البدلة هي الزي المشترك الأعظم في العالم

لم يعد الثوب الرجالي، أو الثوب والعباءة، حتى وإن كانت موشاة بخيوط الذهب، وكذلك الكوفية والعقال حتى وإن كان مقصبا بالذهب، وكذلك شبشب /زنوبة، أو شبشب أبو أصبع، تصلح للعصر أو للعمل، إنها تراث الصحراء أو البادية. كان إبداعاً ضرورياً في حينه ولكن المرحلة الجديدة من المدنية أبطلت الحاجة إليها بعيداً عن بلدانها. ومن ذلك – مثلاً – تحويل التكنولوجيا الصحراء / البادية إلى واحة مستقرة بالعمران، وتكييف الهواء في المنزل، والمكتب، والسيارة، والمصنع، وحتى المزرعة، وربما الشارع والمدينة (DISTRICT HEATING). لا أدعو إلى خلعها في بلدها وبين أهلها، أو إلى نسيانها في المناسبات التراثية، أو الفولكلورية، وإنما أعني انها أصبحت نشازاً خارج بلدانها، وبخاصة حين يلتقي مرتديها بالملوك والرؤساء والأمراء والوزراء،.. في البيت الأبيض، أو في قصر الأليزيه، أو في عشرة أو داوننج ستريت، أو في قصر الكرملين.. أو في أثناء قيادة السيارة بالكوفية والعقال. إن مرتديها هناك ينشغل في إدارتها، مما يلفت نظر الحضور إلى هذه الانشغالة، الذي يأخذ وقت الزائر والمضيف، ويشتت الانتباه. كما تحجب الكوفية والعقال الرؤية من الجانبين مما يشكل خطراً كبيراً على السائق ومن معه، وكذلك غيرهم. هذا الزي جميل على فرشة أو على بساط في الصحراء/ البادية على الأرض، أو في خيمة فيهما، والقهوة على النار تغلي. إصرار أهلها عليهما في بلادهم مفهوم ولا اعتراض عليه لأنه لباس أو زي وطني من جهة، ويميز بينهم وبين الوافدين، ولكنها يجب أن تخلع في الخارج أو في الغرب، أي في أثناء زياراتهم الرسمية له. ما من شعب في العالم إلا وله زيه الخاص التراثي/ الفلكوري ولكن مجمل الناس في العالم، وحتى في اليابان والصين.. تعولموا بزي واحد موحد، وهو البدلة من البنطال، والقميص، والمعطف، والربطة، والحذاء المناسب. ******** إن تقدم أي مجتمع اليوم يعبر عنه بمدى تقدم المرأة فيه: إن تقدم المجتمع يبدأ منه ويسير معه، وإذا تخلف تقدم المرأة فيه عن تقدم الرجل كان التقدم زائفاً. وتعبر نسبة مشاركة المرأة في كل قطاع مقارنة بنسبة الرجل عن مدى هذا التقدم. النسبة تحدد مقدار تقدم المرأة، وبالتالي مقدار تقدم المجتمع. تخلف نسبتها عن نسبة الرجل يعني أن المجتمع يمشي على رجل واحدة. ******** التنمية سواء أكانت اقتصادية أم اجتماعية أم ثقافية.. مثل الدوري: دوري كرة القدم أو كرة السلة... في مرحلة "الذهاب" يستمر الجميع – إجمالاً- في اللعب في الدوري. أما في مرحلة الإياب فيتقرر المصير، ولا يبقى إلا الفائز. ******** لو كان المفكرون الإسلاميون ولا أقول الإسلامويين موضوعيين حقاً وللحقيقة مخلصين ومحبين، لاحترموا العلمانية أعظم احترام، لأنها من جهة وفرت لملايين المسلمين الفارين من بلدانهم المسلمة أو اللاجئين منهم في الغرب غير المسلم، حرية العبادة، والتبشير، والتعليم، والعمل. وهيأت لهم من جهة أخرى فرص الوصول إلى المكانات والمراكز العليا في الدولة، الأمور التي لا يحصلون عليها مثلاً في بلدانهم، ولكنهم للأسف يستمرون في شجب نظم تلك البلدان التي أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف وتكفيرها، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات مدمرة. لا يجلسون مع أنفسهم دقيقة واحدة ليفكروا ويتأملوا ويقارنوا أفقياً ان تلك البلدان التي آوتهم وأطعمتهم.. على الرغم من هذا الموقف العدائي المنكر.. لا ترد عليهم بالمثل ولا تقوم بطرد الفارين واللاجئين منهم إلى بلادهم. لا تعني أقوالي هذه أن نقد سياسة تلك البلدان ممنوع. بالعكس إنه مرغوب فيه.اضافة اعلان