرع سيارته. اما تسلسل الاحداث بعد ذلك فأخطر بكثير. فقد خرج عريقات فورا من سيارته، رغم يديه وتراجع الى الوراء. ادعى شرطة حرس الحدود بانه حاول الاقتراب منهم. عريقات لم يكن مسلحا. وفي غضون ثانيتين اطلق افراد الشرطة عليه ست رصاصات بالنار الحية للقسم العلوي من جسده، بعد ان كان لم يعد ينشأ عنه أي خطر. وحسب التقرير، مُنع عن عريقات اي علاج طبي، كان يمكنه ربما انقاذ حياته. في الدقائق الاولى بدا يحرك يديه. وادعت الشرطة بانه فحص، ولكن حسب نتائج التقرير، فقد منعت سيارة اسعاف فلسطينية من الاقتراب اليه. وطاقم سيارة الاسعاف الاسرائيلية لم يعالج الا الشرطية. كانت جثته ملقاة على الطريق على مدى زمن طويل، وفي بعض من الوقت عارية. شرطة وجنود بدوا يدخنون ويتجولون الى جانبها فيما اتخذ صورة المس بكرامة الميت. اضافة الى ذلك، حتى اليوم، بعد ثمانية اشهر من الحادثة، لم تعد اسرائيل الجثمان لعائلته بسبب تجارة الجثامين التي تحاول ادارتها مع حماس في غزة. لم يكن عريقات الضحية العابثة الفلسطينية الوحيدة في الاشهر الاخيرة، ولكن لاول مرة تحقق منظمة دولية بجذرية وبوسائل متطورة ملابسات قتله. كان يمكن التوقع ان تجري شرطة اسرائيل، التي قتل افرادها عريقات تحقيقات مشابها ولكن هذا بالطبع لم يحصل ولن يحصل. والآن يوجه نداء لأن يعاد الى العائلة جثمان ابنها الذي قتل في يوم عرس شقيقته.اضافة اعلان