اضطراب الشخصية النرجسية.. ما وراءه وماعلاجه؟

1
1

عمان- تقول الاسطورة ان نرجسا كان شخصا جميل المنظر رأى يوما انعكاس صورته في الماء فأمضى طول العمر ينظر الى نفسه معجبا بها الى أن حان أجله.اضافة اعلان
وعلى الرغم من أنها اسطورة، ولكنها لخصت عدة محاور نرتكز عليها في تشخيص النرجسية، فالنرجسي هو شخص معجب بنفسه بطريقة مبالغ بها جدا، ويبحث دائما عن الاهتمام والتقدير والمديح ولا يتعاطف مع الآخرين، ومضطرب العلاقات دائما، تلك الصورة التي رسمها لنفسه من الثقه بعيون الآخرين ما هي الا قناع يخفي ضعفا عظيما خلفه، وعدم ثقه بالنفس وتدني مفهومه الذاتي. تشير الدراسات الى أن الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالنساء، وربما السبب وراء ذلك طبيعة الهرمونات التي تملكها المرأة التي تجعلها متفانية أكثر، بالتالي تقلل من فرصة اصابتها بهذا الاضطراب.
ما أسباب اضطراب الشخصية النرجسية؟
على الرغم من أن السبب الرئيسي لا يزال مجهولا، الا أنه من الممكن الاعتقاد بالاسباب التالية:-

