مستشفى الجامعة.. مرضى يفقدون الأمل بالوصول للطبيب- فيديو

ej8aprhi
ej8aprhi

منى ابو حمور

عمان- منذ ساعات الفجر الأولى يبدأ مراجعو مستشفى الجامعة الأردنية بالتهافت على العيادات أملا في حجز موعد قريب إلا أنهم يصطدمون باكتظاظ غير متوقع يصيبهم بخيبة أمل حد التساؤل "هل سيصلنا دور اليوم أم لا"؟
طول أمد المواعيد الطبية وزيادة عدد المراجعين في العيادات تقف عائقا أمام حصول مراجعي مستشفى الجامعة على خدمات طبية وعلاجية ضمن الحد المعقول، وفق ما أكده العديد من المراجعين الذين يقضون معظم ساعات النهار بانتظار رؤية الطبيب.
خولة المحتسب، إحدى المراجعات، تفرغ نفسها يوما كاملا عندما يكون لديها موعد طبي في المستشفى، وبالرغم من خروجها منذ ساعات الصباح الباكر إلا أنها لا تعود قبل أربع ساعات في أفضل الحالات، وتوافقها في الرأي الستينية خديجة مفلح المتواجدة في قاعة الانتظار منذ التاسعة صباحا.
هذا الاكتظاط، مقارنة بعدد الأطباء والمساحة المخصصة للعيادات "يتسبب في العديد من المشاكل" وفق رئيس قسم المواعيد في عيادات المستشفى محمد عبابنة، ويقف وراء إعطاء المرضى مواعيد بعيدة تمتد لشهر على أقل تقدير.
والمشكلة أن "العديد من المراجعين يبدأون بالتهافت إلى العيادات منذ ساعات الصباح الباكر، وهو ما يتطلب تواجد موظفين من الساعة 6.30 صباحا لتسجيل الدور قبل الثامنة"، بحسب العبابنة.
ويشير إلى أنه وبالرغم من وجود عدد أطباء اختصاص كاف في العيادات، إلا أنه لا يمكن تفريغهم للدوام في العيادات طيلة الأسبوع"، مشيرا إلى أن المواعيد لا تقتصر على المراجعين فحسب، وإنما تشمل أيضا مرضى الطوارئ والمستشفيات، وهو ما يرفع عدد المراجعين للطبيب الواحد إلى أكثر من 90 مريضا في اليوم".
ولفت أيضا إلى أن "خروج بعض الأطباء أو استقالاتهم أثر بشكل كبير على العيادات والقدرة الاستيعابية للمرضى، وهو سبب آخر بطول أمد المواعيد"، موضحا أن طبيب الاختصاص يستقبل خلال دوامه اليومي 47 % من المرضى بمواعيد مسبقة، والباقي يأتون العيادة دون موعد، وبالرغم من ذلك يتم استقباله ومعالجته.
ويظل "الشعور بعدم العدالة وسيادة المحسوبية والواسطة هو ما يحزن الكثيرين من المرضى الذين يؤكدون تقديم مواعيد بعيدة لبعض المرضى لوجود معارف في المستشفى يسهلون على المريض كل شيء أثناء مراجعته، فما يتطلب ثلاث ساعات ينجزه البعض في نصف ساعة" وفق أسامة الزعبي أحد مراجعي المستشفى.
ويقول الخمسيني الزعبي الذي حصل على موعد لإجراء عملية جراحية في ركبته بعد سنتين من المراجعات، إن الواسطة باتت سيدة الموقف وكل شي بالبلد ماشي بالواسطة حتى الطب والدوا".
ولم ينف عبابنة "وجود هامش للمحسوبية والواسطة في إدخال بعض المرضى عند الطبيب دون موعد مسبق بالرغم من حوسبة المواعيد"، لافتا إلى أنهم يحاولون قدر المستطاع ضبط هذا الموضوع وإعطاء المرضى حقهم بعيدا عن الواسطة والمحسوبية.
33207 مراجعين خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في الفترة الصباحية لكل الأطباء، إضافة الى 6821 مراجعا في الفترة المسائية خلال اليوم الواحد في الشهر ذاته ليصبح الإجمالي 40820 مراجعا، 50 % منهم يلتزمون بموعدهم والباقي بدون مواعيد.
ويجد عبابنة أن الضغط على المواعيد الطبية وتزايد عدد المراجعين يوقع مسؤولي العيادات في مواجهة وتصادم دائمين مع المراجعين، خصوصا في بداية الأسبوع، سيما المرضى الذين يأتون من المحافظات.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


