عجلون

الأمطار الأخيرة.. تسعف المزروعات وتغرق الشوارع بالشمال

أحمد التميمي وعامر خطاطبة


بينما استقبل مزارعون في محافظات الشمال الأمطار الأخيرة بآمال إنقاذ مزروعاتهم الشتوية التي أوشكت على الجفاف، تكرر مشهد “برك الشوارع”، متسببة بأزمات مرورية وصفت بـ”الخانقة”، فضلا عن معاناة المشاة باستخدام أرصفة وشوارع بدى السير عليها شبه مستحيلا.


فرحة هطول الأمطار بعد انقطاعها طوال فترة أربعينية الشتاء في محافظات الشمال، افسدتها الاوضاع السئية التي آلت اليها العديد من الشوارع، وخاصة الرئيسة وسط المدن، اضافة الى الشوارع خارجية، والتي ارتفع فيها منسوب المياه بشكل أعاق السير وتسبب بأزمات مرورية.


مركبات تسقط بحفر المشروعات بإربد


واصلت كوادر بلدية اربد كعادتها العمل على فتح مناهل تصريف مياه الامطار المغلقة وازالة العوائق بعد ان تجمعت المياه بالشوارع ووصلت الى منسوب غير مسبوق.


وسقطت بعض المركبات في حفريات ينفذها مقاولون ضمن مشاريع مؤسسات مختلفة في شوارع المحافظة بعد ان غمرتها المياه ولم تعد مكشوفة للسائقين، ما تسبب بأضرار كبيرة لمركبات مواطنين، اكدوا ان السائقين يتفاجأون بالحفر الكبيرة بالشوارع والتي تكون غير مرئية بسبب وجود تجمعات كبيرة للمياه في الشوارع.


وأنهت فرق الطوارئ في بلدية اربد الكبرى عدداً من المشاكل التي رافقت المنخفض الجوي وكان من ابرزها انهاء مشكلة ارتفاع منسوب المياه في شارع الترخيص، وشارع فلسطين، إضافةً لتصويب أوضاع عدد كبير من الحفريات الناتجة عن مشاريع توسعة شبكات المياه.


وتعاملت كوادر البلدية مع حادثة سقوط إحدى الأشجار في شارع فوزي الملقي، وقامت فرق الطوارئ بقطع الشجرة وازالتها، وإعادة فتح الطريق العام أمام المركبات على الفور.


وأكدت البلدية بأن جميع الحفريات في شوارع المدينة هي لمشاريع توسعة شبكات المياه التي تنفذها وزارة المياه والري من خلال سلطة المياه وشركة مياه اليرموك.


وأوضحت انها تتابع جميع هذه الحفريات وتعمل على انهاء العمل فيها بأسرع وقت ممكن، وان فرق الطوارئ التابعة لها جاهزة على مدار الساعة للتعامل مع أي حادثة.


ودعت البلدية الإخوة المواطنين توخي الحيطة والحذر عند القيادة في هذه الأجواء وخاصة في المناطق التي تقام بها المشاريع المشار إليها.


من جانبها، اكدت شركة مياه اليرموك جاهزية الشركة بكامل كوادرها للتعامل مع الظروف الجوية المرافقة للمنخفض وبالتنسيق مع غرف عمليات الطوارئ والحكام الاداريين في محافظات الشمال (اربد، جرش، عجلون، المفرق) وألويتها من اجل تلقي الشكاوى ومتابعتها بالسرعة القصوى، وأن برنامج التوزيع مستمر كالمعتاد ما لم تحدث اي اعطال فنية والتي يتم الإعلان عنها مباشرة من خلال وسائل الاعلام المختلفة.


ودعا مدير مديرية الاعلام والناطق باسم شركة مياه اليرموك معتز عبيدات المواطنين الى اهمية التعاون في عدم شبك مزاريب الاسطح على شبكات الصرف الصحي في ظل الظروف الجوية السائدة وتساقط الامطار، الامر الذي يتسبب في فيضان المياه العادمة الى الشوارع وينتج عن ذلك تشكل مكرهة صحية بالشوارع.


