"الاونروا" وحق العودة

رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرف تماما معاني بقاء وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا). لذلك، لا يتوانى عن اطلاق التصريحات الصحفية والمواقف الرافضة لبقاء واستمرارية هذه المنظمة الأممية التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا من ارضهم المغتصبة.اضافة اعلان
وفي آخر تصريحات للنتنياهو على هذا الصعيد، قال "الأونروا منظمة تخلد قضية اللاجئين الفلسطينيين وكذلك تخلد رواية ما يسمى بحق العودة".
واضاف "يبدو أن دور المنظمة يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل ولذا فيجب على الأونروا أن تتلاشى وتزول".
بالنسبة لنتنياهو من يخلد القضية الفلسطينية ويطالب بحق العودة للاجئين الفلسطينيين يجب أن يزول ويتلاشى. وهذا  الهدف ليس غريبا على نتنياهو وغيره من مسؤولي سلطات الاحتلال، فكل ما يمارسونه على الارض يسعى لتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على المطالب العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني بحقه باقامة دولته المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين.
وبهذا الامر، يتفق نتنياهو مع رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب، فهذا الذي اصبح التشكيك بقواه العقلية وجدارته برئاسة وقيادة اميركا محل تساؤول كبير في الولايات المتحدة مؤخرا، وخصوصا بعد كتاب "نار وغضب" لمايكل وولف، يؤيد ازالة المنظمة الدولية "الاونروا" لانها تبقي القضية الفلسطينية حية على الصعيد الدولي، وتؤكد الاعتراف الدولي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لبلدهم المغتصب.
ترامب الذي انحاز كليا للمحتل، وأفقد واشنطن دورها برعاية مفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة للكيان الاسرائيلي، يواصل معاركه ضد هذا الشعب المظلوم، فيجمّد المساعدات المالية لـ"الاونروا" ويدعو لتصفية هذه المنظمة الدولية.
ويبدو، في ظل هذه الظروف الفلسطينية والعربية والدولية، أن الاحتلال وحليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة يركزان خططهما في هذه المرحلة لتصفية المنظمة الدولية، لأنها رمز للقضية الفلسطينية وخصوصا حق العودة الذي يؤرق المحتل وحليفه.
في هذه المرحلة الخطيرة، تتكاثر وتتكثف المؤامرات والخطط الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية في محاولة لاستغلال الظروف المحلية الفلسطينية والعربية والاقليمية والدولية. هذا يعني أن القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب المركزية مقبلة على مواجهة الكثير من التحديات الخطيرة.
الكيان الاسرائيلي وحليفته الادارة الاميركية برئاسة المشكوك بقواه العقلية وجدارته سيكثفان من الضغط على الشعب الفلسطيني خصوصا والعرب بشكل عام لاستغلال ما يعتقدان أنه "اللحظة التاريخية" لفرض الأمر الواقع، وتصفية القضية الفلسطينية للأبد. وهذا الأمر يطرح الاسئلة حول القدرة العربية والفلسطينية للتصدي لهذه المخططات. للوهلة الاولى، الامور الفلسطينية والعربية غير مبشرة بالخير، ولكن تعلمنا أن قضايا الشعوب لا تموت، وان لحظات الضعف قد تتحول إلى لحظات قوة وتحدٍ بفضل الاصرار والارادة والصبر. وهذه العوامل متوفرة لدى الفلسطينيين والعرب.