والمشكلة تتكرر في قسم الأشعة الذي "يستقبل 157 ألف مراجع ما بين تصوير تلفزيوني وطبقي ورنين مغناطيسي وتصوير التدخل الجراحي"، وفق مشرف فني الأشعة في المستشفى ناصر العودات الذي يشير إلى أن هناك جهاز رنين مغناطيسي واحد يتم تشغيله على مدى أيام الأسبوع السبعة، ولا يقتصر العمل مع أصحاب الإدخالات فقط وإنما يشمل أيضا المرضى الذين تتطلب حالاتهم الطبية موعد تصوير قريبا، وهو ما يتطلب أحيانا أن يتواصل الطبيب مع قسم الأشعة كتابيا أو هاتفيا لشرح حالة المريض.
"يعني آخذ الصورة معي على القبر"، بهذه الكلمات عبر أحد المراجعين بعدما حصل على موعد صورة رنين مغناطيسي بعد سبعة أشهر، وقال لـ "الغد"، "الله أكبر بعد سبعة أشهر.. أنا ما بلوم الموظفة ما إلها ذنب بس وين إدارة المستشفى"، واصفا بأن "الوضع لم يعد يطاق، فشخص مريض لا يمكن أن ينتظر هذه الفترة الطويلة لأخذ موعد صورة".
أبعد موعد سجلته مستشفى الجامعة الأردنية عند إعداد الفيديو لصورة رنين مغناطيسي بعد ستة أشهر، ويعزو العودات ذلك إلى عدم كفاية عدد الأخصائيين مقارنة بحجم المراجعين، فـ "الأقسام كثيرة والمواعيد أكثر".
وينفي العودات إمكانية وجود واسطات ومحسوبية في تقديم الصور، لافتا إلى أنه "يصدف أحيانا عدم حضور بعض المرضى على مواعيدهم، وهنا يتم تقديم بعض المواعيد وغير ذلك لا علم لي به".
ويقول مدير عام مستشفى الجامعة د.عبدالعزيز زيادات لـ"الغد" إن "الواسطة في تقريب المواعيد في الجامعة الأردنية أقل من غيرها من المستشفيات، وفي بعض الأحيان تكون هناك أسباب لتقريب المواعيد كبعد المكان، أو ما يطرأ على الحالة الصحية للمريض من تغيير"، مشيرا إلى أن "الواسطات تزعجنا ويعاقب كل شخص يثبت أنه ترك مكان عمله وتواجد في مكان آخر أثناء ساعات عمله".
وأشار زيادات إلى أن "طلب الواسطة هي من طبيعة المواطن الأردني"، معربا عن أسفه لوجود هذه الظاهرة التي تشعر الآخرين بعدم العدالة وتزعج الموظف أيضا".
ويوضح زيادات أن لجوء بعض الأطباء للفحوصات المخبرية والصور لحماية نفسه هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى طول أمد المواعيد، لا سيما وأن نتائج معظم الصور تكون طبيعية، لكن ذلك يكلف الدولة وشركات التأمين، مبينا أن هناك سببا آخر في طول مواعيد الرنين المغناطيسي وهو وجود جهاز واحد في المستشفى.
وحول خطط إدارة المستشفى لمواجهة مشكلة المواعيد يقول زيادات، إن العيادات متوفرة وعدد الأطباء جيد لكن هناك بعض المخرجات كقلة عدد غرف العمليات والمكان، لافتا إلى أن الموقع الجغرافي للمستشفى يحول دون إمكانية التوسعة.
وقامت إدارة المستشفى مؤخرا بشراء جهازي تصوير طبقي لقسمي الأشعة والطوارئ وبدلا من الصور العادية أصبحت إلكترونية وأصبح لدى المستشفى 3 أجهزة رنين مغناطيسي"، بحسب زيادات الذي أعرب عن أمله في أن يسهم ذلك ايجابا على المواعيد.
كما يسعى المستشفى إلى تفعيل الحجز الإلكتروني بحيث يتمكن المريض حجز موعده واختيار الطبيب من البيت وفق زيادات، آملا من المواطن أن يلتزم بالموعد ويأتي على موعده، وخلاف هذا يخسر فرصته.