  • البيئة المحيطة بالشخص ومنذ مرحلة الطفولة سواء كان هناك زياده اهتمام ودلال للطفل بشكل مبالغ به أو العكس تماما، الأمر سيان ويؤدي الى نتيجة واحدة.
  • عوامل تلعب الوراثة دورا كبيرا بها، مثل اصابة أحد افراد العائلة من الدرجة الاولى بهذا الاضطراب.
  • اسلوب ونهج الشخص نفسه في التفكير والتحليل الذي يتأثر بما يسمى "البيولوجيا العصبية".
    متى تبدأ الاعراض بالظهور؟
    عادةً تبدا الأعراض بالظهور منذ مرحلة الطفولة أو ربما في مرحلة المراهقة وفي هذه المرحله سيلاحظ الأهل والمحيط "السلوك النرجسي" لدى الطفل أو المراهق، مثل عدم تعاطفه مع أفراد الأسرة وحبه لذاته بطريقه مبالغ بها، وميله لتملك كل شيء عدا عن انه أيضا لا يعترف بأخطائه ولا يندم أبدا، ولا يعتذر ويؤذي مشاعر الاخرين باستمرار ويوجه إليهم اللوم حين يرتكب الاخطاء، وأيضا يستغل الآخرين لأجل مصلحته، هو غير مبادر ولا يقدم المساعدة لأحد أو ربما يصبح كاذباً في سبيل أن لا يلام أو يحاسب. التطور الطبيعي لهذا الاضطراب أن ينتقل الى مرحلة الشباب والنضج، ولكن بصورة أكثر تهيجاً وتزداد الأمور سوءًا، فهو يصبح إضافة لجميع ما سبق من الصفات التي تظهر عليه أثناء مرحلة الطفولة و المراهقة يصبح اكثر حدة وانانية على النحو التالي:-
  • ارتفاع الشعور بالأنا لديه فهو مغرور بمعنى الكلمة.
  • يصر دائما على الحصول على ما يريد وان لم يكن من ضمن إمكاناته مما يجعله في ورطة.
  • لا يحب أن يرى غيره ناجحا ويرى نفسه الناجح الوحيد الذي يستحق التقدير والاحترام.
  • يعامل الآخرين بنوع من الدونية والاحتقار.
  • الاستغلال الدائم للآخرين من قبله في سبيل تحقيق مصالحه.
  • الضغط الدائم على شريك الحياة بطريقة مؤذية في سبيل أن يكون هذا الشريك مثاليا بالنسبة له.
  • دائما وأبدا يعتقد بأنه مصاب بالحسد والغيرة من المحيط.
    ماذا بعد تلك السلوكات?
  • من الصعب جدا أن تستمر علاقة سوية في حياتهم سواء كانت علاقة صداقة، او زواج، أو حتى علاقة مع أحد أفراد الاسرة المقربين.
  • اذا لم يتم ارضاء غرورهم سيغضبون جدا ويؤذون من حولهم بكلام وتصرفات جارحة.
  • من الصعب جدا عليهم ضبط وادارة شعورهم بالغضب.
    وينتج عن اضطراب الشخصية النرجسية ما لم يتم العلاج الامور التالية:-
  • فشل بالعلاقات الشخصية، وحدوث المشاكل المستمرة والخلافات التي من الصعب حلها.
  • على صعيد العمل أو حتى الدراسة أيضا لا يوجد علاقات مستقرة.
  • الاصابة بالاكتئاب.
  • انعكاس الخلل بالشخصية النرجسية على الصحة الجسدية، والاصابة بالكثير من الامراض.
  • الادمان على المخدرات والكحول وما يترتب عليه من عواقب.
  • ربما يصل الشخص الى مرحلة من التفكير بإنهاء الحياة بسبب ما يواجه من مشكلات.
    هل من طرائق وقائية تحمي من الاصابة بهذا الاضطراب؟
    نحن نشير دائما الى أن غالبية الاضطرابات النفسية والسلوكية قد تبدأ بالظهور في عمر مبكر، لذلك لابد من رصد أي تغير في السلوك والتدخل الفوري وعلاجه، اضافة للدعم الأسري المستمر والسعي من قبل الاباء والامهات الى تطوير أنفسهم من خلال حضورهم دورات ومحاضرات تسهم في تعريفهم بالكثير من المشاكل النفسية والسلوكية التي يمكن ان يصاب بها الاشخاص وطرائق التعامل معها.
    ماذا عن العلاج؟
    لابد من اتباع سبل الوقاية دائما وأبدا ومحاولة العلاج عند ظهور المراحل الاولى سواء في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لأن هذا الاضطراب بالذات علاجه صعب ويعتمد بالدرجة الاولى على تقبل المريض لفكرة أنه مضطرب سلوكيا، وهذا صعب جدا في مثل هذه الحالة، ونادر الحدوث؛ لذلك نعول دائما وأبدا على اتباع سبل الوقاية. ولكن لو اعترف هذا الشخص بوجود مشكله لديه، فهنا نبدأ رحله العلاج السلوكي، وذلك بجعله يتقبل ذاته أولا، ثم تطويرها وتحسينها والاشتغال على نقاط الضعف بها، ثم بعد ذلك يتم دمجه بالعمل الجماعي والخدمه المجتمعية لعله يشعر بلذة المساعدة والعطاء التي من شأنها أن تنقله من حب الذات المبالغ به الى المبادرة وبدا الاهتمام بالآخرين.
    ومن المهم جدا حض الشخص النرجسي على التواضع وتذكيره بأن الغرور سيقتل جميع علاقاته ويؤذيه هو بالدرجة الاولى ويتركه وحيدا ومنبوذاً من قبل الاخرين ويتم تدريبه على كيفيه التعامل مع مشاعره والاسلوب الاسلم للوصول الى الاهداف المنطقية وتحقيقها.
    دوائياً: لا يوجد علاج دوائي يعالج اضطراب الشخصية النرجسية، ولكن لو صاحب هذا الاضطراب اضطرابات اخرى مثل الاكتئاب أو القلق فهنا ينصح بوصف مضادات الاكتئاب ومضادات القلق التي من شأنها أن تحسن مزاج الشخص بالتالي تقلل من حدية السلوك لديه.
    من الملاحظ على الشخص المصاب بهذا الاضطراب.
    : سوء العلاقات لديه وعلى صعيد الشراكة أو الزواج فهو متعب ومستنزف للشريك ويبدو باردا عاطفيا وغير مهتم لمشاعر من يشاركه الحياة وحاداً وناقدا سليطا ومؤذ، لذلك غالبا، وللأسف تفشل علاقته بالشريك.
    فلنزرع في أبنائنا منذ مراحل الطفولة المبكرة مراعاة مشاعر الآخرين، وتقبل الاختلاف، وحب العطاء والمبادرة في تقديم وسائل المساعدة والترفع عن الاحقاد والاضغان حتى نبعد عنهم شبح الاصابة بهذا الاضطراب.
    أخصائية العلاج السلوكي والاحتياجات الخاصة
    أمل الكردي