"الأسد المتأهب"

اكتملت استعدادات الأردن لاستضافة أكبر تمرين عسكري أردني أميركي على أراضيه، وبمشاركة 12 ألف جندي من 15 دولة عربية وأجنبية. المناورات التي تحمل اسم "الأسد المتأهب" تنطلق بعد غد، وتستمر قرابة أسبوعين.اضافة اعلان
يقول محللون إن اختيار الأردن لتنفيذ المناورات على أراضيه كان أمرا متوقعا بعد سقوط نظام حسني مبارك في مصر، والتي كانت تستضيف كل عام مناورات مشتركة مع القوات الأميركية اشتهرت باسم "النجم الساطع". الأطراف الرئيسة المشاركة في المناورات عارضت الربط بين التمرين والأوضاع السائدة في المنطقة، خاصة في سورية. وقال مسؤول الشؤون العامة في قيادة العمليات المركزية الخاصة في الجيش الأميركي الرائد روبرت لوكهولت، في تصريحات صحفية: إن الهدف من التمرين تعزيز القدرات لمواجهة التحديات الأمنية. ونفى لوكهولت أن يكون للتمرين علاقة بما يجري في سورية، وقال: إنها مجرد صدفة.
وحملت تصريحات نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلطان، لـ"الغد" قبل أيام نفس المعنى الذي أشار إليه المسؤول الأميركي. الأمير خالد قال إن المناورات لا تحمل أي رسائل سياسية إلى سورية أو إيران. وأضاف أن التمرين مخطط له منذ عامين.
بالنسبة للسعودية، فإن مشاركتها تعد الأكبر بجانب القوات الأردنية والأميركية، وسيكون دورها في التمرين، وفق المسؤول السعودي، إدارة العمليات الجوية للقوات المشاركة في المناورات.
القادة العسكريون يتجنبون في العادة الخوض في الأمور السياسية، أو تناول الأهداف الاستراتيجية للعمليات العسكرية، فذلك من اختصاص القادة السياسيين، وهؤلاء هم المعنيون بالتوظيف السياسي لمناورات بهذا الحجم في إقليم مضطرب، يتهيأ لمواجهات عسكرية على أكثر من جبهة. ولهذا، لم ينكر مسؤول عسكري من المشاركين في المناورات الدلالات السياسية لتمرين "الأسد المتأهب". المسؤول قال لموقع "سي. أن. أن" الإخباري إن المناورات تهدف إلى توجيه رسائل إلى دول في المنطقة، خصوصا سورية، تؤكد قدرة الولايات المتحدة على التدخل بمشاركة الحلفاء في أي وقت على غرار المثال الليبي. وذهب محلل آخر الى وصف التمرين باستعراض قوة في مواجهة الدول المجاورة.
من السذاجة الاعتقاد بأن مناورات عسكرية بهذا الحجم لا تحمل أهدافا سياسية، سواء تعلق الأمر بسورية أو إيران وعموم المنطقة التي تشهد أكبر تحول سياسي في تاريخها الحديث. وفي هذا الصدد، يمكن للمراقبين أن يسترجعوا تصريحات مماثلة أطلقها قادة عسكريون أميركيون خلال مناورات مشتركة قبيل غزو العراق بأشهر.
ولا يمكن الفصل بين أهداف المناورات وخطة الولايات المتحدة لتدشين منظومة الدرع الصاروخية في دول الخليج العربي لمواجهة استحقاقات حرب محتملة ضد إيران، أو تدخل عسكري محتمل في سورية. وفي الحالتين، لن تكون إسرائيل بمعزل عن مجمل الترتيبات العسكرية في المنطقة، رغم التكتم على مشاركتها من عدمه في المناورات.
بالنسبة للأردن، تعني هذه المناورات الشيء الكثير؛ فهي دليل قوي على احتلاله مكانة متقدمة في سلم التحالفات الأميركية في المنطقة، خاصة بعد سقوط النظام المصري؛ ومؤشر على دور محتمل في مواجهات عسكرية قد تشهدها المنطقة. كما أن المشاركة الخليجية الواسعة في المناورات إلى جانب الأردن وأميركا ترسم ملامح تحالف قديم جديد تعرض بعض أركانه للتهديد، ويحاول جاهدا الوقوف على قدميه في إقليم متغير ومضطرب.