من أسوأ ما فعلته الولايات المتحدة في العراق، بعد كارثة احتلاله، هو حل الجيش، وإصدار قانون سمته “اجتثاث البعث”، مهّد لفكر الإقصاء والإبعاد، ووضع اللبنة الاولى للاقتتال الطائفي، وأبعد شريحة واسعة من النسيج العراقي، عن مقاليد الحكم، وأخذ بجريرته مكونات سياسية وازنة، الأمر الذي افرز طبقات سياسية جديدة، وكرس مفاهيم طائفية وإثنية وعرقية وجهوية، وأدخل البلاد والعباد في صراعات لا منتهية.
في التجربة العراقية، من المهم أن نلحظ أن بعض الساسة، الذين جاءوا للبلاد على ظهر الدبابة الأميركية، تم رفضهم من قبل الشعب العراقي لاحقا، حيث أبعدهم بسرعة قياسية، فوجدت الولايات المتحدة أن كلامهم عن وجود مد شعبي لهم، لم يكن سوى أضغاث أحلام، وان لا أثر ولا تأثير يذكر لهم، ولا تأييد، وبالتالي توجب وقت ذاك على الولايات المتحدة خلع عباءة مثل أولئك الأشخاص، والبحث عن شخصيات أخرى، ولكنها واصلت عملية الإقصاء والاجتثاث، التي ابتكرتها وعملت على إدامتها، ما ولد أقاليم متناحرة، طائفيا، وأخرى عرقيا، وهكذا دواليك.
الشواهد السلبية على من استحضرتهم أميركا ذلك الوقت واضحة، وأقربها أحمد الجلبي، الهارب من حكم قضائي أردني بحقه، والذي وصل العراق برفقة قوات الاحتلال الأميركي، لتفاجأ اميركا بأن كل كلامه كان عبارة عن هذيان ساعة نوم.
حضر المشهد العراقي أمام ناظريّ، وانا أتابع محادثات فيينا، التي عقدت مؤخرا، بخصوص الأزمة السورية، وإصرار دول عربية وغربية، ومنها دول ترهق آذاننا يوميا بالكلام عن الديمقراطية وحق الشعوب في الاختيار، على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كبداية للحل السياسي للأزمة السورية.
تطنش تلك الدول أي مقترحات أخرى، كبداية للحل السياسي في سورية، ومنها تعديل الدستور وإجراء انتخابات ديمقراطية، بإشراف دولي وأممي، وبحضور ومراقبة دول غربية، لانتخاب الرئيس السوري الجديد، وتتمسك برحيل الأسد، من دون أن تناقش فكرة إدخال سورية لعصر الديمقراطية والحرية اللتين تحدثنا عنهما!
شخصيا، لا أعتقد أن كائنا من كان، يمكنه فرض إرادته وأمنياته على الشعب السوري، الذي وقع في نير أزمة طاحنة لمدة 5 سنين، أزمة يُسأل عنها الجميع، وليس طرفا دون آخر، فمسؤولية النظام قائمة، بيد أن ذلك لا ينفي مسؤولية أطراف دولية وإقليمية، عاثت لعبا في الأزمة السورية، فدربت، وأرسلت وموّلت جماعات متشددة، ذهبت بها لسورية، فبات الجيش السوري يقاتل جماعات تكفيرية، ليس لها علاقة بمطالبات ديمقراطية، أو بحقوق إنسان، الأمر الذي دفع جماعات سلمية سورية، وأحزابا كانت تطالب بالديمقراطية والحرية، وحق التعبير، للوقوف جانبا، في ظل شلال الدم المنهمر.
المفارقة أن التجربة العراقية تعود من جديد من بوابة الأزمة السورية، ولكن بشكل مختلف، فالإصرار على رحيل الرئيس الاسد، كبداية للحل السياسي، ليس فعلا ديمقراطيا، ولا يمت للحرية وحق الشعوب في الاختيار بصلة، وإنما هو تكريس لفكر الإقصاء والإبعاد، وبحث عن تنصيب شخصية، ترتضيها تلك الدول، على الشعب السوري، وسلب حقه في الاختيار.
الحقيقة الواضحة أن من حق الشعب السوري أن يختار رئيسه، الذي يريد، بشكل ديمقراطي وحضاري، دون إملاءات من أحد، وليس من حق أولئك المتنافخين على شاشات التلفزيون، أن يشترطوا على الشعب السوري، من ينتخب، وأن يحددوا لهم شكل ومواصفات رئيسهم.
صناديق الاقتراع وحدها كفيلة بتحديد حجم كل طرف من اطراف المعادلة السورية، وكشف من يريد أن يحضر على ظهر الدبابة الأميركية، أو أي دبابة أخرى، ومن يريد دخول معمعة الانتخابات، والفوز بشكل ديمقراطي.
