الأغوار: الطرح العشوائي للنفايات يسبب الفيضانات

نفايات ملقاة بشكل عشوائي في أحد الأودية بالشونة الجنوبية -(الغد)
نفايات ملقاة بشكل عشوائي في أحد الأودية بالشونة الجنوبية -(الغد)
حابس العدوان الشونة الجنوبية – يشكل تزايد ظاهرة الطرح العشوائي للأنقاض والنفايات إحدى المشاكل الخطيرة التي تسببت سابقا بفيضانات للاودية بالمنطقة، فضلا عن تهديدها للبيئة والصحة العامة. ويرى سكان، ان انتشار هذه الظاهرة يشكل خطرا على السلامة العامة، خاصة مع بدء فصل الشتاء، فضلا عن أن انتشارها في الأودية ومجاري السيول وعلى جوانب الطرق يشكل انتهاكا خطيرا للنظام البيئي في المنطقة، مطالبين بوضع حد لهذه الظاهرة واتخاذ إجراءات رادعة وحازمة بحق المخالفين. ويشير محمد النواجي، إلى أنه ورغم وجود شواخص تحذيرية لمنع طرح الأنقاض، إلا أن بعض الأشخاص لا يبالون في طرح الطمم ومخلفات البناء والنفايات في الأودية وعلى جوانب الطرق، ما يؤدي غالبا إلى اغلاق العبارات، الأمر الذي يؤدي إلى فيضان الأودية إلى المنازل المجاورة، لافتا إلى أن صعوبة ضبط المخالفين ساهم في تنامي هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، ما جعل منها مصدرا للتلوث وتشويها للمنظر العام. ويبين احمد محمود، ان معظم مربي الماشية يقومون بإلقاء مواشيهم النافقة في الأودية أو على جوانب الطرق بالقرب من المناطق السكنية، ما يسبب مكرهة صحية تنبعث منها الروائح الكريهة التي تقض مضاجعهم، مبينا أن غالبية التجمعات السكنية في الأغوار تعاني من نفس المشكلة وقد تسببت العام الماضي بحدوث فيضانات الحقت اضرارا بالمواطنين. ويعزو محمود سبب انتشار هذه الظاهرة إلى تدني الوعي المجتمعي لدى فئة كبيرة من المواطنين بانتهاجهم سلوكا لا اخلاقيا بحق المجتمع الذي يعيشون فيه، مبينا أن عددا كبيرا من المواطنين في ظل غياب الرقابة والإجراءات الرادعة يستسهلون القاء النفايات في الأودية بدلا من نقلها إلى المكبات ما يوفر عليهم أجور نقلها. ويؤكد رئيس بلدية الشونة الوسطى إبراهيم فاهد العدوان، ان مشكلة إلقاء الأنقاض والنفايات في مجاري الأودية يشكل تحديا حقيقيا للبلديات خاصة مع سقوط الامطار، إذ ان إغلاق العبارات عادة ما يتسبب بحدوث فيضانات تشكل خطرا على المواطنين وممتلكاتهم، إضافة إلى تدميرها للبنية التحتية. ويضيف ان التحدي الحقيقي الذي يواجه البلدية للحد من هذه الظاهرة، هو صعوبة ضبط المخالفين، إذ ان معظمهم يقومون بهذا الفعل خلال ساعات الليل، فضلا عن وجود مساحات شاسعة يصعب مراقبتها على مدار الساعة، لافتا إلى أن تراكم النفايات والأنقاض على بعض مداخل المناطق مشهد غير حضاري ومرفوض أخلاقيا وقانونيا، ويشكل خطرا على الصحة والسلامة العامة. ويوضح العدوان، أن البلدية قامت بوضع إشارات تحذيرية لمنع طرح الأنقاض بشكل عشوائي في كافة المناطق، وتعمل جاهدة لمعالجة التشوهات ما يرتب عليها أعباء مادية كبيرة ويلقي على كاهل الكوادر الفنية أعباء اضافية، مناشدا المواطنين عدم إلقاء الأنقاض في مجاري السيول والأودية، بما يسهم في الحفاظ على السلامة العامة والبيئة والنظافة. ويبين رئيس بلدية معدي الجديدة فندي اليازجين، وجود حوالي 100 وادي في بلدية معدي منها 16 واديا رئيسا، ما يحمل البلدية اعباء مادية وجهودا مضاعفة لتنظيفها كل عام قبيل فصل الشتاء، لافتا إلى إن غالبية العبارات التي تقع داخل حدود التجمعات السكنية هي عبارات انبوبية، ما يجعلها أكثر عرضة للاغلاق، خاصة وان غالبية الانقاض التي تطرح عبارة عن مخلفات اشجار وعجلات سيارات ونفايات بلاستيكية ومخلفات مواد البناء. ويضيف انه ورغم الجهود التي تبذل لتنظيف مجاري الأودية والعبارات بشكل مستمر، الا انها سرعان ما تعود بفعل الالقاء غير المسؤول من قبل بعض المواطنين، الأمر الذي سبب احباطا لدى الكوادر الفنية العاملة، موضحا ان المشكلة تكمن في قلة الوعي المجتمعي لان وعي المواطن بحجم الاضرار الناتجة عن هذه الظاهرة سيحد منها بشكل كبير. من جانبه يؤكد مدير مساعد أمين عام وزارة البيئة لشؤون الأغوار المهندس محمد الصقور، ان مشكلة طرح الأنقاض والنفايات عامة تعاني منها جميع مناطق وادي الأردن ولها آثار سلبية خطيرة على الإنسان والبيئة، موضحا ان اغلب هذه النفايات تنتج عنها روائح كريهة بعد تخمرها، وتصبح بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات خاصة الذباب والبعوض. ويشير الصقور إلى أن وزارة البيئة تقوم باستمرار بعقد محاضرات توعوية بالتعاون مع المدارس والجمعيات والأندية لزيادة الوعي المجتمعي والحد من انتشار هذه الظاهرة، إضافة إلى التعاون مع البلديات والإدارة الملكية لحماية البيئة بجهود كبيرة لضبط ما أمكن من المخالفين، مشددا على ضرورة تعاون المواطنين بالابلاغ عن أية مخالفات تمارس من قبل أشخاص أو مؤسسات بما يسهم في الحد من هذه الظاهرة.اضافة اعلان