الأردنيون يتحدون الإرهاب ويعودون إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي

الأردنيون يتحدون الإرهاب ويعودون إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي
الأردنيون يتحدون الإرهاب ويعودون إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي

 مريم نصر

عمان - لم تثن العمليات الإرهابية التي شهدتها العاصمة عمان مساء الأربعاء الماضي والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء ومئات من المصابين عائلة عمرو المحسن من قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المنزل.

اضافة اعلان

ويقول المحسن "قررت وعائلتي المشاركة في مسيرات الغضب والاحتجاج ضد العمليات الإرهابية الجبانة".

وبعد ذلك قررت العائلة التوجه الى أحد المولات لتناول وجبة خفيفة. ويؤكد "لا نشعر بأي خوف من ارتياد الأماكن العامة والمراكز التجارية أو السياحية".

"الأردن بلد آمن" يقول المحسن بصوت عال. ويزيد "واليوم الأردن أكثر أمانا بسبب زيادة الإجراءات الأمنية". ويعتقد جازما بأن "مثل هذه الحادثة الاليمة لن تتكرر في الأردن أبدا ان شاء لله".

"لم يستطع المجرمون تنفيذ مخططاتهم في اماكن حساسة في البلد واستقووا على مناطق آمنة مدنية وعلى عرس أردني"، هكذا يصف المحسن ما جرى مساء الأربعاء الأسود. ويؤكد "مثل هذا الفعل الجبان لن يرعب الاردنيين ولن يزيدهم الا تماسكا ووحدة وحبا".

وتوافق سلمى أبو حويج (ربة منزل) رأي المحسن. وتؤكد "مثل هذه العمليات لن تمنع الأردنيين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي".

وكانت أبو حويج خرجت بصحبة أطفالها لتناول وجبة الغذاء في أحد مطاعم عمان محاولة بذلك الترفيه عن اولادها الذين "فجعوا من رؤية المناظر الوحشية والدموية التي شاهدوها على شاشات التلفزة".

 وتبين ان "الخوف موجود لأن الإرهاب لا دين له". ولكنها تؤكد "هذا لا يمنع الناس من الخروج والاستمتاع بوقتهم".

 ورغم أنها تعتبر أنه لم يعد هنالك مكان آمن من الإرهاب في العالم فإنها تؤكد "الاردن من اكثر الدول أمانا، سواء بالنسبة لدول الجوار أو بالنسبة إلى العالم".

 

والأمر المطمئن بالنسبة لأبو حويج هو "أن منفذي العمليات الارهابية هم ليسوا من الاردنيين". وتوضح أنه "لا توجد تنظيمات أو حركات في الاردن تقوم بمثل هذه العمليات الجبانة فهم من خارج البلاد قدموا مستغلين كرم الضيافة الاردنية ونفذوا مخططهم الدنيء".

الا ان محمد عمر(26 عاما)  يرى انه من المبكر الان الذهاب الى الاماكن العامة ليس بسبب الخوف ولكن بسبب الحالة العامة ويقول "هذه فاجعة اصابت كل الاردنيين حادثة أليمة أثرت على نفسيتنا جميعا".

ويضيف "الى الان لا يمكنني تصديق ما حدث واعتقد اننا جميعا مصابون بصدمة نفسية وعاطفية". ويبين ان "الاردن كان وما يزال بلدا آمنا بعيدا كل البعد عن مثل هذه العمليات الجبانة".

 

ويبين أنه كان يسمع على نشرات الاخبار ان قوات الامن استطاعت احباط اكثر من عملية ارهابية في اكثر من مركز حيوي وحساس في البلد، إلا أنه كان يشعر دائما بأن الإرهاب لن ينال من الأردن. ويقول "بعد الكثير من المحاولات استطاع الارهابيون بدم بارد دخول عرس مدني تجمع فيه أناس من مختلف الاعمار يحلمون بالفرح.. فاغتالوا فرحهم". ويقول بحرقة "هذا كل ما استطاع الإرهاب فعله في الأردن".

