الامتحانات التكميلية بعد النتائج.. هل يقتنص طالب التوجيهي الفرصة؟

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

منى أبو حمور

عمان- لم يكد الطلبة يتنفسون الصعداء حتى بدأ العد التنازلي مع اقتراب نتائج التوجيهي التي تفصلنا عنها أيام، ويأتي ذلك متزامنا مع قلق وتوتر لا ينتهيان عند الآباء والطلبة.اضافة اعلان
وينتظر طلبة التوجيهي إعلان النتائج، لا سيما أولئك الذين يخشون الإخفاق في أحد المتطلبات في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة التربية والتعليم برنامج الامتحانات التكميلية.
أربعة أيام تفصل بدء الامتحانات التكميلية عن إعلان نتائج الثانوية العامة يوم الخميس المقبل الخامس والعشرين من تموز (يوليو) الحالي، الأمر الذي اعتبره الكثير من أولياء الأمور والطلبة أمرا "صعبا" نظرا لطبيعة البرنامج وضيق الوقت، لكنه في الوقت ذاته "فرصة ذهبية" للطالب لتعويض ما فات.
ولم تنتظر حنين طالبة الثانوية العامة إعلان النتائج، لتعاود الدراسة؛ إذ قررت منذ أن أنهت الامتحانات تنظيم وقت الدراسة ليكون لديها متسع من الوقت للتعويض من خلال الامتحانات التكميلية.
تقول "ضيق الوقت وصعوبة الأسئلة وعدم تمكني من الإجابة عن جميع الأسئلة كلها أمور جعلتني جازمة على أنني سأحمل مادة الفيزياء"، لذلك وضعت لها والدتها مدرسا خصوصيا لمادة الفيزياء مسابقة الوقت علها تتمكن من فهم المادة أكثر واستيعابها ورفع معدلها في الدورة التكميلية.
ومنحت وزارة التربية والتعليم طلبة التكميلي لهذا العام فرصة الالتحاق بالجامعات بدون أن يتأخروا فصلا دراسيا، ربما ذلك أعطى راحة نفسية لطلبة لتعويض الرسوب فيها أو رفع العلامة المتدنية بأحد المساقات، في حين أن البعض قاموا بتأجيل تقديم مساقات محددة، في حين لم يأخذ البعض الآخر دراسة بعض المواد على محمل الجد وكان التركيز على دراسة مواد دون غيرها على أمل التعويض في "التكميلية".
بتول واحدة من طالبات الثانوية العامة التي قررت من تلقاء نفسها تأجيل تقديم امتحاني الفيزياء والكيمياء للدورة التكميلية لتعطي نفسها الوقت للتفرغ لتلك المادتين ودراستهما جيدا وتحقيق أعلى علامة فيهما.
توقعات بتول لم تكن في مكانها، فقد تملكها الخوف والقلق بعد الإعلان عن برنامج الدورة التكميلية؛ حيث تفاجأت من تتابع الامتحانات وعدم وجود فترات متباعدة.
قرار بتول غير المدروس بتأجيل تقديم مادتين من متطلبات الثانوية العامة للفرع العلمي وضعها وعائلتها أمام مأزق، فمنذ الإعلان عن برنامج الامتحانات وهي تبذل جهدا مضاعفا علها تتمكن من دراسة المادتين جيدا وإنهائهما قبل قدوم الدورة التكميلية.
ومن جهة أخرى، يجد معاذ طالب الثانوية العامة الفرع الأدبي أن بدء امتحانات الدورة التكميلية بعد إعلان النتائج بفترة قريبة أمر إيجابي؛ إذ ما يزال الطلبة معتادين على أجواء الدراسة ولم يفقدوا حماسهم ولم ينسوا المادة بعد.
في حين تجد أم خالد أن برنامج امتحانات الدورة التكميلية مكثف ولا يمنح الطلبة فرصة لرفع علاماتهم، خصوصا وأن بعضهم أعطى نفسه فسحة تأجيل بعض المواد للتكميلي، غير أن الجدول شكل صدمة للكثير من الطلبة وأولياء أمورهم، وفق قولها.
