البتراء: عجيبة دنيا تعاني الاهمال وضعف الترويج وسط تراجع أعداد الزوار

الخزنة في البتراء -(ارشيفية)
الخزنة في البتراء -(ارشيفية)

حلا أبوتايه

عمان- رغم مرور أكثر من أربع سنوات على اختيار مدينة البتراء الوردية كواحدة من عجائب الدنيا السبع إلا أن المدينة لم تلق الترويج المناسب سياحيا وفق ما يرى مختصون أكدوا تقاعس المسؤولين عن استغلال السمعة العالمية التي اكتسبتها بعد أن توجت كواحدة من العجائب.اضافة اعلان
ويؤكد مختصون في القطاع السياحي أن ثمة غيابا واضحا لخطط التطوير السياحي في المدينة الوردية في حين لجأت الجهات المسؤولة لاستغلال حدث فوز البتراء لترويجها من دون بذل الجهد المناسب لترسيخ المكان على الخريطة السياحية العالمية والعربية.
وأحرزت البتراء اللقب العالمي بعد أن نافست 20 موقعا عالميا لتفوز بالمرتبة الثانية في مسابقة عجائب الدنيا السبع نتيجة جهود الفعاليات السياحية كافة والمواطنين في التصويت عبر وسائل متعددة وكثافة الحملات الإعلانية.
ويقول أستاذ الإعلام والتنمية في جامعة الحسين بن طلال، باسم الطويسي إن "القطاع السياحي لم يستثمر فوز البتراء بالشكل المطلوب وأكبر دليل على ذلك تذبذب أعداد الزوار بين الفترة والأخرى بسبب غياب مقومات السياحة العربية والمحلية".
ويبين الطويسي أن فوز البتراء بمسابقة عجائب الدنيا السبع منحها فرصة جديدة للتسويق والترويج عالميا وهو ما ساهم بتسويق الأردن سياحيا لكافة دول العالم الأمر الذي انعكس على تنشيط حركة السياحة في البتراء منذ العام 2007 لغاية العام 2009.
وزاد الطويسي "في العام 2009 تم إصدار قانون سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي لإعادة تنظيم إقليم البتراء وفقا لأسس جديدة إلا أن القانون لم يفعل كما هو مطلوب وعانت السلطة الوليدة من تقلبات وعدم استقرار إداري وتواضع في مستوى الكفاءة لأداء مهامها".
وانخفضت إيرادات البتراء من تذاكر الدخول بنسبة 47 % خلال حزيران (يونيو) الماضي لتصل الى 476 ألف دينار مقارنة مع 890 ألف دينار خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.
وتراجع أعداد السياح الأجانب خلال الشهر الماضي بالنسبة نفسها، إذ وصلت أعدادهم الى 21.9 ألف زائر مقارنة مع 41.6 ألف زائر خلال الفترة ذاتها من العام 2010.
رئيس قسمي الإدارة والتسويق السياحي، الدكتور إبراهيم بظاظو، يقول "إن البتراء تحتفي بعامها الرابع على تتويجها كإحدى عجائب الدنيا السبع إلا أنه لم يضف للمدينة أي إضافة نوعية ترتقي لسمعة البتراء العالمية".
وبين بظاظو أن البتراء تخلو من كافة متطلبات السياحة العربية والمحلية مبينا أن اعتمادها دائما على الأوروبية وهو ما يجعل السياحة فيها ذات طابع موسمي.
وأشار بظاظو إلى أن البتراء في الذكرى الرابعة على تتويجها أعجوبة من عجائب الدنيا السبعة تكاد تخلو من السياح لعدم توفر متطلبات السياحة العربية والمحلية مثل المنتجعات والمدن الترفيهية والشقق الفندقية .
وبين بظاظو "منذ فوز البتراء، تم الإعلان عن مشاريع عديدة لتنفيذها في المدينة مثل إقامة مطار في منطقة أذرح ومركز زوار يرتقي بالمدينة الأثرية وبانوراما في مدينة البتراء إلا أن شيئا لم ينجز حتى اليوم.
من جهته بين رئيس جمعية أصحاب فنادق البتراء فواز الحسنات أن الجمعية ستقيم مهرجانا سياحيا بهدف تنشيط السياحة الداخلية والعربية والذي يبدأ اعتبارا من اليوم ويستمر على مدار الشهر الحالي نهاية كل أسبوع.
وأكد الحسنات أن الجمعية تتطلع لمستقبل واعد لهذا المهرجان ليكون إرثا حضاريا ذا قيمة مضافة إلى قيمة البتراء العالمية، وأن يحظى بمشاركة عربية وعالمية واسعة.
ويشمل المهرجان الذي سيطلق تحت شعار "ياهلا بالضيف" على فقرات فنية لفنانين محليين وفرق أردنية، ومسرحيات تفاعلية، وترانيم طربية، وفقرات للشعر وعرض لعدد من الأفلام الترويجية للسياحة، إضافة إلى عرض لمنتجات الجمعيات المحلية من التراثيات والحرف اليدوية.
ويتضمن المهرجان إقامة خيمة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في البتراء.
وأشار الحسنات إلى أن الجمعية تزامنا مع بدء المهرجان الذي سيقام نهاية كل أسبوع يومي الخميس والجمعة توفر أسعارا رمزية للغرف الفندقية على أن تتراوح أسعار الغرفة من 10 إلى 15 دينارا وذلك بحسب فئة تصنيف الفندق.
وأشاد الحسنات بجهود كافة المساهمين في تقديم الدعم للمهرجان وخاصة سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي والقوات المسلحة الأردنية والفعاليات السياحية المحلية.
وأكد الحسنات أن الجمعية ستبذل كافة جهودها لإنجاح المهرجان ضمن الجهود التي تبذلها وزارة السياحة في حملة الأردن أحلى، وبما يليق بمكانة البتراء السياحية والعمالية.
يذكر أن جمعية أصحاب فنادق البتراء قد قامت بأربعة مهرجانات سابقة، كان أولها العام 2005 تحت عنوان "سحر البتراء"، وفي العام 2006 "اعرف البتراء" وفي العام 2007 "صوت للبتراء" والذي فازت المدينة بموجبه بإحدى عجائب الدنيا، وفي العام 2008 تحت عنوان "استثمر في البتراء".

[email protected]