البترا: بوادر تعاف ونشاط في الأسواق

سياح خلال زيارتهم للبترا - (أرشيفية)
سياح خلال زيارتهم للبترا - (أرشيفية)

حسين كريشان

البترا - فيما وصل إشغال الغرف الفندقية في البترا الى صفر قبل نحو عام، واستمرار تأثر غالبية القطاعات التجارية والسياحية في المدينة بتداعيات الجائحة، إلا أن تباشير التعافي الاقتصادي، برغم تأثر 80 % من سكان اللواء الذين يعتمدون على العمل في السياحة، تحمل الكثير من التوقعات لانتعاشه من جديد.

اضافة اعلان


وتكشف النسب أن الشهر الماضي، حقق أعلى رقم للسياح والزوار إلى البترا، وصل إلى 39272 ألف سائح وزائر، منهم 25383 سائحا أجنبيا و11615 زائرا أردنيا و2274 زائرا عربيا، مقارنة بـ360 زائرا فقط من الجنسيات كافة، بينهم 181 أجنبيا و53 أردنيا وعربيا في الفترة نفسها العام الماضي.


وهذا التفاؤل بعودة المدينة الأثرية إلى حيويتها السابقة في استقبال السياح والزوار، وتزايد نشاطها السياحي، وانتعاش الحركة التجارية، يظل مقلقا للكثير من العاملين في القطاع، لأن وتيرته لم تستقر بعد، بخاصة بعد فترة الشلل التام الذي شهدته معظم قطاعات المدينة التجارية والسياحية لتأثرها بتبعات جائحة كورونا.


وأسهم تدفق السياح الأجانب والعرب والمحليين إلى البترا منذ بدایة العام الحالي بارتفاع نسبة السياح والزوار الى 40 %، مقارنة بما كانت عليه العام الماضي، وهذا بدوره رفع الإقبال على الغرف الفندقية في المدينة الأثرية، لتصل إشغالاتها إلى 50 %، بينما بدأت معظم القطاعات السياحية والمنشآت الفندقية بالعودة التدريجية للعمل، ما أسهم بعودة جزء من عامليها لأعمالهم.


عاملون ومستثمرون في قطاع السياحة، رأوا أن مرحلة التعافي، مهدت لحدوث حراك سياحي، أضحت ملامحه تظهر تحسنا نسبيا في عمل القطاع.


وأكد عاملون في قطاعات تجارية وخدمية في اللواء، أن الحركة التجارية تشهد نشاطا جيدا، يتجاوز الـ65 % عما كان عليه في آذار (مارس) العام 2020، لتوقف النشاط السياحي فيه كليا، نتيجة بدء الجائحة، ما أدى لانخفاض الحركة التجارية الى أكثر من 75 %، وتراجع القوة الشرائية، وأضحت غالبية محال اللواء غير قادرة على تغطية كلفها التشغيلية، وبعضها أغلقه أصحابها.


رئيس جمعية أصحاب فنادق البترا السياحية طارق الطويسي، قال إن الحركة السياحية تحسنت في اللواء بنسبة تراوح بين الـ30 الى 40% في الأشهر الثلاثة الاخيرة، وهناك توقعات بازدياد هذه النسبة، لتتجاوز ما كانت عليه في الشهور الستة الأولى العام الحالي.


وأضاف الطويسي، أن البترا مع عودة السياحة الخارجية، تشهد حاليا نشاطا سياحيا ملحوظا، لافتا الى ان ذلك التحسن يأتي بعد أن مرت فنادق البترا (45 فندقا) من تصنيفات مختلفة بظروف استثنائية، وأزمة هي الأصعب في تاريخها، ما تسبب بإغلاق أبوابها وفقدان 1600 عامل وظائفهم في القطاع، بعد هبوط غير مسبوق في معدلات إشغال الفنادق وصل إلى 0 %.


وأشار الطويسي إلى أن عدد السياح القادمين إلى المدينة الوردية مطمئن حاليا، إذ يصل لـ1600 يدخلون البترا يوميا، متوقعا ارتفاع نسبة الإشغال في الفنادق، لتصل إلى 70 % في الأشهر المقبلة، التي تعد ذروة النشاط السياحي وموسم السياحة الوافدة.


وأعرب عن أمله بدعم القطاع الفندقي في اللواء، ووضع خطط حيوية لإطالة مدة إقامة الزوار والمبيت في الفنادق، عبر تنويع البرامج والمنتج السياحي بالتزامن مع نية السلطة لافتتاح مشاريع جديدة، ستؤدي لإطالة مدة إقامة السائح، بخاصة وأن البترا منطقة سياحية، يعتمد غالبية سكانها على الدخل المتأتي من السياحة الوافدة، والنهوض بواقع المدينة، نظرا لخصوصيتها كموقع أثري سياحي عالمي.


رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة معان عبدالله صلاح، قال إن الحركة التجارية في البترا شهدت نشاطا جيدا في الأشهر الماضية، مشيرا الى أن الحركة السياحية في المدينة تتحسن منذ بداية العام الحالي، وتشهد زيادة في أعداد السياح.


وبين أن مدينة البترا، الأكثر تأثرا من انقطاع السياحة الخارجية خلال الجائحة، نظرا لما تشكله من دخل لغالبية سكانها، ما دفع أصحاب المنشآت السياحية إلى تسريح موظفين وعمال لوقف خسائرهم، والحد من الكلف التشغيلية العالية لمشاريعهم، مشيرا إلى أن معظم القطاعات ما تزال متأثرة بتداعيات الجائحة.


رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، قال إن الزيادة في أعداد السياح للبترا، مؤشر قوي على بدء تعافي القطاع، مشيرا في الوقت ذاته إلى الحجوزات المتزامنة مع فتح المعبر الجنوبي والطيران منخفض التكاليف إلى المملكة الفترة المقبلة.


وأشار إلى أن هناك مؤشرات تبشر بأن يكون الموسم السياحي الذي يبدأ في آذار (مارس) العام المقبل قوي جداً، للمكانة التي كسبتها البترا كوجهة سياحية فريدة عالميا.


وبين الفرجات، تأثر أكثر من 80 % من سكان البترا، والذين يعتمدون على النشاط السياحي كمصدر دخل ثابت لهم، جراء انقطاع حركة السياحة سابقا.

إقرأ المزيد :