وحول بدء برنامج امتحانات الدورة التكميلية بعد إعلان نتائج الثانوية العامة بأيام؛ يرى التربوي الدكتور عايش النوايسة أن الطالب الذي يحمل مادة أو أكثر قد تسيطر عليه مشاعر الفشل والإحباط ولن يكون قادرا على الدراسة، وبالتالي لن يكون أمامه سوى يومين فقط للدراسة، ويكون الأمر أكثر صعوبة عندما يكون الطالب مكملا في المواد العلمية التي تصدرت برنامج الامتحان التكميلي بدون فترات متباعدة بينها.
وتسهم إدارة الإنسان لذاته ووقته في تنظيم حياته، وفي هذا العام تواجه الأسرة مهمة صعبة تتمثل في عقد اختبارات الدورة التكميلية للثانوية العامة للطلبة غير المستكملين مباشرة بعد إعلان النتائج، وفق النوايسة.
ويتوقع النوايسة أن يواجه الطلبة مشكلة كبيرة في العودة إلى دراسة المواد والتقدم للاختبار من جديد، وكذلك انخفاض دافعيتهم وبروز القلق والتوتر عليهم، ويقع على الأسرة العمل على تنظيم واختيار الوقت المناسب للدراسة وتحفيز وتشجيع الأبناء من خلال التعامل الاعتيادي مع الاختبار وكأنه يتقدم له لأول مرة.
ويؤكد ضرورة ابتعاد الأهل عن إجراء المقارنات بين الابن وزملائه ممن اجتازوا المواد بنجاح، مقترحا استراتيجيات تعيين برنامج زمني، تصنيف المواضيع، الاستعداد النفسي وتعزيز الثقة بالنفس، اختيار الوقت الملائم للدراسة والذي يفضل أن يكون في الأوقات التي يكون الطالب قد أخذ قسطاً من الراحة، كذلك لا بد من تهيئة المكان الملائم للدراسة والذي يجب أن يكون خاليا من العناصر التي تشجع على الخمول والتشتت الذهني.
وينصح النوايسة بضرورة تغيير عادات الدراسة التقليدية من خلال إجراء مسح سريع عند القراءة أول مرة، وتصنيف موضوع القراءة من الأهم إلى المهم، والقراءة بالفهم والتحليل، وتلخيص المادة المطلوبة ليسهل فهمها وتذكرها ويتم هذا من خلال ثلاث طرق؛ النثرية، الهيكلية، وطريقة الأشكال والخرائط العنكبوتية. ويجد النوايسة أن نجاح الأسرة في تنظيم وقتها بشكل عام ينعكس إيجابيا على الأبناء وأدائهم.
بيد أن أخصائي علم النفس التربوي الدكتور موسى مطارنة يجد أن الفترة بين نتائج الثانوية العامة والدورة التكميلية كافية وهي متنفس جيد، المفروض أن يستغلها الطالب حتى قبل اتنهاء الامتحانات، لاسيما وأن المادة ما تزال راسخة في عقله.
ويرى مطارنة أن البرنامج منصف والوقت كاف، ويجب على الطلبة وذويهم الخروج من ثقافة الخوف والقلق من التوجيهي وفكرة أن يأخذ الطالب شهرا أو شهرين حتى يتمكن من الدراسة وإنهاء المادة.
ويجد مطارنة أن طلبة الثانوية العامة لهذا العام لديهم فرصة جديدة ومختلفة يجب أن يستغلوها جيدا، وليس هنالك ضرورة للخوف أو التوجس.
ويقول مطارنة "على قدر الإحساس بالطمأنينة والارتياح ستكون النتائج جيدة"، مبينا أن وزارة التربية والتعليم عند وضع البرنامج تفترض بالطالب أنه لن يخفق في جميع المواد وأنه سيكتفي بإعادة المادة التي لم ينجح بها أو حصل على علامات متدنية بها.
ومن المفترض، وفق مطارنة، أن يكون الطالب مستعدا على الأقل لختم ثلاث مواد كان قد درسها جيدا من قبل، لأن لديه الخبرة الكافية لذلك.
ويؤكد أن الطالب ينبغي أن يبقى متفائلا ويتخلص من السلبية والخوف ويثق بدراسته ونفسه ويؤمن بأنه قادر على النجاح والالتحاق بالدراسة الجامعية مع زملائه، كذلك على الأهل بث روح التفاؤل والأمل في نفوس الأبناء؛ إذ إن القلق يزيد من توتر الطالب.