البترا: تأخر إنجاز الشارع الشرياني يفاقم الاختناقات المرورية

حسين كريشان

البترا- ما يزال العمل في مشروع الشارع الشرياني في مدينة البترا "متأرجحا" بين انتقادات تتعلق بالتأخر في الإنجاز الفعلي منذ 4 سنوات، وعدم الالتزام بالخطة الزمنية المقررة لتنفيذه، ما فاقم من ارباك في الحركة المرورية وتسبب بأزمة سير خانقة وسط المدينة، وبين تأكيدات سلطة الاقليم بات التأخير نتيجة ظروف منطقية فرضتها الجائحة وأوامر تغييرية والفيضانات.اضافة اعلان
وشهد المشروع الشرياني والذي بدئ العمل بتنفيذه في 28 أيلول (سبتمبر) من العام 2016، بهدف الحد من اختناقات السير، وتخفيف الأزمات المرورية وسط المدينة، أوامر تغييرية رافقت المشروع رفعت الكلفة المالية للعطاء الى 4 ملايين و856 ألف دينار من أصل قيمة العطاء الاجمالية عند الإحالة والبالغة 2 مليون و652 ألف دينار، حيث بلغت ما نسبتة بنحو 83 % من القيمة الأولية للعطاء، الى جانب منح المقاول مدة عقدية إضافية تبلغ 540 يوما من مدة تنفيذ العطاء المقررة والبالغة 450 يوما.
وأثار تأخر مراحل إنجاز مشروع الطريق الشرياني، استیاء سكان بالمدینة، والذین قالوا إن كل يوم يتأخر فيه العمل يتسبب بتعطيل مصالح المواطنين، نتيجة الاعمال الانشائية التي تسبب في إغلاقات محدودة بالطرق، مجبرة سالكي الطريق للبحث عن طرق أخرى، بعد أن كان الهدف من إقامته ربط الشارع السياحي والمدينة الاثرية، ما سيخفف الأزمة المرورية في منطقة وادي موسى، وعدم دخول الحافلات إلى وسط المدينة التجاري.
من جهتها، وجهت نائب البترا زينب البدول سؤالا برلمانيا للحكومة يتعلق بكافة تفاصيل عطاء مشروع الطريق الشرياني في البترا، والذي تم البدء بتنفيذه في 28 أيلول (سبتمبر) العام  2016، ولم ينته العمل به لغاية اليوم، بعد ان منح المقاول المنفذ للمشروع أمرين تغييريين بكلفهما المالية، إلى جانب مدد إضافية.
وأشارت البدول إلى أن المشروع بدأ تنفيذه في أيلول (سبتمبر) العام 2016، بقيمة إجمالية عند الإحالة مليونين و652 ألف دينار، لمدة المشروع 450 يوما، من المفترض أن تنتهي في الأول من كانون الثاني (يناير) من العام 2018، بينما الاوامر التغييرية جاءت بقيمة مليونين و200 ألف والمدة الممنوحة 530 يوما، وان حصيلة مدة التنفيذ نحو 1600 يوم حتى اللحظة دون استكمال اعمال المشروع.
وقالت إن بعض ما تضمنه رد إدارة سلطة الاقليم خاصة المتعلق بالمدد وتبرير جزء من تأخر التنفيذ، جاء جراء توقف الأعمال التي فرضتها جائحة كورونا، رغم أن طرح العطاء قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من الجائحة، واصفة إياه بمثابة السرد لمراحل التنفيذ، دون توضيحات كافية حول أسباب زيادة الكلفة المالية بنحو 83 % من القيمة الأولية التي بموجبها تمت إحالة العطاء والموافقات الرسمية المفترضة، مشيرة إلى ان الدراسات التي تسبق قرار طرح العطاء ترصد كافة الظروف المتعلقة بخط مسار مشروع لطريق بمسافة طولية "1" كم، خاصة المتعلقة بالاستملاكات التي أوردها الإقليم ضمن سياق الرد.
وتساءلت البدول، من هي الجهة المسؤولة عن تأخير المشروع والخسائر المترتبة نتيجة التأخير، لما يقارب أضعاف المدة القانونية والذي تسبب في ضياع النفع على سكان الاقليم، مشددة على أن مبررات الأمر التغييري يجب أن تكون مبنية على دراسات وتصاميم صحيحة.
واكدت أن الدراسة يجب ان تتضمن دراسة طوبوغرافية وجغرافية، وتتضمن كافة الظروف ومعرفة المسار، والبنية التحتية من (خطوط تصريف مياه، كوابل، خطوط مياه، وطرق السير البديلة)، ولا يمكن توقعها بعد مراحل التنفيذ.
