الاتحاد الأوروبي وروسيا يتحركان لتخفيف التوتر بينهما بشأن أوكرانيا

كييف- سعى دبلوماسيون غربيون الثلاثاء الى منع حدوث انهيار اقتصادي في اوكرانيا في الوقت الذي تعهدت روسيا عدم التدخل في هذا البلد الذي يعاني من الفوضى بعد الاطاحة بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.اضافة اعلان
وفي اطار مساعي التهدئة، اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ الثلاثاء انه يجب الا ينظر الى اوكرانيا على انها ساحة حرب بين الشرق والغرب.
وقال كيري عقب لقائه هيغ في مبنى وزارة الخارجية الاميركية بواشنطن "هذه ليست منافسة، وليست مواجهة بين الغرب والشرق"، مؤكدا ان "هذا الامر يتعلق بشعب اوكرانيا وخياره للمستقبل".
من ناحيته، اكد هيغ ان اوكرانيا "بلد يحتاج الى مساعدة مالية من العديد من المصادر بما فيها روسيا. فالامر لا يتعلق بالابتعاد عن روسيا، بل بتمكين (الاوكرانيين) من تحقيق خياراتهم".
ومن المقرر ان يصل مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الى العاصمة الاوكرانية الثلاثاء. وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون التقت في كييف الرئيس الموقت الموالي للغرب اولكسندر تورتشينوف وعددا من اعضاء البرلمان الذي دعا الثلاثاء الى محاكمة يانوكوفيتش امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وتعتبر زيارة اشتون جزءا من المحادثات الحثيثة التي تجري وراء ابواب مغلقة بين دبلوماسيين اوروبيين وروس واميركيين حول اوكرانيا التي طلبت مساعدة قدرها 35 مليار دولار (25 مليار يورو) لتجنب افلاس البلد الذي قال الرئيس الموقت انه يواجه خطر الانقسام.
وصرحت اشتون للصحافيين في كييف "نقدم الدعم وليس التدخل في مستقبل" اوكرانيا، وسط مخاوف من سعي القسم الشرقي الموالي لروسيا الى الانفصال بعد ان تولت ادارة موالية للغرب السلطة عقب اشهر من الاحتجاجات.
كما اكدت "اهمية العلاقات القوية بين اوكرانيا وروسيا واهمية الحفاظ على تلك العلاقات".
وردت روسيا بغضب في البداية على التغيرات السياسية المتسارعة في اوكرانيا والتي عجلت فيها الاشتباكات الدامية في كييف الاسبوع الماضي والتي قتل فيها نحو 100 شخص، متهمة القيادة الجديدة بشن "عصيان مسلح".
الا ان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سعى الثلاثاء الى تخفيف حدة الخطاب الروسي وقال انه يجب عدم اجبار اوكرانيا على الاختيار ما بين روسيا والغرب.
وقال لافروف عقب محادثات مع وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن "لقد اكدنا موقفنا المبدئي بعدم التدخل في شؤون اوكرانيا الداخلية".
واضاف "يهمنا ان تكون اوكرانيا جزءا من العائلة الاوروبية بكل معنى الكلمة .. من الخطير اجبار اوكرانيا على الاختيار".
وجاءت اشتباكات الاسبوع الماضي لتتوج اكثر من ثلاثة اشهر من الاحتجاجات المستمرة ضد حكم يانوكوفيتش بسبب رفضه في تشرين الثاني/نوفمبر توقيع اتفاق تاريخي مع الاتحاد الاوروبي لحساب علاقاته الوثيقة مع روسيا.
ومن بين الشخصيات التي برزت خلال الاحتجاجات بطل الملاكمة السابق واحد قادة المعارضة الاوكرانية فيتالي كليتشكو.
والثلاثاء اعلن كليتشكو انه سيكون مرشحا للانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 ايار/مايو، بعد وقت قصير من اعلان المفوضية الانتخابية رسميا بدء الحملة الانتخابية.
وامام المرشحين حتى 30 اذار/مارس لتسجيل اسمائهم، وحتى الان لم يعلن سوى محافظ خاركيف (شرق) الموالي لروسيا ترشحه.
ورغم ان البرلمان الاوكراني الذي تسيطر عليه المعارضة اجل الثلاثاء تشكيل الحكومة حتى الخميس، الا انه صوت لصالح تقديم طلب للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة يانوكوفيتش بتهمة "القتل الجماعي" للمتظاهرين.
الا ان يانوكوفيتش متوار منذ محاولته المفترضة الهروب من البلاد السبت من طريق مدينة دونيتسك الشرقية.
وستواجه الحكومة الجديدة مهمة صعبة تتمثل في الحفاظ على الاستقرار المالي ووحدة اراضي اوكرانيا قبل انتخابات ايار/مايو وسط مخاوف من توجهات انفصالية في مناطق تتحدث الروسية في شرق وجنوب البلاد.
وتمركزت مدرعتان الثلاثاء في مدينة سيباستوبول الموالية لروسيا في جنوب اوكرانيا، حيث تظاهر نحو 500 شخص مطالبين بتعيين مواطن روسي عمدة للمدينة.
وفي سيمفيروبول كبرى مدن شبه جزيرة القرم تظاهر نحو 500 شخص من الموالين لروسيا الثلاثاء امام البرلمان المحلي مطالبين بمزيد من الحكم الذاتي.
والاثنين، انتقدت الخارجية الروسية القيادة الاوكرانية الجديدة بشدة وقالت انها "بدأت على طريق قمع من لا يتفقون معها في مختلف مناطق اوكرانيا باستخدام طرق ديكتاتورية واحيانا ارهابية".
كما اعرب اخرون في دول غربية عن مخاوف من انقسام اوكرانيا الى معسكرين احدهما موال لروسيا والاخر موال للاتحاد الاوروبي. وقال الاثنين وزير خارجية اليونان ايفانجلوس فنيزيلوس الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي "يجب ان نتجنب وقوع حرب اهلية، وانهيار مالي واقتصادي في البلاد، وعلينا ان ننظم مؤتمرا دوليا لتجنب افلاس اوكرانيا".
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "على الجميع القيام بمحاولة لمساعدة اوكرانيا على الخروج من ازمتها" وطلب "الا توضع روسيا في كفة والاتحاد الاوروبي في كفة أخرى".
ويثير استياء روسيا من التغيرات في اوكرانيا مخاوف من ان لا تفي بوعدها بمنح جارتها مساعدات بقيمة 35 مليار دولار تقريبا اعلنتها في كانون الاول/ديسمبر.
وصرح وزير المالية الاوكراني الموقت يوري كولوبوف ان "حجم المساعدة المقررة لاوكرانيا قد يصل الى 35 مليار دولار" بنهاية العام المقبل، داعيا الى عقد مؤتمر دولي للمانحين.
ولم تعرض اشتون من ناحيتها اي التزامات ملموسة بتقديم مساعدات اقتصادية لاوكرانيا الثلاثاء واكتفت بالقول ان صندوق النقد الدولي "حريص جدا" على عقد لقاء مع الحكومة المستقبلية.-(ا ف ب)