الأوروبيون يعودون إلى ملاعبهم

باستثناء فرنسا التي أعلنت تتويج فريق باريس سان جرمان بلقب "ليغ 1"، قبل أن تنتهي المنافسات رسميا، بعد اتضاح صعوبة العودة إلى النشاطات الرياضية قبل شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، فإن روابط الدوريات الأربع الكبرى الأخرى في أوروبا، تسعى لاستكمال منافسات الدوريات الممتازة في بلادها، خلال شهري أيار (مايو) الحالي وحزيران (يونيو) المقبل، بعد اتخاذ الإجراءات الصحية الوقائية الكفيلة بعدم تعرض أركان اللعبة للاصابة بفيروس كورونا ومنع إنتشاره، وفي ظل رغبة وقرارات حكومية صارمة بإقامة المباريات من دون حضور جماهيري، رغم لما هذا القرار من تأثيرات إقتصادية سلبية.اضافة اعلان
تلك الروابط والأندية التابعة لها سعت وتسعى خلال هذه الأيام التي تسبق استئناف المسابقات، إلى إجراء الفحوصات الطبية للتأكد من خلو اللاعبين والمدربين والإداريين من الإصابة بفيروس "كوفيد 19"، قبل الشروع في التدريبات الجماعية ومن ثم المباريات الرسمية، في سبيل إنهاء موسم كروي سيسجل التاريخ أنه كان استثنائيا ولم يسبق أن مرت به دول العالم.
بيد أن ثمة عمل آخر يرافق التحضيرات لاستئناف الدوريات الأوروبية وغيرها في دول العالم، ويتعلق بمشروع يتوقع أن يوافق عليه اليوم، مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إيفاب" المعني بقوانين اللعبة، والذي تقدم به الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" قبل فترة وجيزة، والقاضي بالسماح للفريق بإجراء خمسة تبديلات بدلا من ثلاثة في المباراة الواحدة، لمساعدة اللاعبين على مواجهة ضغط المباريات، حيث من المتوقع ان تخوض الفرق 3 مباريات في غضون 8 أيام، لتعويض فترة التوقف القسرية التي قاربت مدتها على الشهرين، للانتهاء من البطولات المحلية وافساح المجال أمام الاتحادات القارية ومنها الاتحاد الأوروبي لانهاء بطولاتها هي الأخرى بعد ذلك.
ومما شك فيه أن اللاعبين الذين خضعوا لفترة حجر طويلة ومملة، يحتاجون إلى وقت للتعافي من الآثار السلبية التي خلفها تطبيق شعار "خليك في البيت"، وإن كان هذا الشعار والقرار وضع لحماية أرواح الناس بعد أن حصد الفيروس أرواح ما يزيد على 260 ألفا، وسجّلت أكثر من ثلاثة ملايين و710 آلاف و240 إصابة في 195 دولة ومنطقة حتى صباح يوم أمس.
بالطبع فإن هذا القرار لن يكون ملزما لجميع الاتحادات الأهلية، ويستطيع كل اتحاد تطبيقه على بطولاته في حال رغب بذلك بعد إقراره رسميا من "إيفاب" و"فيفا"، لكنه سيساعد الفرق واللاعبين على حد سواء لتجنب الإرهاق قدر المستطاع، كما أنه سيحرم المدربين من حافز إجراء التغييرات بهدف إضاعة الوقت فقط، لأن معظم الفرق إن لم تكن جميعا ستكون بحاجة إلى كل تلك التبديلات للتغلب على التعب.
من الواضح أن ثمة انفراجة في الحركة الرياضية ستبدأ بعد أيام قليلة، تعود من خلالها الحياة إلى الملاعب، بعد أن وجد العالم نفسه من دون رياضة ومباريات لنحو شهرين في وضع ممل وغير مسبوق.