وطالب أحد سكان البترا والناشط على مواقع التواصل الاجتماعي هشام المساعدة، بتسريع وتيرة التعجل في تنفيذ العمل وانجاز المشروع الشرياني، والذي رافقته توقفات متعددة خلال مراحل الانشاء أدت الى تأخير انجازه، والذي جاء بمثابة البديل والرديف عن الشارع الرئيسي الحالي باتجاه مركز الزوار، بهدف تسهيل حركة الزائر والسكان المحليين داخل الإقليم، وصولاً الى خفض الضغط على الطريق الحالي الذي يسلكه أهالي المدينة وزائروها.
وأكد رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات، أن المشروع الشرياني وصل إلى مراحل متقدمة من الجاهزية وينتظر الانتهاء خلال مطلع شهر أيار (مايو) العام الحالي، حيث وصلت نسبة الانجاز فيه نحو 95 %.
وأشار الفرجات، إلى أن تأخير تنفيذ الشارع الشرياني في المنطقة يعود للأوامر التغييرية للمشروع الذي بوشر العمل به العام 2016 بكلفة 2 مليون و 652 ألف دينار، وبمدة عقدية للتنفيذ بلغت 450 يوماً.
وقال، إن المشروع طرأ علية إجراء أمرين تغييريين وبموافقات رسمية حكومية بكلفة قدرت بمليونين و 200 ألف دينار، من إجمالي قيمة عطاء الطريق الشرياني في منطقة اللواء، إضافة إلى منح المقاول 540 يوما إضافيا، إلى جانب 450 يوما مدة تنفيذ عطاء طريق بطول 1000 متر طولي وبعرض 14 متراً.
وأضاف الفرجات، انه تم منح المقاول الأمر التغييري الأول في 29 آذار (مارس) من العام 2018  بقيمة 518  ألف دينار بسنة 19,53 % من قيمة العطاء، ومنح المقاول 260 يوما إضافيا، لوجود عوائق تسببت بوقف الأعمال جزئيا جراء انهيارات أرضية ادت إلى ضرورة الاستملاك بغية الوصول والدخول لإصلاح الأضرار الناجمة، ثم اعقبه الامر التغييري الثاني في 6 شباط (فبراير) العام 2020 بقيمة مليون و686 الف دينار ما يشكل 63,6 %، لتصبح الكلفة الإجمالية للعطاء 4 ملايين و856 ألف دينار، إلى جانب منح المقاول أيضا 280 يوما إضافيا، وذلك لإعادة تقييم الأضرار التي فرضتها سيول الأمطار في بعض الأعمال المنجزة وبعض المواد الإنشائية والتحضيرية.
وبين أنه وفي حال جمع المدة الأصلية الـ450 يوما، ومدد الـ540 يوما الممنوحة ضمن الامرين التغييريين، ومدد التوقف التي لم يتمكن المقاول من تنفيذ الأعمال التي فرضها جريان السيول، ومدة التوقف جراء صدور أمر الدفاع نتيجة جائحة كورونا، فإنه لا تأخير في تنفيذ اعمال الطريق، وان المدد المتبقية ستنتهي مطلع شهر آيار(مايو) من العام الحالي.
وأوضح أن أسبابا فنية وبيئية وعوائق مرتبطة بتضاريس المنطقة، خاصة في اعقاب الموسم المطري العام الماضي، إلى جانب ملف الاستملاكات فرضت أيضا التأخير في انجاز المشروع، لافتا إلى ان الفيضانات المائية التي رافقت الموسم المطري العام الماضي، وما رافقها من انهيارات في الأتربة وتكشف عيون مياه وتعرض الخط الناقل للصرف الصحي للانجراف داخل مجرى السيل الذي يعتليه الطريق الشرياني، فرضت تعديلات في التصاميم والتنفيذ، بهدف الوصول للتنفيذ وفق المتطلبات الفنية المفترضة.
ولفت الفرجات إلى أن الطريق الشرياني يهدف الى خلق بنية تحتية مناسبة لحركة المرور لتسهيل حركة السير على الطريق المؤدي الى مركز زوار البترا بعد أن تم تأهيل وسط المدينة وتخفيف ضغط الحركة المرورية على الوسط التجاري وتسهيل حركة الزائر وسكان المنطقة، من خلال إيجاد بديل عن شارع وسط البلد، الى جانب توفير المسافة المقطوعة للوصول الى مركز زوار البترا، حيث تم اختيار طول الشارع وعرضه ليأتي مناسبا لحركة النقل داخل الاقليم.