الأردن أكثر حصانة والإرهاب أكثر انكشافا

لم اسمع ابدا اي تشكيك في حقيقة ان هناك عملية ارهابية كانت فعلا قيد التنفيذ، وفق ما اعلنته الدوائر الأمنية، ولا أي تشكيك في ان الأسماء والصور التي نشرت هي فعلا للإرهابيين المتسللين.

اضافة اعلان

هذه واحدة من الحقائق التي نسجلها بمناسبة نجاح الاجهزة الأمنية في اجهاض العملية الإرهابية الأخيرة، وهو نجاح ليس بجديد على جهاز المخابرات العامّة الاردنية الذي بات تفوقه واحترافه وكفاءته محلّ اعتراف دولي، اضافة الى تقدير واعتزاز وطنيين لا حدود لهما. لا شك ان جريمة فنادق عمّان انهت ظاهرة التشكك التي كانت ترافق كل اعلان سابق عن اكتشاف واجهاض محاولة ارهابية؛ فتلك العملية صدمت الرأي العام، وكأنه كان لا بدّ أن ينجح الارهابيون في الوصول ذات مرّة الى غايتهم لنكتشف فجأة ان الارهاب الدموي، وتفجير الناس في أماكن حياتهم اليومية، هو حقيقة تهددنا وليس ادعاء!

الحقيقة الثانية التي تأكدت مجددا هي ان الارهاب لم ينجح في بناء شبكة محلية؛ فليس الانتحاري اردنيا، ولا اي من المساعدين، فكلهم تسللوا من الخارج، وكلهم ينتمون الى جنسيات اخرى. وهذا لا يعني بالضرورة ان "القاعدة" تخلو تماما من الاردنيين، لكنه يعني ان امكانية الحركة لهؤلاء في الساحة المحلية صعبة جدا، وكذلك بناء الصلات وتكوين قاعدة دعم لوجستي، مما يفرض اللجوء الى عناصر غريبة للتسلل وترتيب العمليات.

والحقيقة الثالثة ان القبض على هذا العدد من المتسللين سيتيح كشف خرائط، ومتابعة خيوط تعزز قاعدة المعلومات عن شبكة الارهاب ووسائطها وتحركاتها خارج البلاد، بعد ان تمكن الاردن من السيطرة التامّة على ساحته الداخلية. والاردن سوف يضطر في هذا المجال الى الاعتماد على الذات اساسا في ظلّ الاوضاع المجاورة، وخصوصا في العراق الذي تحوّل الى ساحة لتصدير الارهاب.

أخيرا، طرحت بعض وسائل الاعلام تساؤلا عن تزامن الكشف عن هذه العملية مع قضية السجون، ونحن لا نرى اي ترابط سوى الصدفة. فما حدث في الجويدة هو مما يحدث عادة في كل سجون العالم، وهو بالطبع يستحق التحقيق لمعرفة بعض الملابسات، ومنها تزامن حركة الاحتجاج في أكثر من سجن، لكن الاسلوب الذي تم فيه انهاء الامر، سلميا دون اراقة دماء، يسجّل للامن الاردني وليس عليه بكل تأكيد.

[email protected]