الأحداث في سورية تشير إلى نهاية الهدنة على الحدود

هآرتس

عاموس هارئيل  4/9/2018

سلسلة التقارير الاخيرة من سورية ضبابية قليلا. في البداية وردت تقارير عن هجوم جوي نسب إلى إسرائيل في مطار دمشق الدولي يوم الاحد فجرا. النظام السوري والذي اعترف في السنتين الاخيرتين بشكل عام بانفتاح نسبي بشأن الهجمات الإسرائيلية (حتى عندما حاولت إسرائيل نفسها الحفاظ على ضبابية)، ادعى هذه المرة ان الامر يتعلق بالتماس كهربائي. الانفجارات بما وصف انه مخزن للسلاح شوهدت وسمعت جيدا في ارجاء دمشق، ولكن ليس مثل الهجمات السابقة لم يتم توثيق اطلاق نار من قبل نظام الدفاع الجوي السوري، لا ضد طائرات ولا ضد صواريخ. 

اضافة اعلان

ولكن اذا كان الخبر عن الهجوم الجوي في منطقة دمشق بدا مشكوكا فيه نوعا ما، فإنه أمس انضم اليه تقرير آخر عن مهاجمة قافلة للقوات الإيرانية والميليشيات الشيعية والتي قصفت بالقرب من القاعدة الأميركية في جيب التنف جنوب سورية. في هذا الحادث هكذا جاء في التقارير قتل ثمانية اشخاص من بينهم مقاتلين إيرانيين ورجال ميلشيات. في الماضي تم نسبة التفجيرات الجوية على القواعد في هذه المنطقة أيضا لإسرائيل وكذلك للولايات المتحدة. هذا هو الخط الذي تمر فيه القوافل التي تنقل مقاتلين ووسائل قتالية من إيران للعراق ومن هناك لسورية ولبنان. 

الممر البري والتي تريد إيران اقامته في السنتين الاخيرتين من الشرق إلى الغرب يجذب الان الكثير من الاهتمام الدولي. فقط في نهاية الاسبوع الاخير اوردت وكالة "رويترز" الاخبارية تقرير عن عملية إيرانية لنقل صواريخ متوسطة المدى إلى الاراضي العراقية، كما يبدو كمنطقة وسيطة مؤقتة بين الاراضي نفسها ومخازن سلاحها في سورية، والتي قصفت من حين لاخر بأيدي إسرائيل. 

شخصيات كبيرة إسرائيلية من بينها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان عادوا في الايام الاخيرة للتصريح علنا عن الوجود الإيراني في سورية. 

على خلفية زيارات لمبعوثين أميركيين إلى إسرائيل وشخصيات كبيرة إيرانية إلى سورية، نشر ثانية بان إسرائيل غير راضية تماما عن الاتفاق الذي تم بلورته مع روسيا على ابعاد القوات الإيرانية في سورية عن حدودها. موسكو ما زالت تفي بتعهداتها لابعاد الإيرانيين إلى مسافة 85 كيلو متر (وحسب رأي آخر 100 كيلو متر) من الحدود مع إسرائيل في الجولان، ولكن هذا التعهد لا يشمل العاصمة دمشق نفسها. 

السطر الاخير للتطورات الاخيرة: يتضح أن الهدنة القصيرة على الحدود السورية انتهت. ما بين شباط وتموز، على خلفية تزايد النشاطات الإيرانية في سورية، وبعد ذلك اعادة احتلال الجولان السوري بإيدي نظام الاسد، كان عدد كبير من الاحداث التي جزء منها مرتبط بانحراف اطلاق نار او طائرات من سورية إلى الاراضي الإسرائيلية. في الاسابيع الاخيرة وبعد استكمال سيطرة الاسد على جنوب سورية ساد هدوء نسبي. 

