اضطرابات النطق عند الطفل إحدى علامات ضعف أو فقدان السمع

اضطرابات النطق عند الطفل إحدى علامات ضعف أو فقدان السمع
اضطرابات النطق عند الطفل إحدى علامات ضعف أو فقدان السمع

 

عمان- إن نطق الطفل السليم وتطوره لا يترافقان إلا بالسمع السليم. وتأخر النطق أو فقدانه قد يكونان إحدى علامات ضعف أو فقدان السمع. 

اضافة اعلان

وتكمن أهمية موضوع فقدان السمع عند الأطفال في دول العالم الثالث في أنه يتم اكتشاف الحالات متأخرا، وعادة بعد عمر الثلاثة أعوام ويتم تأهيل الطفل بصعوبة. بالمقارنة بالدول المتقدمة التي يتم تشخيص الحالات عند الولادة ليتم عندها تأهيل الطفل مبكرا حيث لا يتأخر عن الكلام.

كيف يتم السمع؟

ينتقل السمع من الأذن للدماغ كالآتي:

1-الأذن الخارجية: تقوم بتجميع الصوت عن طريق صيوان الأذن ويتم تركيزه لينتقل خلال قناة الأذن الى غشاء الطبلة في الأذن الوسطى.

2-الأذن الوسطى: وهي عبارة عن تجويف يحوي طبلة الأذن وثلاث عظيمات دقيقة هي المطرقة والسندان والكعبرة. يتم نقل الاهتزازات إلى طبلة الاذن من خلال عظيمات السمع التي تحولها الى ذبذبات لنقلها الى القوقعة في الاذن الداخلية.

3- الأذن الداخلية: توجد بها القوقعة التي تنقل الذبذبات الصوتية وتحولها الى شحنات كهربائية بدورها تصل الدماغ عن طريق العصب السمعي.

هنالك عديد من الأسباب لنقص السمع، ومن أهمها العوامل الوراثية بخاصة في زواج الأقارب.

كما أن تعرض الأم لأدوية ضارة أثناء الحمل أو التدخين أو المشروبات الكحولية يؤثر على سمع الطفل. كما أن وزن المولود الذي يولد أقل من 1500 غم وكذلك تعرضه لمادة البيلوروبين بشكل عال يؤثران على السمع.

ومن الأسباب أيضا نقص الأكسجين عند الولادة وكذلك تعرض الطفل لالتهابات فيروسية والتهاب السحايا.

بالإضافة إلى بعض التشوهات الخلقية في الأذن الخارجية أو الوسطى وحتى الداخلية، ومن الأسباب المهمة أيضا التهاب الأذن الوسطى وتجمع السوائل بها بخاصة عند الالتهابات المتكررة وكذلك انثقاب طبلة الأذن او انسداد قناة الأذن الخارجية.

التشخيص

في الحقيقة إن أكثر من يستطيع تقييم سمع الطفل هم الأهل وبالذات الأم، وتستطيع بطرق خاصة معرفة مدى استجابة الطفل للمؤثرات الصوتية المختلفة.

لكن للأسف فقد تبين أن اكثر من 40% ممن لديهم صمم كامل أو شديد لا يشخصون الا بعد العام الأول من العمر، علما أن الطفل لا يسمع منذ الولادة.

في المراكز المتقدمة والدول المتطورة عادة يتم الكشف مبكرا على هذه الحالات بواسطة أجهزة إلكترونية دقيقة للطفل بعد الولادة.

والوضع المثالي أن يتم إجراء فحص الذبذبات الصوتية للقوقعة لجميع المواليد، وإذا أعطى هذا الجهاز نتيجة سلبية فيتم اجراء تخطيط سمعي دماغي للطفل(BERA) ومن ثم البدء بالعلاج أو التأهيل بناء على نتيجة الفحص.

أما في حالة غير المواليد فهنالك طرق ووسائل خاصة لتقييم سمع الطفل بحسب العمر.

أنواع فقدان السمع

يقسم فقدان السمع إلى نوعين: عصبي وتوصيلي.

وينتج العصبي عن وجود خلل في العصب السمعي او الاذن الداخلية مما يعيق انتقال الذبذبات الكهربائية إلى مركز السمع في الدماغ. أما التوصيلي فيحصل بسبب وجود خلل في الأذن الوسطى أو الخارجية مما يؤدي إلى عدم وصول الصوت الى الأذن الداخلية.

فحوصات السمع

المواليد ولغاية ستة أشهر: عن طريق جهاز فحص الذبذبات الصوتية للقوقعة واذا كانت النتيجة سلبية فيتم إجراء تخطيط سمعي دماغي.

أما الاطفال من عمر ستة اشهر الى ستة أعوام فيتم فحص السمع عن طريق فحوصات السمع السلوكية وهي تعطي نتائج ليست عالية الدقة لكنها مقبولة.

في حين الصغار فوق الستة أعوام فيجرى لهم الفحص السمعي القياسي Audiogram والذي يستخدم أيضا للكبار. ويستخدم جهاز قياس ضغط الأذن لكل الاعمار للكشف عن تجمع السوائل داخل الاذن الوسطى.

العلاج والتأهيل

لا شك أن فحص السمع يتم بطرق وفحوصات مختلفة تتناسب مع عمر الطفل واكتشاف اضطراب السمع وعلاجه المبكر بالطرق المناسبة سيؤديان الى خلق مناخ جديد لتطور ونمو الطفل في جميع المجالات.

عند الشعور بأن هنالك مشكلة في سمع الطفل تجب استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتقييم الطفل وفحص الأذن واذا كان هنالك شك في قدرة الطفل على السمع فيتم إجراء فحص السمع بالطريقة المناسبة.

ومن الضروري معرفة نوع نقص السمع ففي حالة نقص السمع التوصيلي تجب معرفة السبب والذي يكون غالبا تجمع سوائل في الاذن الوسطى وتضغط على طبلة الاذن. وتتم هنا مراقبة الطفل ثلاثة أشهر وان لم يتحسن فتشفط السوائل تحت البنج العام وتوضع أنابيب تهوية صغيرة في طبلة الأذن.

أما في حالة انثقاب طبلة الاذن فيتم رقع ذلك جراحيا وإن كان هناك انسداد لقناة الأذن الخارجية فيتم توسيعها. وإذا كان نقص السمع من النوع العصبي فيعتمد على مقدار نقص السمع فإن كان نقص السمع بسيطا الى متوسط فيمكن للأهل الانتباه للطفل ومحاولة التعامل معه بطرق خاصة. وإن كان متوسطا الى شديد فيفضل وضع سماعة في أذن واحدة أو كلتا الأذنين حسب درجة النقص.

وفي حالة فقد السمع الشديد جدا، عند عدم الاستجابة للسماعة، أو نقص السمع الكلي ينصح بزراعة القوقعة التي تجرى عادة للأطفال أقل من عمر خمسة أعوام.

كما أن المريض يحتاج بعد العملية إلى متابعة وتأهيل مدة ستة شهور على الأقل.

د. مجدي عبدالكريم

استشاري الأنف والأذن والحنجرة

بلازا الخالدي الطبي