الاعسم: نهاية التاريخ محض افتراء وصراع الحضارات كلام زائف لا وجود له

الاعسم: نهاية التاريخ محض افتراء وصراع الحضارات كلام زائف لا وجود له
الاعسم: نهاية التاريخ محض افتراء وصراع الحضارات كلام زائف لا وجود له

اكاديمي عراقي يعاين الائتلاف والاختلاف في الخطاب العربي المعاصر

 

زياد العناني

اضافة اعلان

عمان - قال استاذ الفلسفة في جامعة عدن د. عبد الامير الاعسم أن راهنية الفكر العربي ولطغيان مؤثرات العولمة على العالم بما فيه اقطار الوطن العربي خصوصا منطقة الشرق الاوسط لا تسمح لأي باحث مهما كان مقتدرا ان يفرز بين الحق والباطل في ما آلت اليه نهاية القرن العشرين مع مطلع القرن الواحد والعشرين.

ولفت الأعسم في محاضرته "ملاحظات حول راهنية الفكر بين الائتلاف والاختلاف في الخطاب العربي المعاصر", التي نظمتها الجمعية الفلسفية الاردنية في رابطة الكتاب مساء اول من امس وادارها د. محمد الشياب بأن مداخلته هذه تبحث في واحدة من اهم اشكاليات الفكر العربي الراهن وهي اشكالية النقد الجذري الراديكالي وازمة الصحيح والمخول في الفلسفة العربية المعاصرة، مبينا أن الفكر العربي المعاصر منذ مطلع القرن الماضي وحتى مطلع القرن الحالي مر بأنواع من المخاض العسير لتوليد مدارس فكرية مستقلة لكنها لم تنجح لاسباب عديدة على رأسها تجزئة البلاد العربية وخضوعها للاستعمار البريطانية والفرنسي والايطالي والاسباني.

 وبين المحاضر أن التجزئة السياسية أدت إلى انحطاط الفكر العربي الى مستويات مختلفة تتشابك فيها علاقات البنية التكوينية حتى اصبح لكل قطر عربي تربية وثقافة في تواصله مع الذات القومية، مشيرا الى ان الاخر الغربي المستعمر خلق في مناخات المساحة القومية اجواء من الاختلاف والائتلاف حتى صار من العسير معرفة مستقبل الفكر العربي في هذا القرن والفكر القومي منه بوجه خاص بعد سقوط فكرة الدولة القومية من برامج المفكرين والمثقفين بلا تردد عندما دخل المشرق العربي ووسطه ومغربه في صراعات لا حدود لها.

واعتبر الاعسم ان الفكر العربي الراهن لا يدل عندنا على انه يسير الى الاتفاق بعد هيمنة العولمة مؤخرا وبعد ظهور نظرية الاستبداد السياسي بعد العام 1991 وبعد ظهور القوة الامبراطورية الرأسمالية الجديدة.

وتطرق الاعسم الى ما شاع من نظريات حول "نهاية التاريخ"، مبينا ان هذا القول محض افتراء على البشرية التي تعرف ان التاريخ مستمر في الحركة لا ينقطع ولا يقف، فالسكون التاريخي مرفوض عند كل الفلاسفة، لافتا الى اننا لا نلاحظ في التاريخ ظهور قوة امبراطورية عظمى اوقفت حركة التاريخ.

 أما مقولة "صراع الحضارات" فاعتبرها الأعسم مجرد كلام زائف لا معنى له غير تسويق الاعلام والدعاية لقوة عظمى تصاعد عندها الغرور الى الدرجة التي توهم بوجود الصراع بين الحضارات.

كما تطرق الاعسم الى نزعات الاختلاف مؤكدا على عدم إطلاق صفة العرضيةعلى هذه الاختلافات، بل هي تناقضات وانحرافات وخروج عن المألوف الطبيعي للاحداث، مشيرا الى اننا قد وجدنا نزعات الاختلاف في الفكر العربي تقع في الاصول والفروع والجغرافية والتقاليد والسلوك الاجتماعي والتكوين الذاتي والبنية الموضوعية.

وتوقف الاعسم عند الاختلاف في الاصول مؤكدا بان هذا الاختلاف لم ينشأ من اصول واحدة قبل الاسلام، موضحا ان الاصل دائما يقال ما هو منبع للفكر اما الاختلاف في الفروع فقد ترتب على صياغة الفكر العربي في التطور والنمو منذ هجرات العرب من الجزيرة العربية الى اصقاع الارض التي كانت مسرحا للفكر والسياسة والديانة والحياة.

كما توقف الاعسم عند الاختلاف الطبيعي والائتلاف التاريخي وكذلك الى الائتلاف اللغوي وصولا الى جملة الاستخلاصات التي توصل اليها في نقد الاختلاف والائتلاف، لافتا الى انه ومن الناحية العقلية فإن الاختلاف يدفع في ايجاد الفرص للائتلاف والعكس صحيح ايضا، لذلك ما نحتاجه الان هو ان نعيد النظر في الخطاب العربي من بدايات عصر النهضة العربية الحديثة في التاسع عشر الى النهضة العربية المعاصرة في القرن العشرين.

وأكد ان الاستقلال الفلسفي هو الذي يفتح باب الائتلاف ويسد عنا باب الاختلاف، لافتا الى انه ومنذ عشرين عاما تحدث ناصيف نصار عن هذا ولم يستفد منه المفكرون العرب, كما يجب حيث بقي هذا الفيلسوف مستشرفا للمستقبل اكثر من زملائه الذين وقعوا في شرك التمسك بالموروث او الوافد على نحو مفضوح في قلب حقائق الاشياء الى اضدادها كما فعل حسن حنفي ومحمد عابد الجابري.