الأجدر بالكنيست التفرغ لتهديدات إيران وحزب الله

هآرتس

 عاموس هرئيل

 كرست لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست أمس أغلبية وقتها للتداول في قضية قرار الجيش الإسرائيلي التراجع عن وضع الجنود في مداخل المستوطنات على الحدود مع قطاع غزة.اضافة اعلان
 في حين، كان الأجدر بلجنة الخارجية والأمن الغارقة أكثر من اللازم في معركة الانتخابات، أن تتفرغ للتداول في الأزمة الامنية القادمة – التهديدات العلنية لإيران وحزب الله- بالانتقام لضحايا العملية المنسوبة لإسرائيل التي راح ضحيتها قادة من حرس الثورة الإيراني وعناصر من حزب الله في هضبة الجولان.
 فإسرائيل التي ترفض بشكل رسمي الاتهامات الموجهة إليها فيما يتعلق بهذه العملية، تؤكد في الوقت عينه صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من السلطة المسؤولية عن العملية.
 فقد أقرت الصحيفة في يوم الاثنين في تقرير نشرته بأن "قواتنا هاجمت خلية مخربين كبار في الجولان السوري". كما أن مراقبي الأمم المتحدة في لبنان أبلغوا عن طائرات إسرائيلية بدون طيار تجاوزت الحدود ودخلت إلى المناطق السورية وقامت بفتح النار. اذا يستطيع اعضاء الكنيست الاستناد إلى هذه المصادر والتوجه إلى رئيس الحكومة أو إلى وزير الدفاع بعدة اسئلة وهي:
هل مغنية كان الهدف لهذا الاغتيال أو أن منفذي العملية خططوا مسبقا للتعرض لحياة الجنرال الإيراني الذي سافر معه في القافلة؟ هل الاستخبارات العسكرية عرفت أن الجنرال كان هناك (أمس صرح رئيس الاستخبارات السابق ومرشح "المعسكر الصهيوني" لمنصب وزير الدفاع، عاموس يادلين، لصوت إسرائيل إنه "السؤال هو ما اذا كانت هناك طريقة اخرى لمنع هذه العملية المتدحرجة عندما علمنا عن وجود الإيراني في القافلة").
 هل الربح المتوقع من اغتيال مغنية الشاب، الذي بحكم وضعه العائلي مُعد ليكون شخصية قوية في حزب الله، يزيد على الضرر المحتمل في حالة تدهور الوضع؟ هذا السؤال يتكرر بعد كل عملية اغتيال. وفي حالة مغنية الأب الذي تمت تصفيته في 2008 كان الرد على هذا السؤال بالإيجاب، بسبب الضرر الذي لحق بالقدرة التنفيذية لحزب الله. وهكذا أيضا عندما تم اغتيال فتحي الشقاقي، رئيس منظمة الجهاد الإسلامي في مالطة في 1995. والنموذج المعاكس الآخر عندما تم اغتيال سكرتير عام حزب الله السابق عباس موسوي في 1992، حيث رد حزب الله وإيران بتفجير السفارة الإسرائيلية في الارجنتين بعد شهر، ودفعت هذه العملية إلى قمة القيادة زعيم أكثر تشددا وهو حسن نصر الله.
 وحسب بعض التقارير في وسائل الإعلام الاجنبية، قُتل في الهجوم 12 شخصا، نصفهم من الإيرانيين. فهل كانت النية المسبقة هي تصفية هذا العدد الكبير من الاشخاص؟.
من المعلوم أن مغنية فعّل في السنة الماضية خلية قامت ببضع عمليات ضد إسرائيل من الحدود السورية، فهل حدثت هذه العملية في الوقت الذي كان فيه القادة اللبنانيون والإيرانيون منشغلون في استعدادات متقدمة لعملية اخرى التي (تم إحباطها في هذا الهجوم)، أو أنه تم استغلال فرصة وجود دورية قادة بالقرب من الحدود؟
حافظت إسرائيل حتى اليوم على تدخل بسيط جدا في الحرب الأهلية السورية، وقيدت نشاطاتها (حسب مصادر أجنبية) في الحالات التي تم فيها اجتياز الخطوط الحمراء، مثل احباط محاولة نقل منظومات سلاح متقدمة من سورية إلى حزب الله. هل تم الأخذ في الحسبان امكانية أن هذه العملية الصعبة التي صُفي فيها رجال حزب الله (وشخصية إيرانية كبيرة) ستؤدي إلى التصعيد على الحدود؟ وفقط في يوم الخميس الماضي صرح نصر الله أن "المقاومة" ترى نفسها ملزمة بالرد على الهجمات الإسرائيلية ليس فقط في لبنان بل ايضا في سورية.
 قبل سنة أعلن نصر الله عن سياسات جديدة في الشمال التي بموجبها ستضرب منظمته أهدافا إسرائيلية ردا على النشاطات الإسرائيلية ضدها وضد سورية. وفي تشرين الأول الماضي بعد مقتل أحد عناصر حزب الله، وهو خبير متفجرات، في تفجير منشأة استخبارية مفخخة في الجنوب اللبناني، فجر حزب الله ردا على ذلك عبوتين ناسفتين في جبل دوف. وجُرح جنديان إسرائيليان بسبب هذه العبوات. ولكن في الجيش ادعوا أن هذه العملية تسببت في مقتل عدد كبير من المقاتلين. هل اجتمعت الحكومة في أعقاب هذه الحادثة للنقاش في تغيير طبيعة الرد لحزب الله (الذي كان مستعدا للمخاطرة بقتل جنود وإن أدى ذلك إلى تصعيد كبير)، وبضرورة الدراسة المجددة للسياسات الإسرائيلية في الشمال؟.
الى أي مدى الجبهة الداخلية الإسرائيلية مستعدة لمواجهة احتمالية نشوب الحرب التي يهدد فيها حزب الله بإطلاق عشرات آلاف الصواريخ والقذائف على المراكز السكانية، هل يتطلب الأمر استعدادات مسبقة لاحتمالية كهذه، على الرغم من الاحساس بأن حزب الله يريد الامتناع عن الدخول في حرب شاملة؟ وما هي نوعية الخطط العملية للجيش ضد هذا التنظيم الشيعي؟
منذ عملية الاغتيال يثير الخصوم السياسيين لليكود إمكانية أن يكون قرار الاغتيال له أبعاد سياسية أو أنه تم اتخاذه على خلفية الاعتبارات السياسية، وهذا الادعاء يصعب إثباته، لا سيما وأنه لا يمكن فصل السياسات الحزبية عن السياسة بشكل عام. ومن الواضح أن كل سياسي عندما يفكر بأي عمل أو خطوة معينة يأخذ في الحسبان مصالحه الشخصية. وبالتأكيد في فترة الانتخابات التي نمر بها لا بد أن يكون نتنياهو ويعلون قد أخذا في الحسبان مثل هذه الادعاءات.
إن المداولات في سلسلة الاسئلة هي أمر لا بد منه في هذه المرحلة بسبب أنه اذا تجسدت هذه التهديدات الإيرانية واللبنانية من قبل حزب الله فسينشأ هنا وضع أمني جديد قد يضع الحملة الانتخابية كلها في الهامش. وعلى هذه الخلفية فإن الإصرار الإسرائيلي على التخفي في هذه المساحة الضبابية لن يوحي بأي شيء. وإذا كانت هناك أبعاد ممكنة لهذه العملية المذكورة، واذا أقرت الامم المتحدة أيضا أن إسرائيل هي التي نفذت العملية، فماذا ينفعنا البقاء في حالة الضبابية.