الاسبان منقسمون حول أهمية المنتخب القومي

 

مدريد - إسبانيا دولة مولعة بكرة القدم أو كما يطلق عليها الاسبان ملكة الرياضات.. وهناك أربع صحف يومية من الصحف الاكثر توزيعا مخصصة لكرة القدم فقط كما تسيطر أخبار كرة القدم على البرامج التلفزيونية اضافة الى أنها من الاحاديث الاساسية في بلباو وحتى برشلونة.

اضافة اعلان

ولكن رغم كل هذا الولع باللعبة الا أن المنتخب الاسباني لم يتمكن من استلهام نفس المشاعر والانتماء والمتعة مثلما يحدث في دول أخرى، وفي انجلترا والبرازيل والارجنتين تتوقف الحياة تماما خلال نهائيات كأس العالم في حين أنها تستمر بشكل طبيعي تقريبا في اسبانيا، ويهتم المشجعون أكثر بمباراة بين المنافسين اللدودين ريال مدريد وبرشلونة عن اهتمامهم بالمنتخب.

ولكن ما هو السبب وراء عدم اقبال الاسبان على مباريات منتخبهم الوطني.. يرجع ذلك جزئيا الى الانقسامات الاقليمية القوية داخل البلاد فكثير من السكان يعتبرون أنفسهم من الباسك أو من كاتالونيا أو غاليثيا بدلا من كونهم اسبانا وكل من هذه الاقاليم لها فريقها الذي يمثلها ويلعب مباراة ودية دولية واحدة على الاقل كل عام.

وعندما يلعب الفريق الكاتالوني يكون ستاده نو كامب ممتلئا عن اخره وكذلك عندما يلعب فريق الباسك في سان ماميس، ويصعب تخيل أي دولة أخرى يمكن أن ينشب فيها خلاف حول ما اذا كان يمكن للاعب أن ينضم للمنتخب الوطني بسبب ارائه السياسية ولكن هذا هو الحال مع مدافع برشلونة اوليغير الذي اعترف بأنه كاتالوني، وقال دييغو توريس مراسل الرياضة بصحيفة "الباييس" الاسبانية: عدم وجود اجماع حول طبيعة البلاد يعني عدم وجود اجماع حول المنتخب الوطني، لا يشعر اللاعبون الاسبان بالفخر عندما يلعبون مع المنتخب الوطني الاسباني مثلما يحدث مع اللاعبين في المنتخبات الاخرى وهذا النوع من الفخر عنصر أساسي لكي يحقق أي منتخب النجاح.

وترتبط هذه الانقسامات الاقليمية بشكل كبير بالاولوية التي تمنح للنادي على حساب المنتخب في اسبانيا، وقال توريس ان أندية كرة القدم في اسبانيا لها بعد سياسي ايضا مضيفا: على سبيل المثال برشلونة أكثر من مجرد فريق فهو يمثل الهوية الكاتالونية، وهذا يمنع أحيانا اللاعبين من التوحد تماما مع المنتخب، في دول أخرى ينتمي اللاعبون لاندية ولكن ليس لاقاليم كما هو الحال هنا، من الصعب للغاية مواجهة هذا الامر.

والاهتمام الكبير لوسائل الاعلام بفريقي برشلونة وريال مدريد أكبر فريقين في البلاد يعني أنه كلما عقد المنتخب الاسباني مؤتمرا صحافيا تتركز كل التساؤلات على الناديين وليس على لقاءات المنتخب، وعندما تتزامن مباراة للمنتخب الاسباني في نفس الاسبوع مع مباراة برشلونة وريال مدريد تحدث فوضى اذ أنها تعطل الاعداد للمباراة التقليدية في اسبانيا بين الفريقين.

ونادرا ما يتصدر خبر اعلان تشكيل المنتخب الاسباني الصفحة الاولى في الصحف الرياضية حتى أثناء كأس العالم وكثيرا ما تمنح الاولوية لاخبار شراء أندية للاعبين جدد.

ولكن الانقسامات الاقليمية ليست المبرر الوحيد، ففشل المنتخب الاسباني هو ثاني عنصر مهم يحول دون جذب المنتخب الوطني الاسباني لانظار المشجعين في شتى انحاء البلاد، وفوز اسبانيا ببطولة الامم الاوروبية عام 1964 وحصولها على المركز الثاني في نفس البطولة بعد ذلك بعشرين عاما هما أفضل نتيجتين حققهما المنتخب الاسباني الذي لم يتجاوز دور الثمانية في نهائيات كأس العالم منذ عام 1950.

ويتحدث المشجعون والمعلقون عن نحس دور الثمانية وكثيرا ما أشاروا لنظرية المؤامرة في محاولة لتفسير سبب فشل احدى قوى كرة القدم الاوروبية في ترك بصمتها على الساحة الدولية، والفوز بكأس العالم سيحطم كل هذه القيود بشكل مؤكد تقريبا، وقال توريس: النجاح سيكون عنصرا تحفيزيا للنجاح، اذا حققت اسبانيا انجازا كبيرا فسيؤثر ذلك على الناس وسيساعد على تشكيل هوية للمنتخب الوطني وسيؤثر على الاندية كما هو الحال في فرنسا أو ايطاليا.