الأردن مركز إقليمي لمواجهة التحديات

يلعب الأردن دورا محوريا ايجابيا ومهما للغاية في قضايا الشرق الاوسط والاقليم واحيانا كثيرة في بعض القضايا العالمية وبحجم وتأثير يفوق حجم الأردن الجغرافي والبشري، وهذا يؤكد عليه دائما جلالة الملك عبدالله الثاني ويعمل بشكل مستمر لتعزيز مكانة الأردن الدولية وجلب الدعم المادي للاقتصاد الأردني والاستثمار فيه، وتوفير الدعم السياسي لقضاياه العادلة والقضايا التي يدعمها الأردن بسياساته الداخلية والخارجية لتحقيق العدالة والسلام على مستوى الاقليم وخاصة قضية الشعب الفلسطيني والقضايا القومية العربية التي تتعرض للاخطار والتهديدات من جهات طامعة مختلفة من العالم .اضافة اعلان
رؤية الملك ركز عليها خلال اليومين الماضيين في خطاب في المؤتمر الاقتصادي العالمي «دافوس»، والامم المتحدة بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المنظمة الدولية، وشدد فيها على المخاطر الكبيرة المحدقة بالعنصر البشري على وجه الكرة الارضية والتي تهدد حياة البشر، حيث بات أهم خطرين يتصدران اهتمامات الشعوب والدول هما: الأوبئة والمتمثلة بتداعيات جائحة كورونا ومستقبل التطورات الوبائية في العالم، والثاني: توفير الغذاء لملايين البشر المهددين بالمجاعات والفقر جراء النقص الحاد المتوقع في العام 2021 بسبب ما يتعرض له العنصر الاساسي للانتاج الغذائي في العالم، وهو البيئة المناسبة مناخيا وصحيا لإنتاج عناصر الغذاء.
الرؤية التي يطرحها جلالته تؤكد على القدرة والامكانيات المتوفرة في الأردن لأن يكون مركزا اقليميا يسهل جهود الاستجابة للتعامل بقوة مع التحديات المحدقة بالمنطقة والاقليم وامتداداتها الى اماكن اخرى في العالم، حيث ان الامكانات الأردنية وسرعة الاستجابة على المستوى الداخلي في الأردن مكنته من تحقيق نجاحات على عدة مستويات آخرها نجاح الأردن في التعامل مع جائحة كورونا منذ اكثر من ستة اشهر، حيث يعتبر من افضل الدول في سرعة ونوعية الاستجابة التي حاصرت وتعاملت مع المرض، ويعكس ذلك حجم الاصابات الكلي في الأردن وعدد المتوفين الذي هو في حده الادنى على مستوى التناسب مقارنة مع الدول الاخرى في العالم، وكذلك عدد الفحوصات للمواطنين، اضافة الى سرعة الاستجابة في توفير وتصنيع الادوات الطبية اللازمة للوقاية من الوباء والتي اصبحت تصدر الى العديد من الدول.
القدرات الأردنية ليست محصورة بمواجهة كورونا فقط ولكن بالعديد ايضا من القضايا ذات الاهتمامات المشتركة وعلى رأسها مواجهة التطرف ومكافحة الارهاب، حيث يلعب الأردن دورا محوريا ايجابيا المستوى المحلي والاقليمي والدولي في مواجهة هذا التحدي العالمي، وتؤكد اجتماعات العقبة الدولية السنوية اهمية هذا الدور.
كما تلعب عدة عوامل اخرى على تعزيز الدور الأردني كما يراه الملك، من اهمها جغرافية الأردن السياسية وخطابه المعتدل ودعمه للسلام العادل والاسقرار في المنطقة وعلاقاته الدولية المتوازنة مع مختلف دول العالم، والمكانة الرفيعة التي يحظى بها الملك عبدالله لدى كافة زعماء الدول وقادة المؤسسات والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الامم المتحدة.
رؤية الملك للأردن ومستقبله ومكانته الدولية سقفها عال جدا، ولتحقيق هذه الغاية يحتاج الملك الى فرق عمل على كافة المستويات تستوعب طموحه وتترجمه الى برامج واستراتيجيات قابلة التطبيق، وتؤمن بقدرات وامكانيات الأردن كما هو ايمان جلالة الملك.