الإدارات الواعية تحترم قراراتها وتقدر دور الصحافة التي يحركها ضميرها

الانشغال بالتبرير يعمي العيون عن الأخطاء
 

عاطف البزور

اربد- لم نكن نحسب ان مناداتنا بإصلاح وتصويب ما افسده الدهر في صفوف عدد من الفرق الكروية المحلية، سيثير حفيظة البعض من الذين لا يريدون ان يعترفوا بالواقع والحقيقة، ويريدون من الاعلام ان لا يبحث ويتقصى ويكتشف العيوب، بل يريدون منا كإعلاميين ان ننتظر تصريحاتهم حتى "يمنّوا" علينا بأخبارهم وكأن الاعلام هو بمثابة علاقات عامة لديهم وأن نقرَّ فقط بأن كل ما يصرحون به هو الصواب بعينه وأن الزمن وحده كفيل بإصلاح الأخطاء "إن وجدت" على حد تعبيرهم.

اضافة اعلان

وليت الامر وقف عند هذا الحد بل ان البعض بدأ يستهجن ما تقوم به "الغد" من تقصي الحقائق ونشر الأخبار والآراء بموضوعية ناسين او متناسين ان "الغد" فتحت صفحاتها على مصراعيها لهم ولفرقهم احتفاء بإنجاز او بفوز جاء بعد طول انحباس.

 ونحن اذا كنا قد كتبنا عن حال فريق ما ووصفنا الداء وعرضنا الآراء وطالبنا الإدارات بإيجاد الدواء، فهذا لا يعني بحال من الاحوال بأننا ضد الإدارة او النادي التي نكنّ لها وله كل الاحترام والتقدير.

هناك بعض الاشخاص لا يريدون ان يتحدث احد عن العيوب لديهم, انهم فقط يريدون ان "يمسحوا" تعب ايامهم غير المجدية بتصرفات هي ابعد ما تكون عن العقل، وفي رأينا ان من يملك القوة والمبادرة على ازالة الأخطاء واثبات عكس ما اوردناه فإنه لا يعتب على اداه جهة اعلامية اجتهدت بعد ان احزنها ما يحدث لبعض الفرق المحلية، بعد ان كانوا قبل ذلك يشيدون بأداء وموضوعية وتميز الجهة الإعلامية نفسها.

ونحن على قناعة بأن كل ما اوردناه حول اوضاع هذه الفرق هو عين الصواب ويبقى على الآخرين اثبات العكس.

الانتقال بالتبرير يعمي العيون عن الأخطاء

بكل اسف نجد ان بعض المسؤولين قد تفرغوا لتبرير الاخطاء والاخفاقات سواء كان التبرير منطقيا او غير منطقي ربما لدرء الخطر عنهم، لدرجة اننا رصدنا في الفترة الاخيرة العديد صور الارتجال في الكثير من القرارات والمواقف التي كانت تتبدل وتتغير بين يوم وليلة وفقاً لأهواء البعض الذين كانت تضغى حساباتهم الشخصية على الجانب الفني والاداري فأسقطوا هذه القرارات واستبدلوها كيفما شاؤوا.

ان اي ادارة تتفرغ لمهمة التبرير فقد حكمت على نفسها بالفشل.. فليس مطلوباً منها على الاطلاق المكابرة والعناد من اجل الاستمرار فقط، بل ان الادارة الواعية هي التي تفتح جميع ابوابها ونوافذها ايضاً للاستماع لكل الآراء المخالف لها قبل المؤيد من اجل اتساع الطريق امامها، ان الادارة التي تفعل ذلك هي ادارة واثقة من نفسها نجحت في توسع الحوار من حولها ومن اجلها ايضاً... لا ان يغلق بعض المسؤولين فيها الابواب على انفسهم ويهربوا من المواجهة.

الحقيقة...!

والحقيقة ان حال بعض انديتنا لن "ينصلح" ولن تقوم له قائمة في ظل نظام انتخابات يفرز في الغالب اشخاصاً غير مؤهلين للقيادة والادارة والتخطيط والمتابعة، وان الحال في شارع الرياضة سيستقيم عندما يكون لدينا ادارات واعية تقدر وتحترم الصحافة الرياضة التي يحركها ضميرها ومصلحة البلد، وليس التحيز والتعصب والمصالح الصغيرة.

عموماً من الممكن ان نتدارك الاخطاء بتغيير بعض المفاهيم السائدة, اما في حالة التجمد الفكري فلا بد ان يشمل التغير من لا يؤمنون بتغير هذه المفاهيم.