"الأونروا" وبداية "التصفية"

من الطبيعي جدا، أن يربط الفلسطينيون بين محاولات التضييق على منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية. فالمنظمة الأممية تأسست بحسب اسمها لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي معنية بتقديم الخدمات لهم في بلاد الشتات، وعندما تتوقف عن ذلك، فهي مقدمة، لتصفية قضيتهم، وحقهم بالعودة لوطنهم المسلوب.اضافة اعلان
اليوم، المنظمة الأممية تعاني من عجز مالي غير مسبوق، بعد أن قررت الإدارة الأميركية تجميد 65 مليون دولار من مساعداتها للمنظمة للضغط على الفلسطينيين لإجراء مفاوضات سلام مع كيان الاحتلال.
طبعا، ليست القضية مرتبطة بالمفاوضات فقط، فالإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، تسعى فعلا لتصفية "الأونروا"، وهي بدأت بتخفيض مساعداتها بذريعة إجبار الفلسطينيين على المفاوضات مع الاحتلال، ولكن المفاوضات التي تحاول الإدارة الأميركية فرضها، هي مفاوضات لتصفية القضية الفلسطينية من خلال إجبارهم على الموافقة على ما يسمى "صفقة القرن".
إن تصفية "الأونروا" خطوة خطيرة في اتجاه تصفية القضية الفلسطينية، وهناك خطوات اتخذتها الإدارة الأميركية منها؛ نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، والاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال، والاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية وغيرها.
أمس، توقف العاملون في "الأونروا" عن العمل لمدة ساعة، احتجاجا على تخفيض المنظمة الأممية خدماتها للاجئين الفلسطينيين والانتقاص من حقوقهم.
ومن المتوقع أن تتصاعد الاحتجاجات والإجراءات التصعيدية من العاملين واللاجئين الفلسطينيين بعد أن حذرت المنظمة الأممية المجتمع الدولي من توقف خدماتها في شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، بسبب قلة مواردها المالية.
هذا الواقع خطير، ويؤشر على أن الجهات المعادية للشعب الفلسطيني وحقه بوطنه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس، وحق اللاجئين منه بالعودة لوطنهم، تواصل مخططاتها التصفوية للقضية الفلسطينية، وأن الخطوات لإجهاض هذه المؤامرة التصفوية ليست فعالة لدرجة يمكن إحباطها.
يبدو أننا أمام مرحلة خطيرة جدا بحياة القضية الفلسطينية، وأن الأمور تتجه للمزيد من التصعيد والمواجهة.
ولذلك، من الضروري أن يقف الجميع أمام مسؤولياتهم.. إن محاولات تصفية القضية المركزية للعرب، القضية الفلسطينية، ستؤثر سلبا على الجميع ليس فقط الشعب الفلسطيني، والأردن، بل ستمتد آثارها السلبية لتصيب الجميع.
إن من يعتقد أنه بمنأى عن الآثار السلبية واهم، وستصله وسيتأثر بها، لاسيما أن كيان الاحتلال وحليفته الرئيسية الولايات المتحدة، لا ينظران إلا لمصالحهما، ولا يحرصان على هذه المصالح التي تتناقض مع مصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والدول العربية.