الأمطار الأخيرة تملأ "الحفائر" وتعيد الحياة إلى مراعي صحراء الكرك

حفيرة ترابية امتلأت من مياه الأمطار الأخيرة بالكرك-(الغد)
حفيرة ترابية امتلأت من مياه الأمطار الأخيرة بالكرك-(الغد)

هشال العضايلة

الكرك-أنعشت الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخرا على المناطق الشرقية بمحافظة الكرك والتي أدت أيضا إلى امتلاء الحفائر والسدود الترابية المنتشرة بتلك المناطق، الآمال بتوفير مبكر للمراعي والأعلاف الرعوية التي تنبت بالصحراء مع بداية الموسم المطري وتخفف على مربي الماشية من كلف الأعلاف.اضافة اعلان
وخلال الأيام الأخيرة الماضية، هطلت كميات كبيرة من الأمطار على المناطق شرقي محافظة الكرك، التي يعتبر الهطول المطري فيها نادرا وتصل نسبة الهطول السنوي فيها إلى حوالي 75 ملم.
وسجلت مناطق لواء القطرانة أعلى هطول مطري بالمملكة خلال المنخفض الأخير وبلغت 35 ملم بنسبة 50 % من إجمالي الموسم المطري.
وامتلأت كامل السدود والحفائر الترابية الموجودة بالمنطقة وعددها زهاء 16 حفيرة وسد تمتد على طول الخط الشرقي لمحافظة الكرك، إضافة إلى بعض السدود غير الرسمية التي تتواجد على مجاري الأودية.
وكان وزير الزراعة خالد حنيفات، التقى مربو ماشية الشهر الماضي لبحث احتياجات قطاعهم، وأكد لهم أن الوزارة معنية بما يخدم قطاعهم، بخاصة في ظل ما رصدته لقطاع الثروة الحيوانية ودعم المزارعين العام الحالي، مشددا على أن الفترة المقبلة، ستشهد توسعا كبيرا في إنشاء الحفائر، عبر خطة حصاد مائي، لخدمة مربي الأغنام، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيوفر كميات من المياه ضمن مناطق تربية المواشي في البادية والمحافظات.
وبحسب مسؤولين ومربي ماشية بالكرك، فان امتلاء تلك السدود إضافة إلى هطول كميات كبيرة من الأمطار سيعجل من نمو المراعي وإنبات الأعلاف الرعوية بالصحراء، ويسهم في توفير كميات كبيرة من الأعلاف التي ترعاها الماشية لفترة طويلة تمتد لنهاية شهر آذار (مارس)، وهو ما يسهم أيضا في تقليل الكلفة على مربي الماشية اضافة إلى توفير المياه لسقاية تلك المواشي.
واعتاد مربو الماشية بالكرك ومناطق البادية في سنوات الهطول المطري الجيد نقل مواشيهم إلى مراعي الصحراء لفترة من الوقت وهو ما يعرف "بالتشريق" لربوع مناطق باير والحسا والأبيض والقطرانة وغيرها من مناطق الصحراء.
وقال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إنه وعلى امتداد الأودية شرقي محافظة الكرك توجد الحفائر والسدود الترابية التي قامت وزارتي الزراعة والمياه وفرق القوات المسلحة بحفرها خلال السنوات الأخيرة، لتجميع مياه الأمطار المتدفقة من الصحراء في مجاري الأودية، ومنعها من الوصول لأودية المحافظة واخيرا إلى البحر الميت وضياع كميات كبيرة من المياه دون استفادة منها.
ويقدر الطراونة، عدد تلك الحفائر بحوالي 25 حفيرة، منها 12 حفيرة رسمية وأخرى 13 حفيرة غير رسمية نتاج أشغال الشركات بالمنطقة، وهي في ازدياد كل عام، لافتا إلى أن تلك الحفائر ساهمت في حجز المياه وعدم ذهابها هدرا كما في المواسم السابقة، مشيرا إلى انه تجري كل عام عمليات تنظيف للحفائر والسدود من كميات الطمي فيها لتتسع الى اكبر كمية من المياه.
وبين الطراونة أن تلك الحفائر امتلأت بالكامل بعد تساقط الأمطار الغزير بالمناطق الصحراوية خلال الأيام الأخيرة، ما يبشر بتوفير مياه كافية لسقي المواشي خلال العام الحالي، إضافة الى توفير النباتات الرعوية التي تحتاجها المواشي خلال الفترة الحالية من الموسم وتوفر كميات مهمة من الأعلاف.
وأشار إلى أن وجود الحفائر الترابية على امتداد خط رعي المواشي والابل يساهم بالتخفيف من أعباء مربي المواشي في عملية نقل المياه لمواشيهم، حيث كانوا يقومون بنقل المياه بواسطة صهاريج لمسافات طويلة من خطوط الانابيب بمناطق القطرانة والأبيض والحسا والسلطاني، ومع وجود الحفائر يصبح الماء متوفرا في مناطق تجمع أصحاب الثروة الحيوانية.
وأكد أن بعض هذه الحفائر تتسع لحوالي 25 ألف متر مكعب من المياه، في حين تتسع بعضها لحوالي 100 ألف متر مكعب، وهي منتشرة على طوال خطوط القرى بمحافظة الكرك من الجهة الشرقية بمواجهة قرى الغوير والسلطاني والأبيض ومحي وادر والقصر والقطرانة والربة والجديدة واللجون وغيرها من بلدات الحد الشرقي.
وقال إن هذه الحفائر انشأت من قبل الأجهزة الرسمية بوزارة الزراعة، ضمن مشروع إدارة المصادر الزراعية في المناطق الشرقية على الحد مع قرى وبلدات المحافظة الشرقية، لكي يتم استخدامها في سقاية المواشي اضافة الى تخزين وتغذية المياه الجوفية.
وبين أن المديرية تعمل وفقا لخطة الحصاد المائي التي أطلقتها الوزارة مؤخرا، والتي تهتم بزيادة أعداد الحفائر لتجميع مياه الأمطار في المناطق الصحراوية، لمنع هدرها في الأودية، وتوفير المياه للمواشي وزيادة مخزون الآبار، لافتا إلى أن المديرية لديها خطة، لرفع أعداد الحفائر الحالية في المناطق الشرقية، وزيادتها بعدد من الحفائر في مناطق سد السلطاني وقصبة الكرك، لزيادة استفادة مربي المواشي منها.
وقال مربي الماشية سلامة الحجايا بلواء القطرانة إن الأمطار الغزيرة وامتلاء السدود الترابية بمختلف مناطق اللواء والمناطق الشرقية، سيسهمان في إنبات مساحات واسعة من الأعلاف الرعوية التي تنبت بالصحراء وتسهم في تقليل كلف تربية المواشي.
وأكد أن الحفائر الترابية توجد في المناطق الشرقية وخصوصا في مناطق رعي الابل والمواشي مما يوفر على المربي كلفة وعناء نقل المياه لمسافات طويلة.
ودعا المواطن خالد الحجايا بالعمل على إنشاء المزيد من الحفائر والسدود الترابية في جميع مناطق الأدوية والمناطق المنخفضة، لحجز كميات أكبر من مياه الأمطار والسيول التي تعبر المنطقة، بدلا ان تذهب هدرا في مجاري الأودية والسيول، لافتا إلى أن توفير المياه يعني بقاء مربي المواشي في مناطقهم وعدم هجرها وهجر مهنتهم إلى مناطق أخرى.