‘‘الأخطاء‘‘ تساعد المرء على تنمية مصادر الحكمة لديه

علاء علي عبد

عمان- تعد الأخطاء بمثابة المعلم بالنسبة للمرء، وبدونها يصبح المرء جاهلا في أمور عدة، إن لم يكن كلها، حسب ما ذكر موقع "LifeHack".اضافة اعلان
كما أن الأخطاء تساعد المرء على تنمية مصادر الحكمة لديه، والتي تلازمه طوال حياته. فكيف للمرء أن يتعلم المشي لو لم يرتكب خطأ السقوط، والذي تعلم منه كيفية الوقوف من جديد؟
منذ القدم، منحت الأخطاء سمعة سيئة على أنها شيء يجب على الجميع تجنب الوقوع به، لدرجة جعلت الكثير من الناس يتجنبون العديد من التحديات خوفا من الخطأ والشعور بالفشل. لكن لو فكرنا قليلا سنجد بأن الخطأ على الأغلب سيمنح المرء شعورا بالإحباط واليأس والخجل من نفسه، وهذا أمر حتمي وضروري لكل منا، حتى لا يتساوى الخير والشر في أذهاننا، لكن ماذا بعد هذا؟ يجب على المرء أن يعي أنه قد تعلم درسا جديدا في الحياة ويسارع للنهوض من جديد وإكمال مشواره متجنبا الوقوع في الخطأ نفسه مرة ثانية قدر الإمكان.
موضوعنا اليوم لا يهدف لتجميل الخطأ وإنما للنظر له من زاوية أخرى وأكثر واقعية. سنذكر فيما يلي عددا من الأسباب التي توضح بأن عدم ارتكاب الأخطاء يعد الخطأ الأكبر الذي يرتكبه المرء في حق نفسه:
- لا يمكن الوصول للقمة بدون ارتكاب الأخطاء: يمكننا أن ننظر للأخطاء كدرجات السلم، كل درجة تمهد للدرجة التي تليها للوصول مستقبلا للنجاح المنشود. فمع كل محاولة، سواء أكانت ناجحة أم فاشلة، يتعلم المرء شيئا جديدا، حتى محاولات من حوله يمكنه أن يتعلم من خلالها شيئا جديدا أيضا.
- بدون أخطاء تتوقف ساعة الزمن لديك: المقصود بهذا أن النجاح لا يأتي بين عشية وضحاها، وإنما يحتاج لوقت معين حتى يكتمل، وخلال هذا الوقت تحدث الكثير من الخطوات التي يكون بعضها خاطئا يمكن للمرء التعلم منه. وبالتالي فإن تركيز المرء على عدم ارتكاب الأخطاء يجعله يطيل مدة الوصول للنجاح إن وصله كونه قد أغفل العديد من الأمور التي كان يمكن أن تساعده على تسريع نجاحه.
- تسليم القيادة للصوت السلبي الداخلي: في داخل كل منا صوت داخلي محبط يجعلنا نسيء تقدير قدراتنا الحقيقية. وعندما يهدف المرء لتجنب الأخطاء فإنه يكون مصغيا للصوت السلبي بداخله الذي يقول "لا تقم بهذا، من المرجح أن تفشل، لن تستطيع الوصول لما تريد، لا تتوهم بأنك تملك مقومات النجاح التي يحتاجها الشيء الذي تسعى لتحقيقه".
- تسليم القيادة لمن حولك لتحديد ورسم مستقبلك: المشككون هم أشخاص موجودون في كل مكان من حولنا، فمنهم القريب والصديق والزميل. أي أن المشكك والمحبِط ليس بالضرورة غريب عنك. هؤلاء الأشخاص يتقنون شيئا واحدا فقط؛ مسح إنجازاتك السابقة وتهميش أحلامك المستقبلية. لذا يجب على المرء تقبل الخطأ مما يسمح له بأن يستفيد أيضا من آراء المشككين، فعلى سبيل المثال، نجد الشيف الأميركي جورج كرام، غضب غضبا شديدا في إحدى المرات عندما قام أحد الزبائن بإعادة طبق البطاطا المقلية الذي طلبه، قائلا إن البطاطا غير ناضجة كما يجب.
هذا الأمر منح كرام شعورا بالإهانة، مما دفعه لتقطيع البطاطا لقطع رقيقة جدا وقام بقليها مدة طويلة حتى كادت تحترق ومن ثم وضع عليها كميات كبيرة من الملح وأعادها للزبون المعترض، وكان في اعتقاد كرام أن الزبون سيكره هذا الطعم للبطاطا مفرطة النضج، لكن حدث العكس وأصبحت تلك البطاطا بداية تاريخية للشيف جورج كرام كأول من اخترع رقائق الشيبس.