‘‘الامتحانات المدرسية‘‘.. أجواء القلق والتوتر تزور البيوت من جديد!

يجب تهيئة الأجواء المناسبة للدراسة مع وجود نظام غذائي مناسب- (ارشيفية)
يجب تهيئة الأجواء المناسبة للدراسة مع وجود نظام غذائي مناسب- (ارشيفية)

تغريد السعايدة

عمان- بدأت الثلاثينية أحلام خير استعداداتها المكثفة "الجدية" هذه الأيام لتدريس أبنائها، بعد استلامها جداول امتحانات الشهر الأول لكل منهم، خصوصا وأنهم جميعا بالمرحلة الأساسية، مما يتطلب متابعتها ومساعدتها لضمان حصولهم على أعلى الدرجات.اضافة اعلان
تسعى أحلام لتنظيم وقتها، وبمساعدة زوجها، بحيث تضع خطة تتضمن أوقات الذهاب للعمل والعودة، وإنجاز مهام المنزل المتعددة، ومنها إعداد الطعام وغيره، وساعات محددة لمراجعة دروس أبنائها وتهيئتهم لخوض الامتحانات، والتي تستمر حوالي عشرة أيام.
أبناء أحلام ضمن ما يزيد على مليون طالب من مختلف المراحل الدراسية، توجهوا إلى مقاعدهم مع بداية شهر أيلول (سبتمبر)، لتلقي علومهم ومعارفهم المختلفة، لتكون فترة الامتحانات الجزء الأكثر "ضغطاً"، لما تتطلبه من جهد أكثر في عملية المراجعة وحفظ المواد.
فيما استعانت أم إيهاب بإحدى الفتيات التي تخرجت من الجامعة حديثاً، (وتقوم بإعطاء دروس تقوية للطلبة)، بأن تدرس بناتها، كونها لا تستطيع متابعتهن بمفردها، بحكم غياب زوجها عن المنزل لفترات طويلة.
وتقول أم إيهاب (4 أبناء) "أهتم بتهيئة الأجواء المناسبة لأبنائي في متابعة دروسهم، خصوصا أن لدي ابنتين في الصفين السادس والثامن الأساسي، وبعد انتهاء دراستهما أقوم بمراجعة لهما، فيما تقوم الفتاة التي أستعين بها لمساعدتي في تدريس ولدي في الصفين الثالث والخامس الأساسيين"، موضحة "فهذه المرحلة بحاجة إلى تأسيس جيد".
وتعتقد أم أيهاب أن أغلب الأمهات وأولياء الأمور أصبحوا يستعينون بمعلمات بعد فترة الدوام المدرسي، لمتابعة دروس أبنائهم، ولكن نظراً للظروف المادية لبعضهم، فإن الاستعانة بالمعلمات يقتصر على فترة الامتحانات فقط، حتى تخفف من هذا العبء، كما تؤكد أن أبناءها يستمتعون بأسلوب المعلمة ومراجعتها لدروسهم.
هذه الفترة "الامتحانات" التي تتكرر ثلاث أو أربع مرات خلال الفصل الدراسي، تتطلب من الأهل أن يكونوا على قدر كاف من التحمل والمتابعة لأبنائهم الطلبة، عدا عن كونها مرحلة "مؤقتة" يتم فيها تقييم الطالب ومعرفة مستواه، ومدى التطور الذي حصل عليه خلال الأسابيع الماضية، وخاصة طلبة المرحلة الأساسية.
وعلى الرغم مما يصيب الأهل من توتر وقلق في هذه الفترة، إلا أن ضبط النفس ومساعدة الأبناء على تجاوز هذه الفترة بكل سلاسة، تعتمد ناديا جمال على أن تقوم بعمل اختبارات بيتية أسبوعية لأبنائها، تقوم من خلالها بمراجعة ما يتم دراسته خلال مدة قصيرة، وهذا يساعد أبناءها على أن تمر مرحلة الامتحانات بسلاسة ويسر، والاختلاف فقط في أن المادة الدراسية ستتم مراجعتها دفعة واحدة، وبتركيز أكثر.
وتعتقد ناديا أن ما تقوم به بعض المدارس من عمل امتحانات مفاجئة أو "كويزات" يساعد الطلبة كثيراً على أن يكونوا على استعداد ومتابعة دائمين وبشكل مثالي، والتي من خلالها تستطيع الأم أو ولي الأمر معرفة نقاط الخلل لدى أبنائهم، وبالتالي التركيز على نقاط معينة خلال الامتحانات الشهرية فقط.
وتقوم ناديا، كغيرها من الأمهات، بتوفير أكبر قدر ممكن من الأجواء المناسبة لأبنائها، كتجهيز مكان منفرد وهادئ لدراسة أبنائها في المرحلة الثانوية، كون طلاب المرحلة الأساسية، تحتاج الأم لتدريسهم، الحديث بصوت عال، والقراءة بشكل واضح، مما يشتت الآخرين.
الأخصائية التربوية والأسرية، سناء أبو ليل، ترى أن هذه المرحلة بحاجة إلى اهتمام من قبل الأهل بغض النظر عن عدد الأبناء أو المرحلة التدريسية، فكل شخص بحاجة إلى اهتمام ورعاية، مع التأكيد على الابتعاد عن الارتباك والخوف والقلق، وأن لا يشعر الطفل بأن حالة من الاستنفار في البيت، لتكون الأسرة داعمة له في تجاوز هذه المرحلة، وليس إضافة العبء على الطالب.
وتضيف أبو ليل "يجب على الأهل التركيز على الامتحان كل على حدة، وعدم تشتيت الطالب، والحديث عن الامتحان بأنه مراجعة وتقييم للطالب كل فترة، لحين الوصول إلى الامتحانات النهائية، مع ضرورة الابتعاد عن أسلوب المقارنة بالآخرين، فلكل طالب قدراته وإمكانياته؛ إذ يسبب له ذلك عبئا نفسيا يرافقه طيلة العالم الدراسي".
وفي حال توفرت الظروف والإمكانيات، تبين أبو ليل ضرورة وجود مساحة هادئة للابن بعيدا عن باقي أفراد الأسرة، والتغذية المناسبة له، والنوم لوقت كافٍ.
وفي هذه الأوقات، تنتشر نصائح وإرشادات يقدمها خبراء وتربويون عبر المواقع الإخبارية والتربوية والأسرية، يمكن للأهل والأبناء على حد سواء الاستفادة منها، لتجاوز مرحلة الامتحانات بكل سلاسلة وبأقل "توتر" ممكن.
ومن أبرز تلك النصائح، تعزيز ثقة الطفل بنفسه وبقدراته على أن يكون على قدر كبير من المسؤولية والفهم، التخفيف من استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية قدر الإمكان، كونها أصبحت جزءا من حياة الأطفال واليافعين، مراعاة مستوى الطفل في الاستيعاب والفهم وتحديد أوقات وأماكن مناسبة للتدريس، مع وجود نظام غذائي مناسب لهم ولا يدرس الطفل وهو جائع على سبيل المثال. ومن النصائح الأخرى كذلك، التخفيف من الزيارات العائلية في تلك الفترة والخروج في مناسبات خارج المنزل، مع ضرورة إيجاد أوقات استراحة للطالب ما بين الحين والآخر، في الوقت ذاته الذي يجب أن يتكون فيه شعور لدى الابن أنها مرحلة تتطلب جهدا مضاعفا بدون توتر وستنتهي بعد فترة قصيرة.