كما أشار العبيدات إلى ضرورة اتباع الاجراءات والتعليمات التي تضمن سلامة العدادات في حال حدوث الانجمادات وذلك بتغطيتها بقطعة قماش او خيش ومن ثم لفها بقطعة بلاستيكية او كيس بلاستيكي حيث ستضمن هذه الاجراءات سلامة العدادات.


وأهاب بالمواطنين عدم إزالة اغطية مناهل الصرف الصحي في الشوارع لأجل تصريف مياه الامطار المتجمعة في الشوارع كي لا يتسبب ذلك في انسداد خطوط الصرف الصحي نتيجة دخول العديد من المواد الصلبة كالأكياس والحجارة والرمال التي تجرفها مياه الامطار معها الى داخل المناهل، ما يستدعي بذل جهود كبيرة من أجل ازالة الانسدادات بعد ان تكون المياه العادمة ملأت الشوارع وأضرت بالمجاورين وخصوصا من يسكنون شقق التسوية، ناهيك عن الضرر الذي قد يتسبب للمارة والمركبات عند إزالة اغطية المناهل لتكون عرضة لسقوط المركبات او المواطنين.


المياه تغمر الطرق بعجلون.. والأوضاع بجرش سيئة


وفي عجلون، تعاملت كوادر الأشغال العامة والبلديات مع ارتفاع منسوب المياه على الطرقات، ومجاري السيول، وتجمع المياه في الساحات.


وأكدت مصادر بالأشغال والبلديات في المحافظة، أن الفرق واصلت أعمالها خلال الهطولات المطرية، حيث تمت متابعة قنوات تصريف الأمطار وأماكن تجمعها، وجرى تنظيف المهارب والقنوات المؤدية إلى الأودية، لافتة الى أنه لم تسجل اي حوادث تذكر.


وقال رئيس بلدية كفرنجة الجديدة فوزات فريحات، إن البلدية رفعت جاهزيتها من خلال غرفة العمليات بكوادرها وآلياتها للتعامل مع المنخفض الجوي والظروف الجوية السائدة، مؤكدا ان البلدية اعدت خطة لفتح مجاري مياه الامطار والعبارات الواقعة على الشوارع الرئيسية والتي تقع داخل التنظيم، داعيا السكان القريبين من أماكن الاودية والينابيع إلى ضرورة الابتعاد عن مجرى السيول والأودية.


وقال محمد عناب، إن العديد من طرق المحافظة شهدت ارتفاعا في منسوب المياه جراء تواصل الأمطار الغزيرة، ما كان يتسبب بإعاقة حركة مرور المركبات.


وفي جرش، شهدت مناهل تصريف مياه الأمطار في شوارع المدينة انسدادات، في وقت واصلت كوادر البلدية عمليات فتحها لمنع ارتفاع منسوب المياه بالشوارع.


وفيما اكد مصدر بالبلدية ان فرق الطوارئ والكوادر المختلفة جاهزة للتعامل على مدار الساعة مع أي طارئ خلال المنخفض الحالي، وصف سكان اوضاع الشوارع بشكل عام بـ”السيئة”.


وقال محمد العتوم إن المياه تجمعت بمناطق مختلفة في شوارع جرش، متسائلا عن أسباب تكرار هذا المشهد مع كل تساقط للأمطار رغم تأكيد الجهات المعنية على اتخاذ كافة الإستعدادات قبل المنخفضات الجوية.


هل تسعف الأمطار المتأخرة الموسم؟


أحيت الأمطار الأخيرة آمال المزارعين في محافظات الشمال بإنقاذ موسمهم الزراعي الذي عانى من انقطاعها لأكثر من شهر، في وقت يشير خبراء ومعنيون، إلى أن كمية الأمطار الهاطلة لم تصل بعد إلى المعدلات المطلوبة، ووصلت في اربد الى 30 % من نسبة الهطول المطري.


