الأردن والنرويج شراكة لأجل والسلام

رسّخت زيارة الملك هارالد الخامس ملك النرويج ولقاءاته المتعددة وعلى رأسها لقاء القمة مع جلالة الملك عبدالله روابط عميقة في العلاقات بين الدولتين الأردن والنرويج، حيث تلتقي رؤى وإرادتا الدولتين الصغيرتين على قيم وثوابت مشتركة غاية في العدالة وأسس العلاقات الدولية والإنسانية في تلاقي الثقافات والحضارات، والتعاون من أجل مستقبل إنساني مشترك وواعد خاصة في منطقة الشرق الأوسط والنزاعات المتعددة فيها وأهمها الصراع العربي الإسرائيلي ومستقبل حقوق الشعب الفلسطيني ودولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.اضافة اعلان
الدولتان (الأردن والنرويج) صغيرتان بالحجم والسكان، ولكنهما كبيرتان من حيث التأثير في سياسات الدول الكبرى والمؤسسات الدولية وفي السياسات المتعلقة في النزاعات المتعددة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
للنرويج احترام وصوت مسموع ومؤثر في إسرائيل، وما يزال أوسلو اسما يرسخ في ذاكرة السلام الفلسطيني الاسرائيلي وفي ذاكرة العالم التي رسمت خريطة طريق لمسيرة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين الذين انقلب بعض قادتهم من اليمين المتطرف على تلك الاتفاقيات، وأفرغوها من مضمونها، وأفشلوا جوهرها الذي أكد على حل الدولتين وحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة وهويتهم الوطنية كباقي دول وشعوب العالم المتحضرة، وبجهود قيادات تاريخية يحترمها العالم على رأسها ملك النرويج هارالد الخامس وإسحق رابين رجل السلام الإسرائيلي الذي تم اغتياله من قبل اليمين المتعصب والمتطرف في إسرائيل والرئس ياسر عرفات قائد السلام الفلسطيني.
يمكن للنرويج أن تلعب دورا إيجابيا ومؤثرا في إعادة الزخم إلى مسيرة السلام، وقد أكد ذلك الملك هارالد ووزيرة خارجيته وقيادات نرويجية وأردنية وعربية إماراتية رفيعة المستوى، خلال ندوات آفاق الحوار في الشرق الأوسط الذي نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ومركز أوسلو للسلام بمناسبة الزيارة باحترافية ومستوى رفيع من الحوار والعصف الفكري والبحث في جذور الصراع والتطرف وقضايا اجتماعية وجندرية واقتصادية وسياسية تعاني منها دول المنطقة.
النرويجيون أكدوا أيضا بأن الوضع الحالي في اسرائيل لن يوصل الى شيء جيد ومقبول من قبل الفلسطينيين وكذلك الاسرائيليين المحبين للسلام خاصة في غياب ثقافة الحوار الحقيقي وصفقة القرن التي غيب عنها الفلسطينيون.
الدول الصغيرة لديها مصداقية في الإبحار والدعوة لحوار الأطراف ويجب أن تزيد من تصميمها على التمسك بالقيم والحقوق الوطنية والإنسانية للشعوب، ومن خلال تعزيز العمل لتطبيق متلازمة الامن والسلام الذي لن يتحقق دون انفتاح جميع الأطراف على طاولة الحوار، وهذا عنوان العمل المشترك بين الاردن والنرويج.
هل يوجد جوانب مشرقة في الشرق الاوسط؟ ان التصميم والإرادة والإبداع والتفكير ورسم مستقبل إيجابي عناوين مهمة لمستقبل مشرق في الشرق الاوسط كما اكد عليه جلالة الملك عبدالله والملك هارالد الخامس.
المساعدات النرويجية الى اللاجئين في الاردن والأهداف المشتركة تخلق تشاركية فعالة في التقدم لبناء مستقبل يتمتع بالأمن والسلام في المنطقة.