الان يبدو ان إسرائيل تعطي اشارات بانها عادت للعمل كالمعتاد: كلما شخصت خطرا، والذي في نظرها يشكل أيضا انحرافا عن التفاهمات مع الروس، إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق الرد. هذا أيضا ما قاله أمس ليبرمان، في مقابلة في اطار "لجنة المؤثرين" لوكالة الاخبار والذي اضاف فيه بان إسرائيل مستعدة لان تضرب كل مكان في منطقة الشرق الاوسط. 

في هذه الاثناء سئل وزير الأمن أيضا عن مسألة التعيين القريب لرئيس الاركان القادم. في الاسبوع الماضي وبخطوة شاذة بالنسبة لما هو معتاد في الماضي قال ليبرمان لـ "يديعوت احرونوت" بانه اتخذ قرار بشأن هوية رئيس الاركان القادم. اسم الشخص الذي اختاره وزير الأمن يحتفظ به لنفسه. فقط بعد أن تبحث المحكمة العليا، وبالامكان ان نأمل قيامها بحسم الامر ايضا، يوم الخميس بشأن الالتماس ضد تشكيل اللجنة للمصادقة على تعيينات شخصيات رفيعة المستوى، سيقوم ليبرمان بنشر اسماء المرشحين الاخيرين – مرشحه لرئاسة الاركان ومرشح آخر في الحالة غير المعقولة وتم رفض التعيين الاول في لجنة تبريرات نقاوة المعايير.

أمس وبتذاكي مستغرب قليلا صادق ليبرمان بانه قرر بشأن التعيين، ولكن نظرا لان ذاكرته الضعيفة "نظرا لسنه" فإنه لا يتذكر في هذه اللحظة من هو الرجل. ما هو المنطق في ابقاء الاربعة مرشحين في توتر وفي الاحتفاظ بالمعلومات لنفسه؟ وزير الأمن لم يسأل عن ذلك ولم يجب. 

في الجيش في هذه الاثناء يحللون نص هذه المقابلات وكأنه مادة استخباراتية. من الاشارات المعدودة التي ينشرها وزير الأمن بانه يبحث عن ضابط يعطيه الانطباع بان الجيش تحت قيادته يستطيع أن يحسم المعارك، ويقود ثورة في اسلحة البر ولا يشوش دماغه بدوافع استراتيجية اكثر من اللازم. ليس شخصا معينا يعرفه بصورة مؤكدة، ولكن وكما سبق وكتب في الشهر الماضي فإن المراهنة الكبيرة في قيادة الاركان هي أن كلا الاسمين اللذين سيقدما للجنة سيكونان للجنرالين افيف كوخافي نائب رئيس الاركان الحالي ونيتسان الون. 

اذا وصل إلى النهائي الجنرال ايال زمير، السكرتير العسكري السابق لنتنياهو سيعتبر ذلك كنتيجة لضغوط مارسها رئيس الحكومة نفسه. بالنسبة للمرشح الرابع الجنرال يئير غولان فقد سمع بالامس متحررا من ضغوط المنافسة (ليس لان هذه اقلقته بشكل خاص في الماضي، كما هو معروف). في خطاب في مؤتمر معهد السياسات ضد الارهاب في هيرتسليا قال غولان: "كل من تعامل مع الحرب يفهم انه ليس بالامكان الانتصار في الحروب فقط بالاستخبارات وبالنيران الدقيقة. 

فقط التقنية كما يبدو لا تنتصر في الحروب" – اي من المطلوب تحسين قدرات القتال البري للجيش الإسرائيلي، وهو الامر الذي يجري حوله نقاش مهني واسع. واذا كان هنالك من توقع بان يكون غولان حذرا جدا بشأن أمثلة من فترة تاريخية محددة، فإن المرشح الرابع لرئاسة الاركان اعد أيضا مفاجأة هذه المرة. فقد قال بان إسرائيل تحتاج في وقتا الحرب "إلى قيادة مثل ونستون تشرتشل في الحرب العالمية الثانية". يبدو أن هذا القول على الاقل لن يؤثر سلبا على غولان من قبل رئيس الحكومة والمعروف بانه معجب بهذا الزعيم البريطاني.