إن كان الجميع يريد حلا سياسيا في سورية، فالمعادلة واضحة، تتمثل بانتخابات من دون إقصاء، وبإشراف أممي، ودستور جديد ديمقراطي، يعبر عن مكونات الشعب السوري، وقتها فليفز من يفوز، وليتسلم الرئاسة من يتسلم، لا فرق، إما الإصرار على فكرة الإقصاء والاجتثاث، فإن من يدفع بذلك ليس هدفه الديمقراطية، وإنما الوصول لسدة الرئاسة، بعيدا عن إرادة الشعب السوري، ومن دون موافقته.
الحل في سوريا
لا يمكن حل الازمة السورية بدون الرئيس الاسد وكل الحلول ما عدا ذلك فاشلة لانهم اختزلوا الموضوع بشخص الرئيس لفشلهم من تنفيذ مخططاتهم الذي اعتقدوا انها ستتحقق خلال اسابيع وقد خاب فالهم فلم يجدوا سوى التخريب والتهجير والعبث وايضا لم يحققوا منه شيء
الموضوع فشل معهم فمن "لم يقدر على الحمار اصبح بتشاطر على البردعة" مثل يجب ان يعرفه هؤلاء وان يدرس في جامعاتهم حتى يعوا الدرس الذي تلقنوه في سوريا العروبة
اضحكتني
اضحكني الكاتب من خلال الجملة التالية من المقال "فالإصرار على رحيل الرئيس الأسد، كبداية للحل السياسي، ليس فعلا ديمقراطيا".
ارجو ان اذكر كاتب المقال ان الاب حافظ الأسد وصل الى سدة الحكم على ظهر دبابة ، والحال نفسه وصل بشار الى سدة الحكم على ظهر الشبيحة من خلال تعديل الدستور 36 عام . اليس هذا اعتداء على كرامة الشعب السوري
الحل السورى
عن اى انتخابات تتكلم يارجل؟؟!! هل تتكلم عن انتخابات تجرى تحت رعاية الاسد ونظامه الدموى القاتل الهمجى؟!اى انتخابات تتحدث عنها؟؟!!انتخابات الرجل الواحد الذى لامنافس له..وياويل ياسواد ليله الذى ينزل منافسا له!! هل تريد انتخابات مثل الاخيرة "المهزلة" او"المسخرة"مسرحية مقيتة..منافسين ديكورات له حتى يرينا ان هناك منافسين!!! لو ان انتخابات تجرى فى سوريا تحت رعاية العالم باجمعه وبحضور شخصيات معروفة وتتواجد فى كل مكان وتكون الانتخابات-فعلا-نزيهة وتتم مراقبتها بكل دقة..فلن يحصل الاسد الا على ١٪وهذا كثير عليه جدا..حتى اقرب المقربين اليه لن يصوتوا له..ومؤيديه لن يصوتوا له..لان من يؤيده الان اما يكون عن خوف او مصلحة..عن اى انتخابات تتكلم؟؟!! روسيا وايران اللتان تشاركان المجرم باجرامه لن تسمح بانتخابات حرة تحت رقابة العالم لانهما تعلمان انها نهاية حليفهما المجرم الاسد..هما تعلمان كيف تجرى انتخابات سوريا النزيهة تحت ظل الاسد!!!!!! روسيا لم تات الى سوريا الا لعلمها انه لاايران ولااذنابها القادمة من كل مكان استطاعت ان تقضى على واحدة من اعظم ثورات التاريخ بدون مبالغة…الذى صمد فى وجه المؤامرة هو الشعب السورى الذى اتى من تحت جناحيه ثوار حقيقيون كافحوا ضد طغمة فاسدة مستبدة لاتعرف سوى القتل والتعذيب والهمجية والبراميل المتفجرة
هذا هو الحوار الذى يعرفه نظام مجرم قاتل فاسد قتل من الشعب السورى واللبنانى والفلسطينى اضعاف اضعاف اضعاف ماقتله الصهاينة..هل نسينا تل الزعتر..هل نسينا حرب المخيمات١٩٨٥..هل نسينا حصار طرابلس ٨٣ ..هل نسينا حماه ٨٢….ثم يقولون لك انتخابات!!!! من حافظ على هدوء الجولان كصمت القبور لايمكن ان يكون مؤتمن على وطن…قلنا مرارا وتكرارا..لعبة داعش هذه العبوا غيرها للذين يؤيدون نظام الاسد..داعش صناعة ايرانية اسدية بامتياز.
الاسد الايراني
نعم وجود الاسد ضروري حتى لا يبقى احد من الشعب السوري ، فالاسد الايراني ينفذ المخطط الاسرائيلي بتفريغ سوريا من سكانها اهل السنة بالتعاون مع ولاية الفقيه في قم وبدعم روسي الذي هذا الاخير اول من اعترف بالكيان الصهيوني،