ويرى محمد أن الاردنيين بشكل عام في حاجة الى وقت ليعاودوا ممارسة حياتهم الطبيعية من جديد. ويقول "مشاعر الغضب والحزن باتت هي المسيطرة على سلوكهم الأمر الذي يحول دون ارتيادهم الاماكن العامة كالسينما او المولات او المطاعم والمتنزهات".

ويشير صاحب أحد المطاعم في عمان عماد جابر ان الحركة على المطعم قلت نسبيا يومي الخميس والجمعة "بسبب الصدمة التي أصابت الشعب وبسبب انشغالهم امام محطات التلفزة لمراقبة الأحداث بالإضافة الى انشغالهم في مسيرات الغضب والاحتجاج".

"ولكن الحركة شهدت تحسنا ملموسا على المطعم يوم السبت" يؤكد جابر. ويضيف "الحياة لن تتوقف عند حادث مهما كانت وطأته على الوطن والمواطن". ويرى جابر ان "الاردن يعد من اكثر الدول أمنا واستقرارا في العالم". ويقول "الشعب مدرك تماما لهذه الحقيقة".

ويبين أن "الشعب الاردني اثبت في هذه المحنة القاسية أنه شعب متماسك فحزنهم وغضبهم اثر على سلوكهم وهو السبب الذي جعلهم لا يرتادون الاماكن العامة".

ويقول مسؤول امن احد مولات عمان الذي فضل عدم ذكر اسمه أن "الحركة على المول لم تتأثر على الاطلاق". ويضيف "المواطن الاردني ما يزال يشعر بالأمان رغم الحادثة الأليمة".

ويشير إلى أنه من الطبيعي ان يشعر المواطن بالخوف قليلا. ويؤكد "لكن هذا الخوف سيتبدد سرعان ما يلحظ وجود الإجراءات الأمنية المشددة في الأماكن العامة". ويشعر بالأمان"كون الأماكن العامة اليوم باتت تتمتع بالتدابير الأمنية اللازمة والاحتياطات المتخذة من قبل إداراتها من سلامة مرتاديها".

 ويؤكد بأن"إدارة المول شرعت في تركيب أجهزة مراقبة حديثة لتعزيز الأمن"، بالإضافة الى قيامها بتركيب أجهزة التفتيش الخاصة بالأشخاص على المداخل الرئيسية للمول.

وتبين مسؤولة الكاشير في "سينما سنتشري" رنا الزاغا أن حركة الزبائن على دور العرض في السينما قلت يومي الخميس والجمعة. الا انها تعود وتؤكد "شهدت الحركة تحسنا ملموسا يوم السبت". وتقول "سيعود الناس إلى ممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعي، فالخوف لا يسيطر عليهم على الإطلاق".

وتعزي الزاغا سبب قلة الحركة على السينما وعلى الأماكن العامة بشكل عام الى شعور المواطنين بالحزن والغضب والألم على ما حدث. وتقول "الحادثة شكلت صدمة للشعب الاردن". وتضيف "نحن في هذا البلد الآمن لم نعتد ان نشاهد مثل تلك المناظر الدموية الأليمة".

الا أنها ترى أن "الأردن ما يزال بلدا آمنا". وتبين أن السينما بدأت بزيادة الإجراءات الأمنية المتبعة للارتياد. وتقول "هناك رجال امن على بوابات السينما يقومون بتفتيش الأشخاص وحقائبهم".

ولزيادة الاحتياطات الامنية تمنع ادارة السينما ان يدخل أي شخص معه حقيبة او كيس داخل دور العرض، وتوضع جميع الحقائب والأكياس في الأمانات. وتقول إن إدارة السينما تنوي كذلك تركيب اجهزة تفتيش ومراقبة حديثة على ابواب السينما الرئيسية كإجراء اضافي لتعزيز الامن.