"الأونروا" .. المشكلة المالية المستعصية

في كل عام، تتفاقم مشكلة العجز المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).. وفي كل عام تهدد إدارة "الاونروا" بتقليص الخدمات التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وغزة، ما يؤدي إلى حرمان ملايين اللاجئين الفلسطينيين من خدمات ضرورية لحياتهم.اضافة اعلان
هذا العام، يقدر عجز موازنة "الأونروا" بـ 77 مليون دولار، وسط ضعف الدعم الدولي لهذه الوكالة التي أسستها الامم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وصارت عنوانا للقضية الفلسطينية.
هناك دول فاعلة عالميا، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تسعى لانهاء وتصفية القضية الفلسطينية، لتحقيق الهدف الاسرائيلي، وتقوم من أجل ذلك، بخطوات منها؛ تقليص الدعم المقدم لوكالة الغوث تدريجيا، تمهيدا لتخفيض الخدمات التي تقدمها "الاونروا" للاجئين الفلسطينيين، لتحقيق هدف تصفية وإنهاء هذه الوكالة ودورها، وبالتالي، من وجهة نظر هذه الدولة، القضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم إلى وطنهم فلسطين الذين شُردوا منه بالقوة.
لهذا نجد في كل عام أن هناك تراجعا بمستوى خدمات هذه الوكالة التي قامت على مدار 69 عاما بتقديم خدمات جليلة ومهمة وضرورية للاجئين الفلسطينيين في البلدان والأماكن التي تشردوا منها.
هذا التراجع ممنهج، ويضغط على إدارة "الأونروا"، والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، وعلى الشعب الفلسطيني.. فهذا التراجع ليس بسبب ظروف آنية، يمكن أن تزول بعد جهود لمعالجتها، وانما نتيجة وضع تسعى دول كبرى لتفاقمه حتى تصفية القضية الفلسطينية وجوهرها حق عودة اللاجئين إلى وطنهم.
إن وجود "الأونروا" يعني، أن المجتمع الدولي، يعترف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى بلدهم فلسطين، أما تصفية هذه المنظمة الدولية، فيعني إنهاء هذا الاعتراف والإقرار الدولي بحق اللاجئين بالعودة إلى بلدهم. ويعني أيضا خطوة نحو تصفية القضية الفلسطينية.
لذلك، فان الضغط المستمر، والعمل الدؤوب من الدول المستضيفة للاجئين، ومن اللاجئين أنفسهم ومن السلطة الفلسطينية ومن كافة الجهات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي لوقف استهداف هذه المنظمة الدولية ضرورة لايمكن تجاهلها، فالحفاظ على المنظمة الأممية هدف لا يمكن التنازل عنه.
إن أي تراجع على هذا الصعيد، يتيح للاحتلال الإسرائيلي والدول الذي تدعمه على تحقيق اهدافها بتصفية المنظمة الدولية التي لابد أن تستمر، فباستمرارها تظل قضية الفلسطينيين على رأس أولويات المجتمع الدولي.