الامتحانات الموحدة لطلبة المدارس

فكرة الامتحانات الموحدة لطلبة الصفين السادس والتاسع، ضرورية وذات مصداقية عالية؛ لأجل التخطيط والتقييم في العمليات التعليمية. فهي بالتأكيد ستعطي مؤشرات بالغة الأهمية في ملاحظة وتقييم حقيقيين وقياسيين لمدى استيعاب الطلبة للمناهج التعليمية ومستواهم التعليمي، كما مستوى قدرات وأداء المعلمين والمدارس. اضافة اعلان
وإذا تضمنت الامتحانات -ولا أظن أن يغفل القائمون على الامتحانات في وزارة التربية والتعليم عن ذلك- مؤشرات عالمية وتجارب متقدمة مطبقة في قياس كفاءة الطلبة، فسوف يكون في مقدورنا جميعا؛ سواء في وزارة التربية والتعليم والمدارس والمعلمين، أو في الجامعات، أو المواطنين جميعا باعتبارهم الأولى والهدف في العمليات والخدمات التعليمية، أن نلاحظ القصور والإنجاز في المناهج والعمليات التعليمية، ومستوى المعلمين والمدارس، ونقيس الفرق بين مستوى طلبتنا مقارنة بمستوى الطلبة في دول العالم المتقدمة والمناظرة.
ويمكن أن تؤسس هذه الامتحانات لشراكة جديدة، قائمة على أسس علمية واضحة ومحددة، بين المدارس والمعلمين والوزارة والجامعات والمواطنين، لتحديد مسؤوليات ودور كل طرف في العملية التعليمية، بقدر كاف من الوضوح والعملية، ونوقف إلى الأبد الأسلوب الاحتفالي والاستعراض في التعليم والسلوك التعليمي لدى المدارس والمواطنين أيضا، ونعرف جميعا أين نقف، وماذا أنجزنا بالتحديد، وماذا ينقصنا.
يبدو واضحا من عرض الدكتورة صباح النوايسة؛ رئيسة لجنة الاختبارات التحصيلية في وزارة التربية والتعليم، لمجريات وطبيعة هذه الامتحانات أنها بهدف الحصول على معطيات ومعرفة حقيقية وكافية، وذات مصداقية عالية لقياس وتقويم مستوى الطلبة، وبمقتضى الحال قياس أداء ومستوى المعلمين والمدارس. وسوف نحصل على مؤشرات ونتائج ومقارنات إضافية ذات أهمية كبرى.
وعلى سبيل المثال، فقد أظهرت نتائج الثانوية "التوجيهي"، بعد ملاحقة الغش في الامتحانات، حقائق جديدة عن المدارس والمحافظات والطلبة. وأصعب من ذلك وأشد قسوة، عن اتجاهات ومواضع وطبيعة الغش في امتحانات الثانوية، أو بسؤال أكثر وضوحا: من يغش وكيف يغش؟ وبدا واضحا اليوم أن الغش كان عمليات مؤسسية برجوازية، وليس فقط مخالفات مسلكية من الطلبة والمواطنين!
لا يجوز أن نواصل الضحك على أنفسنا، وأن نشارك جميعا في مسرحية سمجة هي في جوهرها لعبة ظالمة في توزيع الفرص. ويجب أن يكون المواطنون أصحاب الولاية على التعليم، ومصدر السلطات. فالذين يدفعون الضرائب، أو يدفعون أقساط المدارس الخاصة، هم الأكثر حرصا على إنجاح مبادرة وزارة التربية والتعليم لتوحيد الامتحانات، لأجل أن نتمكن من مراقبة العملية التعليمية، والحصول على خدمات ونتائج مكافئة لما نقدمه وننفقه، وتتفق مع ما نستحقه ونتطلع إليه بالفعل.. ولأن مخرجات ونتائج العملية التعليمية هي المعيار الأساسي والمفترض أن يكون الأكثر كفاءة وعدالة، في توزيع الفرص والتنافس عليها!