الأمم المتحدة تدين استخدام العبوات محلية الصنع ضد المدنيين في طرابلس

طرابلس - برلين - دانت الأمم المتحدة الاستخدام "البشع" للعبوات المحلية الصنع ضد المدنيين في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد مواجهات دامية منذ أكثر من عام.اضافة اعلان
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إنها "تدين بشدة هذه الأعمال التي لا تخدم أي هدف عسكري وتثير الخوف الشديد بين السكان وتنتهك حقوق المدنيين الأبرياء الذين يجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".
وأعربت البعثة في بيان أول من أمس عن قلقها البالغ حيال تقارير تفيد بمقتل أو إصابة سكان في منطقتي عين زارة وصلاح الدين في طرابلس جراء انفجار عبوات ناسفة محلية الصنع وضعت في منازلهم أو بالقرب منها.
وأضافت "هذا التحول البشع والتدهور في النزاع حدث بينما كانت هذه الأسر تلوذ بمنازلها بحثا عن الأمان والراحة لقضاء عطلة العيد، ما يدل على أن هذا العمل ما هو إلا استهداف متعمد للمدنيين الأبرياء".
وليبيا منقسمة بشكل واسع بين قوات تدعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها من الامم المتحدة والقوات التي يقودها الرجل القوي في شرق ليبيا المشير خليفة حفتر. وتشن قوات حفتر هجوما منذ نيسان (أبريل) 2019 في محاولة للسيطرة على طرابلس، لكنها تعرضت لنكسات في الأسابيع الأخيرة وأجبرت على الانسحاب من مناطق كانت قد سيطرت عليها.
وأدت معركة طرابلس الى سقوط مئات القتلى بينهم عدد كبير من المدنيين، والى نزوح نحو 200 ألف آخرين. واتهمت حكومة الوفاق قوات حفتر بزرع ألغام في البيوت قبل الانسحاب من مواقعها جنوب العاصمة.
وقالت إن اثنين من المدنيين قتلا السبت الماضي خلال عودتهما الى منزلهما في حي صلاح الدين الذي شهد أشرس المواجهات.
إلى ذلك قال الجيش الأميركي إن روسيا أرسلت مقاتلات لدعم المرتزقة في ليبيا بحسب الجيش الأميركي.
إلى ذلك أعلنت القيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) أمس أنّ روسيا أرسلت مؤخرا مقاتلات إلى ليبيا لدعم المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب الرجل القوي في شرق البلاد المشير خليفة حفتر، في تصعيد كبير في النزاع في هذا البلد.
وأوضحت أفريكوم من مقرها العام في شتوتغارت بألمانيا أنّ المقاتلات غادرت روسيا وتوقفت أولا في سورية حيث "أعيد طلاؤها لتمويه أصلها الروسي" قبل وصولها إلى ليبيا.
ولم يحدد الجيش الأميركي موعد وصول الطائرات بالضبط، مكتفيا بالقول إنه حدث "في الآونة الأخيرة".
ويأتي هذا الإعلان غداة تأكيد قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أول من أمس أنه تم إجلاء مئات المرتزقة الروس الذين يقاتلون إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر من مدينة بني وليد الواقعة جنوب شرق العاصمة.
جاء هذا التراجع بعد سلسلة من الانتكاسات في الهجوم الذي يشنه حفتر منذ أكثر من عام في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس (غرب) مقر حكومة الوفاق الوطني.
ونفى الكرملين مرارا تورطه في النزاع.
لكن خبراء الأمم المتحدة أكدوا في تقرير الشهر الماضي وجود مرتزقة تابعين لشركة فاغنر الروسية في ليبيا، وهي مجموعة يقول مراقبون إنها مقربة من الرئيس فلاديمير بوتين. وقال قائد أفريكوم الجنرال ستيفن تاونسند في بيان "لطالما نفت روسيا مدى تورطها في النزاع الليبي المستمر. حسنا، لا يمكنها إنكار ذلك الآن".
وأضاف أنّ "روسيا تحاول بشكل واضح قلب الميزان لصالحها في ليبيا".
وتابع "مثلما رأيتهم يفعلون في سورية، فإنهم يوسعون وجودهم العسكري في إفريقيا باستخدام مجموعات المرتزقة المدعومة من الحكومة مثل فاغنر". ووصف الطائرات الحربية الروسية المنتشرة في ليبيا بأنها "مقاتلات من الجيل الرابع".
وقالت أفريكوم إن تحركات روسيا قد تطيل أمد الصراع وتفاقم "الخسائر البشرية والمعاناة البشرية من الجانبين".
إذا تم تأكيد هذه الأنباء، فإن نشر مقاتلات روسية سيشكل انتهاكا آخر لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة منذ العام 2011. واتفق زعماء العالم في كانون الثاني (يناير) على التمسك بالحظر ووقف التدخل في الصراع الذي امتد إلى الخصوم الإقليميين الرئيسيين.
لكن الأمم المتحدة حذرت مرارا من أن طرفي النزاع الرئيسيين استمرا في تلقي الأسلحة والمقاتلين.-(أ ف ب)