الأغوار الجنوبية: مواقع سياحية قادرة على استقطاب الزوار

منظر عام لإحدى المناطق السياحية في الأغوار -(تصوير: محمد أبو غوش)
منظر عام لإحدى المناطق السياحية في الأغوار -(تصوير: محمد أبو غوش)

محمد العشيبات

الأغوار الجنوبية- تعاني المواقع الأثرية في لواء الأغوار الجنوبية من عدم اهتمام من قبل الجهات المشرفة على قطاع السياحة خصوصا في ظل غيابها عن الخريطة السياحية في المملكة.
وتزخر منطقة الأغوار بالعديد من المواقع السياحية الا انها لم تتمكن من ترويج المنطقة سياحيا وإظهارها على الخريطة السياحية في المنطقة في حين تكاد تخلو مواقع الإنترنت المتخصصة بالسياحة من أي معلومات حول المواقع الأثرية في الأغوار.
وبدأ العمل بإنشاء المتحف الذي أطلق علية اسم "متحف أخفض مكان على سطح الأرض" العام 2004  ليكون أحد مراكز الجذب والتنمية السياحية في الأردن لتجمع به القطع الأثرية المستخرجة من منطقة البحر الميت ليكون مرتكزا للترويج والتسويق السياحي بالأردن.
وأكد مصدر في مكتب مديرية آثار الأغوار الجنوبية، رفض الكشف عن هويته، أن وزارة الآثار تقوم بترميمات وحفريات في المواقع الأثرية التي تصل إلى 100 موقع في اللواء مشيرا الى أن وزارة الآثار بصدد وضع كهف لوط على الخريطة السياحية في المملكة لتكون مكانا يؤمه الزوار من كافة أنحاء العالم.
ويعتبر موقع كهف لوط الواقع على سطح الجبل المطل على بلدة غور الصافي من الجهة الشرقية الشمالية واحدا من المواقع الدينية والتاريخية في الأردن، بحسب سكان المنطقة.
وعند زيارة الكهف المطل على البحر الميت من خلال الدرجات الحجرية، تجد كنيسة أرضياتها مبلطة بقطع الفسيفساء ورسومات نباتية وحيوانية تحكي قصة حياة نبي الله لوط عليه السلام وقومه وبالقرب من الكهف هناك بركة ماء كانت تستخدم لتجميع مياه الأمطار.
ويضم اللواء مواقع يمكنها استقطاب الزوار مثل؛ الشلالات الساخنة في غور الذراع والرشاقة بغور المزرعة وهي عبارة عن شلالات مياه نقية تخرج من قمة وسفح أحد الجبال وكذلك الحجر المعلق في سيل النميرة.
وما تزال معامل طواحين السكر في منطقة غور الصافي بلواء الأغوار الجنوبية شاهدا على الارث المعماري إبان الفترتين الأيوبية والمملوكية (القرن 11-12 ميلادية).
وتشير الحفريات الأثرية التي أجرتها وزارة الآثار العامة في المنطقة الى وجود 40 معملا لتكرير قصب السكر، حيث ساهمت خصوبة التربة ووفرة المياه في المنطقة في زراعة قصب السكر بكميات كبيرة ميزت المنطقة لتكون نقطة جذب تجارية يتوافد عليها التجار من كل مكان في تلك الفترة.
وكانت طواحين السكر تعتمد على قوة الماء الذي كان متوفرا بكثرة في ذلك الوقت، ولهذا فقد بنيت الطواحين على جوانب الأنهار.
الجزء الأكبر من هذه الطواحين، جف الماء في سواقيه، حيث تراكمت الأتربة حتى سدتها كما في الطاحونة التي بجانب نبع العروس، أما عند جسر بيت عواد، فكانت طاحونة أحمد إدريس التي تهدمت ونمت عليها النباتات المتسلقة والشجيرات التي تمنعك من الوصول إليها. أما الطاحونة التي حافظت على شكل البرج الذي يحوي الجب ومن تحتها الغرفة التي فيها حجر الرحى فهي في قرية المهيري على النهر بين الحارتين.
وأكبر هذه الطواحين والتي لم يتبق منها سوى الساقية الطويلة التي رفعت على جدار على شكل أقواس وبطول حوالي المائة متر فهي طاحونة بولس في قرية مجيدل وما يزال الجدار الحامل لها قائما لغاية اليوم.
على صعيد آخر، كشفت الحفريات الأخيرة عن وجود أعمدة ذات أشكال هندسية تشبه الأعمدة التي تستخدم في بناء الكنائس الدينية يعتقد انها تعود للعهد البيزنطي، ما يدل على أن هناك كنيسة في تلك الحقبة الزمنية القديمة حيث تم العثور على أدوات نحاسية وقطع فخارية وزجاجية تشكل بمحتواها حضارة تاريخية لأناس سكنوا تلك المنطقة.
وبجانب موقع طواحين السكر، يقع بناء قديم مصنوع من الطين على شكل بيضاوي من الداخل يتوسطه حجر كبير مثقوب كان يستخدم كمشنقة لإعدام الفارين من الخدمة في تلك الحقبة الزمنية، إضافة إلى وجود مقبرة أثرية بمساحة 200 دونم يعود استخدامها منذ العصور البرونزية ولغاية الفترة البيزنطية تشتمل على الآلاف من المدافن الفردية والجماعية.

اضافة اعلان

[email protected]