د. راكز الزعارير
يقين كل الأردنيين بان الأردن بخير وسيبقى كذلك، بغض النظر عن الاختلاف بالرأي الذي لن يفسد في يوم من الأيام للود قضية بين الأردنيين.
شكل الأردن على مر العصور ملتقى لمختلف الحضارات من الأجناس البشرية التي حظيت في العيش على أرضه، لانه يقع في قلب العالم، وشكل مركزا مستقرا آمنا واستراتيجيا للتعاون والأمن الإقليمي والدولي في هذا الإقليم المهم والمقدس، وكان موضع اهتمام كبير بين الأمم والشعوب والحضارات على مر التاريخ.
وعلى مر العصور أبدع الأردنيون في المساهمة والمشاركة في الحضارات الإنسانية القديمة والمتوسطة والحديثة، وقدموا مساهمات غنية في تلك الحضارات، منها الفينيقية والكنعانية والرومانية والانباط في الشرق المتوسط.
وعلى ضفتي نهر الأردن كان توطن الأنبياء وأسرى الرسول الأعظم ومهد الرسالات السماوية التوحيدية التي صقلت الحضارات العالمية وهذبت سلوكيات الإنسان وحددت حقوقه وواجباته، وجعلت منه شخصية ايجابية يساهم في تطوير وصناعة مستقبل المجتمع الإنساني بغض النظر عن الاجناس والأعراق، وكان الموطن الذي ولدت وترعرعت وانتشرت منه حركة الأديان والأنبياء.
امتدت رسالة الأردن عبر العصور إلى يومنا هذا ولا يمكن للعالم المتحضر أن يستغني يوما عن الأردن الذي يتربع على عرش الشرق الاوسط بالوسطية والاعتدال والعمل الصادق للسلام ورعاية هاشمية أردنية عادلة للأماكن المقدسة لاتباع الديانات السماوية التوحيدية في القدس الشريف.
الأردنيون يتمتعون بمميزات عديدة في كافة شؤون حياتهم ابرزها الشهامة ومناصرة الأشقاء والجدية والمثابرة وحب العلم والابداع والتطور ومساعدة الغير والكرم وغيرها، وقد برهنوا على ذلك من خلال مساهمتهم بشكل رئيسي وفاعل في الدفاع والاستشهاد على أرض فلسطين وكل أرض عربية تعرضت أو تتعرض لأي عدوان والبناء وتطوير الدول العربية الشقيقة منذ منتصف القرن الماضي وقدموا كل جهد ممكن لبناء الإنسان العربي في كل مكان وخاصة في الخليج العربي والسعودية واليمن وبعض دول المغرب العربي.
وقف الأردن إلى جانب كل القضايا العربية والقومية والإسلامية والشعوب المنكوبة في كافة الظروف ودعم الجهود الدولية لحفظ السلم في أماكن شتى من العالم.
هذه الميزات جعلت الأردنيين موضع ترحيب ومحبة لدى الشعوب، كما أن سياسة القيادة جعلت من أبواب الدول العربية والأجنبية الصديقة مفتوحة أمام المواطن الأردني ومرحب به للعمل والإقامة فيها.
الأردن والأردنيون بخير لأنهم جعلوا من بلدهم نموذجا في الأمن والاستقرار واحترام حقوق الغير. وهم بخير لأنهم تميزوا عن غيرهم بالحوار المتحضر والحراك الوطني المسؤول والنقد البناء واحترام الاخر وحقوقه. والأردن بخير لتنوع سكانه ما أدى إلى تنوع الثقافات على أرضه واحترامها ودمجها لخلق حالة تصالح مع الذات والمجتمع، وسيبقى لان به شعبا جبلت طبيعته على الخير مؤمن وواثق بقدراته على تجاوز كل التحديات الطارئة التي تواجهه.
الأردن بخير لأن الأردنيين مصممون على رفعة الأردن وبنائه، ولأن شعاره الإنسان أغلى ما نملك الذي رسخه المغفور له الحسين بن طلال. والأردن بخير لأن الشباب الأردني وصلوا إلى شتى المواقع وشقوا طريقهم وابدعوا في أهم المعاهد والجامعات العلمية في العالم، وقدموا الإبداع الأردني المتميز.
الأردن بخير لأن الشعوب وقادة العالم كله تحترم الأردنيين وتقدر أهمية الأردن ونموذجيته السكانية التصالحية، ويقدمون الدعم له ليس منة ولا تفضلا ولكن من باب الواجب ليكون الأردن وأهله دائما بخير وصاحب دور رئيسي ورسالة في بناء السلام الأمن والاستقرار ونموذج في اقليم الشرق العربي.