الأغوار الشمالية: "سلة الخير".. مبادرة تستهدف دعم الفقراء

مواد غذائية وتموينية تجمع على الجزيرة الوسطية قبل توزيعها للمحتاجين بالغور الشمالي -(الغد)
مواد غذائية وتموينية تجمع على الجزيرة الوسطية قبل توزيعها للمحتاجين بالغور الشمالي -(الغد)

علا عبد اللطيف

الغور الشمالي - في جزيرة ممتدة تتوسط شارع السوق الرئيس بمنطقة المشارع في لواء الغور الشمالي، وبصمت مفهوم، يبدأ مع كل مساء مزاد التبرع، على وقع تزاحم المارة والمتسوقين، لتتحول الجزيرة إلى سلة تموينية من مختلف أنوع المواد الغذائية التي ينتظرها فقراء المنطقة لكسر صيامهم.

اضافة اعلان


تحويل الجزيرة الوسطية إلى مكان لجمع التبرعات من المارة والمتسوقين في سوق المشارع، جاء بمبادرة خلاقة أطلقها للسنة الثانية على التوالي مجموعة من رواد العمل التطوعي في المنطقة مدفوعين بحسهم الإنساني ودرايتهم التامة بما تعانيه عشرات الأسر من ويلات العوز والفقر.


"سلة الخير"، هكذا أحب القائمون على المبادرة تسميتها، لتكون معبرة عن أهدافها، في واحدة قد تكون من أغرب طرق جمع التبرعات، إلا أنها حققت نجاحا ملموسا، سيما وأن فتح باب التبرع على الملأ، حفز غالبية المواطنين للمساهمة بما تجود به أنفسهم، وفق القائمين على المبادرة.


يقول منسق المبادرة الناشط الاجتماعي موفق الرياحنه، إن المبادرة تهدف إلى دعم عمال المياومة والأسر العفيفة بما يتم جمعه من خلال هذه المبادرة التطوعية التي نظمها عدد من أهالي المنطقة وبالتعاون مع متصرفية لواء الغور الشمالي وتسهيلات من مركز أمن المنطقة.


وبين الرياحنه بأن المبادرة أتاحت لكل مواطن أو متسوق يرغب بالتبرع ولو بشيء قليل سواء كان خضراوات أو معلبات أو خبزا بأن يضع في مكان مخصص على الجزيرة الوسطية للشارع الرئيس بالوسط التجاري في منطقة المشارع ما يريد التبرع به.


وتابع، بعد جمع المواد الغذائية والخضراوات يتم وضعها على شكل طرود وتوزيعها من قبل متطوعين على عمال المياومة والأسر العفيفة ليستفيد منها عشرات المواطنين الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة جدا، مشيراً بأن المبادرة يتم تنشيطها وفقا للظروف ففي المرة السابقة كانت لمواجهة جائحة كورونا، وحاليا في شهر رمضان لمواجهة ارتفاعات أسعار العديد من الأصناف التموينية.


وأشار إلى نشاطات المبادرة في شهر رمضان حيث عملت أيضاً وبالتعاون مع جمعية التواصل والترابط الإسلامية وضمن مبادرة تكافل الخير 2 على توزيع وجبات طعام لعدد من الأسر العفيفة والأيتام.


وفي هذا الصدد، يؤكد رئيس الجمعية المهندس اسعد الشوبكي أهمية العمل الإنساني لتحقيق الترابط الاجتماعي والتكافل بين المواطنين وخصوصا أن لواء الغور الشمالي يعاني من ظروف مالية صعبة في ظل غياب المشاريع الاقتصادية التي تشغل أبناء المنطقة.


يقول حمد علي أحد المستفيدين من المبادرة "إنها ساهمت في حل بعض المشاكل التي تواجة أهالي المنطقة وخصوصا الفقراء منهم"، مشيرا إلى أنه متعطل عن العمل منذ اكثر من عامين بسبب جائحة كورونا.


كما أبدت الثلاثينية أم محمد فرحتها بالمبادرة، مؤكدة انها كل يوم تحصل على وجبة إفطار تسد رمق أبنائها في ظل الفقر المنتشر بالمنطقة.


وتمنت استمرار هذا العمل الذي أسمته بـ "الإنساني" ويحتاج إلى دعم المحسنين من أهل الخير.


ومن الجدير ذكره، أن منطقة المشارع من أكثر المناطق فقراً في لواء الأغوار الشمالية وتعاني من نسب بطالة عالية، ويعتمد معظم سكانها على العمل في القطاع الزراعي المتذبذب ويشهد نكسات من حين لآخر ليس أقلها نكسة الصقيع الأخيرة هذا الموسم التي أطاحت بجزء كبير من زراعات الغور.

إقرأ المزيد :