اشكالية ثقافة حقوق الانسان في العالم العربي

عدد جديد من مجلة الرسالة

عمان - الغد- صدر العدد السادس من مجلة" الرسالة" الفصلية التي يصدرها المركز الوطني لحقوق الانسان والتي تعنى بالديمقراطية وحقوق الانسان والتنمية السياسية ويرأس تحريرها الزميل صالح الزعبي.

اضافة اعلان

وتضمن العدد افتتاحية رئيس التحرير التي جاءت بعنوان "تعليم حقوق الانسان اولوية وطنية" لفت فيها الى ما اصدرته الجمعية العامة للامم المتحدة في العام 1948 من اعلان مثل التزام الدول الاعضاء في الامم المتحدة واعترافها بالحقوق المتساوية وغير القابلة للتصرف الممنوحة لكل انسان لافتاً الى ان هذا الاعلان ناشد كل فرد وكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع ومن خلال التعليم والتربية- العمل على تعزيز مبدأ احترام حقوق الانسان والتنفيذ الفعال لهذه الحقوق في اطارها الوطني والدولي.

من جهته ركز الباحث محمد عبد القادر الحسنات على الاعلان العالمي لحقوق الانسان والجهود المبذولة في مجال التدريب واشاعة المفاهيم والمعلومات بهدف بناء ثقافة كونية لحقوق الانسان من خلال نشر المعارف وتنمية المهارات وتهذيب المواقف.

فيما كتب الباحث رياض الصبح حول تعليم حقوق الانسان بين العالمية والخصوصية مؤكداً ان مسألة تعليم حقوق الانسان من المسائل التي احتلت اولوية في خطاب المجتمعات والمنظمات منذ عدة سنوات وخصوصاً في السنوات الاخيرة .

وتطرق الصبح الى الحاجة الى فهم هذه العلاقة بين العالمية والخصوصية لحقوق الانسان والتي يمكن فهمها انطلاقاً من الرسالة الرئيسية التي جاءت بها فكرة حقوق الانسان مبيناً ان حقوق الانسان جاءت برسالة اخلاقية وطبيعية لكل البشر على الرغم من الخلافات السياسية والصراع بين العالمية والخصوصية الموجودة في اذهان الآخرين.

اما الباحث عبد المجيد الشرفي فيتطرق الى اشكاليات ثقافة حقوق الانسان معتبراً ان اهم السمات التي يتميز بها عصرنا انه لا يكاد احد من رجال السياسة على اختلاف الانظمة والبيئات والاوضاع وسواء كان في الحكم او في المعارضة يجرؤ على انكار حقوق الانسان انكاراً صريحاً.

ويرى الشرفي ان من الطبيعي ان نختلف في اصل هذا الحقوق ومنبعها فنرى من يرجعها الى القيم اليونانية ومن يعتبر دينه التوحيدي هو الضامن لها .

ويخلص الشرفي الى ان الاشكاليات التي تعترض العمل الحكومي العربي والمتمثلة في نشر حقوق الانسان ترتبط بما سماه محمد اقبال "باعادة بناء الفكر الديني في الاسلام" لافتاً الى ان المؤسسة الدينية متعللة بخصوصية الشريعة الاسلامية وعاجزة بحكم نوعية تكوين القائمين عليها عن ان تكون قاطرة التغيير للاحكام الفقهية او للقوانين الوضعية المستمدة منها حتى تكون منسجمة مع مبادئ حقوق الانسان الكونية.

ويلفت الشرفي الى الشواهد العديدة على ان الفكر الديني لا يتطور الا متى اضطرته التحديات التي يواجهها فكرية كانت او مجتمعية الى تعديل مواقفه حفاظاً على مصداقيته مبيناً انها مرتبطة اساساً بصورة العرب المهتزة عن انفسهم وبإحساسهم بضياع الحصانة الذاتية.