وحسب مزارعين، فإن هناك تأخرا في سقوط الأمطار لهذا الموسم عكس المواسم السابقة، ما دفع بالعديد منهم إلى العزوف عن زراعة أراضيهم بالقمح والشعير والمحاصيل الأخرى خوفا من تعرضهم لخسائر أو عدم نجاح الموسم وعدم نمو المزروعات بالشكل الصحيح.


ولفتوا إلى أن الآمال لم تنقطع مع استمرار الهطول المطري وتوقعات الأرصاد الجوية بقدوم منخفضات خلال الأسابيع المقبلة.


وقال المزارع محمد طبيشات إن تأخر سقوط الأمطار أثّر على موعد نمو النباتات بشكل عام، وعلى كميات تخزين السدود ومصادر المياه، وخاصة مصادر مياه الشرب، مؤكداً أنه ما يزال هناك متسع لزراعة القمح والشعير، وبعض المحاصيل العلفية، اذ يمتد موسم الزراعة إلى منتصف الشهر الحالي.


وأكد أن العديد من المزارعين قاموا بزراعة أراضيهم، بعد أن استأجروا مساحات كبيرة بانتظار تساقط الأمطار التي تساقطت خلال اليومين الماضيين بكميات كبيرة، مبينا أنه يعول على الامطار المتوقعة خلال الأيام المقبلة لإنقاذ الموسم الزراعي.


ولفت المزارع مأمون جرادات إلى أن الكثير من المواطنين استأجروا قطع أراض أو ما يعرف بـ “الضمان” وقاموا بزراعتها، متأملين بنجاح الموسم الحالي مع تساقط الامطار الاخير لإنقاذهم من الخسائر.


وتعد الزراعة في محافظة الشمال، أحد المصادر الاقتصادية المهمة، المدرة للدخل، حيث تعمل فيها نسبة كبيرة من أبناء المحافظات، لا سّيما في هذه الظروف الصعبة، التي تشهد تراجعا في نشاطات القطاعات الأخرى.


ويقول المهندس والخبير الزراعي ماجد عبنده، أن الزراعة هي القطاع الإنتاجي الأوفر حظاً في الوقت الحالي، في ظل تراجع باقي القطاعات الأخرى، موضحاً أن الأعمال الزراعية الموسمية، ما تزال توفر العديد من فرص العمل المؤقتة للشباب الباحث عن عمل، حيث تسهم الأعمال الزراعية، في تأمين الحد الأدنى من مصادر الدخل.


وأوضح أن العديد من المواطنين في ظل حالة الركود والبطالة لم يجدوا أمامهم سوى العودة إلى الأرض، والعمل في القطاع الزراعي، كمورد لتأمين احتياجات أسرهم، لافتا إلى أن المواسم الزراعية توفر مئات الفرص للمتعطلين عن العمل.
وأشار، إلى أن كميات الأمطار الهاطلة منذ بداية الموسم، تعتبر مقبولة نسبيا رغم قلتها مقارنة مع كميات الأمطار في الموسم السابق، وبعثت أمالاً كبيرة في نفوس المزارعين، ودفعت المزارعين لاستكمال تنفيذ خطة الزراعات الشتوية والصيفية.


وقالت مديرية زراعة اربد ان الأمطار الأخيرة جددت امال المزارعين ووصلت الى 30 % من المعدل العام، وستسهم في تحسن الموسم الزراعي وسيكون لها اثر ايجابي خاصة فيما يتعلق بالأشجار المثمرة والزراعات الشتوية البعلية ومحاصيل الحبوب خصوصا ( القمح والشعير) ومحاصيل البقوليات في حقول المزارعين الذين بادروا بحراثة أراضيهم وبذرها في بداية الموسم الزراعي.


