
خالد العميري
عمان – انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة “الإستفتاء الرياضي” التي طرحتها العديد من المواقع الإلكترونية عبر حساباتها على منصات التواصل الإجتماعي، لإختيار اللاعب أو المدرب او الفريق الأفضل، وربما يكون قد تم “التصويت” على أساس العاطفة أو الميول النادوي أو أسس علمية واضحة، وعلى جميع الأحوال لا يمكننا سوى احترام النتيجة النهائية لتلك الإختيارات الجماهيرية.
هذه الأسئلة التفاعلية التي من شأنها تحريك المياه الراكدة مع الجمهور، جاءت بسبب حالة الحظر المفروضة في كافة دول العالم بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، وأثارت الجدل في المجتمع الرياضي، حيث إذا لم يأت الاختيار وفق رغبة القارئ وقناعته، يتذمر ويشكك في مصداقية التصويت، لكن الأرقام لا عاطفة فيها، وتمنح اللاعب الأكثر تصويتا الحق المشروع بالفوز.
لكن.. ظهرت عديد العيوب في اختيارات البعض لقائمة المرشحين في التصويت، فلا توجد أسس علمية مدروسة في الإختيار، لنجد أسماء لا تمتلك انجازات تذكر أو تاريخا حافلا باللعبة، وهنا يتعرض “الاستفتاء” لسهام النقد، ويتسلل معه الشك إلى القارئ، حول طبيعة كون الاستفتاء جماهيريا أم موجها لفئات معينة.
اللافت في الأمر، أن العديد من الأسماء التي لها صولات وجولات في اللعبة المستهدفة وبعضها تمكن من اختراق قائمة الأساطير “hall of fame”، سقطت من قائمة الإختيارات، ليفقد الإستفتاء ثقة شريحة كبيرة من القراء، لأن أسس الإختيار يجب أن تكون واضحة، مثلا (عدد مشاركاته وألقابه والمراكز التي احتلها وانجازاته المحلية والدولية)، وهنا يكون التصويت أكثر مصداقية عند توافر شروط الترشيح.
بالنهاية.. يجب أن نفرق بين التصويت الموجه لإعتبارات شخصية، وبين آخر مهني وضعت أسمائه بعناية ودقة متناهية دون محاباة، حتى يكون معيار الإختيار هو (الإنجاز)، لأن “الشمس لا تغطى بالغربال”.