الأمطار اختبار متكرر لمناهل مدينة جرش ينتهي بإغراق الشوارع بالمياه العادمة

صابرين الطعيمات

جرش – بات تساقط الأمطار يشكل هاجسا لدى سكان وتجار منطقة وسط المدينة في جرش، جراء تكرار فيضان مناهل الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار واختلاط مياهها في تجمعات مائية تغرق المنطقة وتشل الحركة فيها.     اضافة اعلان
ويؤكد تجار أن تساقط الأمطار يتبعه دائما فيضان للمناهل، خاصة وسط المدينة والتي تعد أخفض منطقة في مدينة جرش، حيث يتجمع فيضان المناهل من مياه امطار ومياه عادمة امام محالهم ومداهمتها في بعض الاحيان محولة المنطقة الى مكرهة صحية. 
ويشير سكان الى أن مدينة جرش تعاني من سوء اوضاع مناهل الصرف الصحي، ومناهل تصريف مياه الأمطار، والتي تشهد مع كل تساقط للأمطار فيضان المياه واختلاطها معا وتجمعها في وسط المدينة ما يشل الحركة، ويحدث اختناقات مرورية.     
وكشفت أمطار يوم أمس الاول عن عيوب في شوارع مدينة جرش خاصة تلك المشمولة بمشروع السياحة الثالث، وفق التاجر محمد البندقجي، الذي اكد ان المياه التي تجمعت بالشوارع وصل ارتفاعها إلى نصف مركبته، وتسببت بتعطلها بالكامل.
وأكد البندقجي أن وسط المدينة يعاني من فيضان متكرر للمناهل، مرجعا ذلك الى مشروع السياحة الثالث الذي ادى إلى تفاقم المشكلة.  ويعتبر العديد من تجار وسكان المنطقة ان مشروع السياحة الثالث كان سببا وراء ظهور وتفاقم مشكلة فيضان المناهل، لافتين الى ان المشروع لم يقم بتمديد قنوات فعالة لتصريف المياه، اضافة الى عدم القيام باية اعمال متابعة او صيانة.
وأكد تجار متضررون جراء مداهمة مياه الأمطار لمحالهم ان كافة البضائع التي كانت على الأرض وفي المخازن اتلفت، فيما يمضون اوقاتهم مع كل تساقط للأمطار في محاولات لمنع المياه من الوصول الى محالهم.
واكدوا ان معظم الشوارع تحولت إلى مستنقعات وبرك مائية تحول دون دخول الزبائن الى محالهم والتسوق منها، اضافة الى عدم تمكن الموزعين من الوصول إلى محالهم وتزويدهم بالبضائع.
ويقول صاحب محل تجاري في وسط المدينة عامر العياصرة إن "موقع محله والشارع بأكمله غير مشمول بمشروع السياحة الثالث، بالرغم من أنه في وسط المدينة وبجواره العشرات من المحال التجارية، وقد قام اخيرا برفع مدخل المحل عدة أمتار للحد من  تكرار مداهمة مياه الأمطار لمحلة واتلاف البضائع والمواد الغذائية فيه.
بدوره أكد مدير بلدية جرش الكبرى المهندس أكرم بني مصطفى أن "مشكلة فيضان مياه المناهل تتكرر بشكل يومي في فصل الشتاء، مرجعا ذلك الى عدم قيام مشروع السياحة بتجديد أو صيانة أو توسعة المناهل، بالرغم من تخصيص 400 ألف دينار من تكلفة المشروع لصيانة المناهل وتوسعتها".
واوضح أن "البلدية لن تتسلم المشروع ما لم يتم صيانة المناهل، وإعادة النظر في مشكلتها خاصة وأن الوضع المادي للبلدية لا يمكنها من صيانتها وهي من مسؤولية مشروع السياحة الثالث في جرش".
وكان تساقط الأمطار اول من امس، قد تسبب بإغراق السوق بالمياه العادمة التي انبعثت منها روائح كريهة بحسب بني مصطفى الذي أكد أن "وسط المدينة هو أخفض نقطة في المحافظة وكل المياه تتدفق بشكل إنسيابي إليها وعند تساقط الأمطار ترتفع كميات المياه، والمناهل المستخدمة صغيرة وقديمة وكانت قبل 25 عام تغطي حاجة 15 ألف نسمة وهي الآن غير قادرة على تغطية حاجة 40 ألف نسمة".
ويعتبر مشروع السياحة الثالث، امتدادا لمشروع تطوير السياحة الثاني الذي ساهم بتحسين ورفع سوية الخدمات والبنى التحتية لعدد من المواقع السياحية بجرش، والذي تنفذه وزارة السياحة بتمويل من البنك الدولي بكلفة 11.5 مليون دينار .
ويهدف المشروع الى إعادة تأهيل وتطوير شبكة الطرق والساحات والفراغات الحضرية، وتأهيل الواجهات والفرش الحضري للشوارع المهمة، إضافة الى ترميم وإعادة تأهيل بعض المباني التراثية.
بدوره، أكد مقاول مشروع السياحة الثالث في جرش الدكتور فواز البشير أنه تم الانتهاء من كافة مراحل المشروع قبل نحو عام كامل وهو غير مسؤول عن أي تخريب أو عطل في المناهل أو الأرصفة أو غير ذلك، خاصة وأنه قام بتنفيذ كافة المراحل بكل دقة ووفق كتب رسمية من الجهات المعنية.
وأوضح البشير أن "المبلغ الذي كان مخصص لمناهل الصرف الصحي والمقدر بـ 400 ألف دينار، رفضت سلطة المياه أن يقوم المشروع بصيانة المناهل أو إنشاء شبكة حديث، معللين ذلك بأن الشبكة جيدة وصالحة ولا تحتاج إلى تحديث، ما أدى إلى تجميد المبلغ المخصص ولم يقم المشروع بتحديث الشبكة أو توسعتها أو صيانتها بناء على طلب من وزارة المياه والري.
وزعم البشير أنه يتعرض لما اسماه "استفزاز واستغلال" من قبل كافة الجهات المعنية، من حيث رفضها استلام المشروع بالرغم من اتمام كافة مراحله، وذلك بهدف استمرار اجراء عمليات صيانة وترميم على نفقة المقاول الخاصة.
واتهم الجهات المعنية وبعض المواطنين بقيامهم بتخريب اجزاء من المشروع جراء ما اعتبره سوء "استخدام واستغلال"، مؤكدا ان المقاول غير مسؤول عن اية اعمال تخريبية ناتجة عن ذلك، منتقدا قيام مواطنين بتحويل مجرى تصريف مياه الامطار الى مناهل الصرف الصحي ما يتسبب بتكرار فيضانها.
الى ذلك لم تتمكن "الغد" من الحصول على رد من قبل سلطة المياه رغم اتصالاتها العديدة بمدير مياه المحافظة حسن الهزايمة.

[email protected]