الى ذلك، سيطر تساقط الامطار على احاديث السكان بمواقع التواصل الاجتماعي، والذين قضوا معظم وقتهم في متابعته الاحوال الجوية، وسط تناقل الأخبار وآمال تحسن الموسم الزراعي، ونجاة المحاصيل من خطر الجفاف.


حمزة الأمين ومحمد الناطور، أعربا عن سعادتهما بهذا الخير الذي أعاد للجميع الأمل بتحسن الموسم الزراعي ونمو الغراس الحديثة والمحاصيل الحقلية، وتحسن المخزون المائي الذي يعتمد عليه بمياه الشرب.


ويقول محمد الخطابي من محافظة عجلون، إن كميات الأمطار الهاطلة خلال اليومين الماضيين جددت آمال المزارعين بموسم زراعي جيد، وبددت مخاوفهم جراء انقطاع الأمطار خلال “مربعينية” الشتاء، معتبرا أنها ستنعش الزراعات المختلفة وتمنح الربيع دفعة جيدة، ما سيعود بالنفع والفائدة على مربي الثروة الحيوانية الذين يعولون على زيادة في نمو الأعشاب بالمحميات والمراعي الطبيعية لتخفيف من نفقات الأعلاف.


ويؤكد محمد أبو إياس أن الأمطار التي جاءت بعد انتظار طويل، ستعمل على انعاش المزروعات الحديثة، وتنعكس ايجابا على الزراعات الصيفية والأشجار البعلية، إضافة إلى إطالة أمد الربيع، ونمو النباتات والأعشاب البرية كالخبيزة والعكوب التي تشكل مصدر غذاء ورزق للعديد من الأسر.


وأشار المهندس الزراعي سامي فريحات، إلى فوائد الأمطار في الحد من تكاثر الحشرات وانتشار الآفات الزراعية التي تصيب المحاصيل، ما يوفر على المزارعين أثمان المبيدات والمواد الزراعية، إضافة إلى غسيل التربة والتقليل من نسبة الأملاح فيها وتجديد حيويتها، واستدامة نمو المراعي.


ويقول بدر الصمادي، إن تجاوز كميات الأمطار زهاء 400 ملم في المحافظة، يعد دليلا يطمئن السكان على اكتفاء الموسم المطري، ما يؤدي إلى تفجر الينابيع وارتفاع منسوب المياه في أودية كفرنجة وراجب وعرجان، و يضمن إدامة جريان الأودية خلال أشهر الصيف، ما يتيح للمزارعين سقاية أشجارهم المروية.


وأكد مدير زراعة محافظة عجلون المهندس حسين الخالدي، إن أمطار اليومين الماضيين، رفعت الكميات التراكمية الموسم الحالي إلى زهاء نصف المعدل المطري السنوي في المحافظة الذي يتراوح ما بين 550- 600 ملم، لافتا إلى أن منطقة الوهادنة سجلت أعلى نسبة هطل خلال اليومين الماضيين وتجاوزت 100ملم.


وأكد أن الامطار الأخيرة ستكون لها آثار إيجابية وكبيرة على المزروعات بشتى أنواعها، لافتا إلى أثرها الإيجابي على الأشجار والغابات والمراعي ما يعزز آمال المزارعين ومربي الثروة الحيوانية.


ودعا الخالدي إلى استغلال مشاريع الحصاد المائي في المزارع والمنازل وعمل الآبار لتخزين المياه لاستغلالها للشرب والزراعة، مؤكدا أن الأمطار في هذا الوقت من السنة سيمنح الموسم الزراعي دفعة جيدة لإنعاش المزروعات والأشجار المثمرة والحرجية وإزالة خطر الجفاف، وتساهم في توفير ظروف ملائمة لإنجاح زراعة المحاصيل الشتوية في الأراضي التي تم تجهيزها وسقاية الأشجار وتوفير مخزون مائي للأودية والينابيع والسدود وإدامة الحياة النباتية ونمو الأزهار وإدامة خضرة الأشجار، خصوصا البرية.

 

اقرأ المزيد :

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock