الاستقلال الأردني

تتباهى مختلف شعوب العالم بمناسباتها الوطنية وعلى رأسها ذكرى الاستقلال من سيطرة الدول المستعمرة، والذي استعادت فيه الشعوب حرياتها واستقلال قراراتها وإدارة شؤون شعوبها ومصالحها الوطنية، وانطلقت في برامج وسياسات مستقلة على رأسها بناء الاوطان وبناء الانسان.اضافة اعلان
إن أعياد الاستقلال مناسبات محصورة بالدول التي وقعت تحت الاستعمار ووصاية الدول والقوى المسيطرة في مراحل معينة من التاريخ الإنساني على شؤون المجتمع الدولي، خاصة تلك الدول العظمى التي كانت تحقق انتصارات في الحروب العالمية مثل الحربين العالميتين الأولى والثانية.
أما الدول التي لم تخضع لاستعمار الدول الكبرى والمتنفذة في العالم، فإنه لايوجد لديها مناسبات لأعياد الاستقلال، وانما هناك مفاهيم ومسميات وطنية اخرى مثل اليوم الوطني أو غير ذالك من الايام ذات الرمزية التي ارتبطت بمناسبات وطنية وشعبية كبرى.
في المملكة الأردنية الهاشمية يأتي عيد الاستقلال الذي يعتبر رمزا وطنيا تعتز به قيادة وشعب الأردن كل عام، لأن الاستقلال الأردني سنة 1946 كان نقطة البداية للمملكة على طريق تأسيس وبنا الدولة الأردنية، وعلى مبادئ الحرية والقومية واحترام حقوق الانسان التي رسختها واكدتها مبادئ النهضة والثورة العربية الكبرى.
كان ملك الاستقلال الأردني المغفور له الملك المؤسس عبدالله الاول أحد قادة الثورة الكبرى هو الذي أرسى مبادئ الثورة في الوجدان الأردني، واصبحت تلك المبادئ الهوية القومية للشعب الأردني.
ثم خلفه نجله الملك طلال في المملكة الثانية، الذي عزز الاستقلال بالدستور الأردني المعاصر لمرحلة الاستقلال، وكان من افضل الدساتير المعاصرة، ورسخ مبادئ دستورية لدولة القانون والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وعلى رأس تلك المبادئ أن الحكم في المملكة الأردنية الهاشمية نيابي ملكي وراثي في سلالة عبدالله بن الحسين بن علي.
وفي المملكة الثالثة حكم المغفور له الحسين بن طلال قرابة نصف قرن، بنى فيها الأردن دولة مواكبة لتطورات العصر في التعليم والصحة والخدمات وشؤون الشباب والجيش ومؤسسات الأمن التي تعمل وفق القانون وتحت سيادة القانون، وحدد اهدافها بأنها لخدمة الوطن والشعب الأردني والاستقرار والسلام في الداخل والخارج . وأخرج الحسين الأردن من العواصف السياسية والعسكرية التي عصفت بمعظم دول وشعوب المنطقة، وعزز الاستقلال بتعريب الجيش وانهاء المعاهدة مع بريطانيا، وحقق نصرا باهرا في معركة الكرامة التي أعادت للأردن والأمة العربية كرامتها، وصدت العدوان الاسرائيلي الغاشم على الأردن، ثم صنع السلام الذى حجم الاطماع الصهيونية تجاه الدولة الأردنية وكيانها.
وفي المملكة الأردنية الهاشمية الرابعة، يقود الملك عبدالله الثاني الأردن نحو الحداثة والمعاصرة ليكون الأردن وشعبه في طليعة الدول والشعوب المواكبة لتطورات العصر التكنولوجي، والثورة الصناعية الثالثة والرابعة، ونحو تطوير التعليم والخدمات بما يرتقي إلى افضل النماذج الدولية المعاصرة في دولة أردنية مدنية حديثة، فيها اعلى درجات المواطنة والانتماء للوطن والأمة ، وقد قدم الملك عبدالله رؤيته للشعب الأردني من خلال اوراقه النقاشية ومواقفه السياسية المشرفة من القضايا والتحديات الوطنية الأردنية والقومية العربية وعلى رأسها قضية القدس ووصايته على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، والوقوف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمه على مختلف المستويات وفي كل المحافل الدولية لإقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف، (الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين) من اقوال ومبادئ الملك عبدالله الثاني، هنيئا للأردن استقلاله المجيد.