
خاضت البرازيل أول مباراة لها في مونديال قطر؛ حيث تمكنت من حصد فوز مقنع ومهم (2-0) على صربيا بفضل العروض التي قدمها المهاجم ريتشارليسون، لكن اللقاء انتهى في ظل حالة من القلق جراء إصابة نجمها نيمار، حسب ما ذكرت الصحافة البرازيلية.
وكتبت الصحف البرازيلية عبر الانترنت بعد المباراة عناوين عدة، منها “برازيل ريتشارليسون تتغلب على عقبة صربيا وتفوز في أول ظهور بالمونديال”، و”فازت البرازيل في أول ظهور لها بفضل عروض ريتشارليسون لكن وضع نيمار يثير القلق” و”ريتشارليسون يثبت أنه كفء 200 % ويريح البرازيل في أول ظهور لها”.
وتوافقت كل التعليقات في تسليط الضوء على العروض التي قدمها ريتشارليسون، صاحب ثنائية البرازيل، واعتبر ثاني أهدافه، من وجهة نظر الصحافة، الأجمل حتى الآن في المونديال.
وبحسب المعلقين، بهذا المعدل، يمكن أن يصبح المهاجم النجم الأكبر في المونديال، كما كان العام الماضي عندما فاز بالميدالية الذهبية مع المنتخب البرازيلي في أولمبياد طوكيو.
ورغم كثرة التعليقات الإيجابية، إلا أن الصحافة لم تخف قلقها بشأن نيمار نجم “السيليساو” الذي ظهر وهو يبكي بعد خروجه من الملعب جراء ألم شديد في كاحله الأيمن.
وذكر موقع “جلوبوسبورت” الرياضية؛ البوابة الإخبارية الرئيسية للبلاد، بدأت البرازيل طريقها إلى اللقب السادس بالقدم اليمنى في مباراة كان فيها ريتشارليسون هو النجم الأساسي.
لكن النقطة المقلقة، بحسب المصدر نفسه، تتعلق بوضع “نيمار، الذي غادر الملعب وهو يبكي وتعين إسعافه بوضع ثلج على كاحله”.
بالنسبة لصحيفة “لانس” الرياضية، فإن الانتصار البرازيلي جاء بفضل “هدفين من توقيع ريتشارليسون، أحدهما أجمل ما في المونديال حتى الآن، لكن النقطة السلبية كانت خرج نيمار، الذي ظهر باكيا بسبب ألم في كاحله الأيمن”.
وبحسب صحيفة “أو استادو دي ساو باولو”، فإن “الحمامة”، كما يُعرف ريتشارليسون، لم يترك فرصة لمفاجأة أخرى في المونديال، و”بهدف سدده بمجرد أن لاحت له الفرصة وآخر جميل من تسديدة رائعة” ضمن فوز البرازيل، التي تبدأ المونديال كمتصدرة لمجموعتها.
وأضافت الصحيفة نفسها، أن الفوز كان “تتويجا لعمل فريق عرف كيف يتحلى بالصبر في الشوط الأول والجرأة في الشوط الثاني”.
وقالت صحيفة “أو جلوبو”، إن المدرب “تيتي اعتاد أن يقول إن ريتشارليسون تنبعث منه رائحة الأهداف وليس ذلك من قبيل المبالغة. لقد قضى صاحب قميص البرازيل رقم 9 معظم المباراة دون تألق ظاهر، لكن عندما أوشكت المباراة على النهاية ولاحت الفرصة في الآفاق، لم يتأن في استغلالها”.
وترى صحيفة “فولها دي ساو باولو”، أن ريتشارليسون تألق في أجمل هدف سجله المنتخب البرازيلي في أول ظهور له في نسخ كأس العالم، وبفضل أدائه هزمت البرازيل صربيا.
وأضافت الصحيفة ذات الانتشار الأكبر في البرازيل: “منذ اللحظة التي وضع فيها صاحب القميص رقم 9 البرازيل في المقدمة على لوحة النتائج، تحولت مباراة صعبة إلى مذبحة”.
وأضافت الصحيفة نفسها، أنه بعد الظهور الأول للبرازيل في قطر، أصبح قميص “السيليساو”، الذي استحوذ عليه أنصار رئيس البلاد المنتهية ولايته، الزعيم اليميني المتطرف جايير بولسونارو، مرة أخرى ملكا “للشعب ورمزا لأحلام السعادة” بالنسبة لكل أبناء البلد اللاتيني.
ويشعر المنتخب البرازيلي بالقلق على نجمه الأول نيمار، مثلما شعر من قبل في البطولة نفسها قبل سنوات.
ولهذا، لم تقتصر الاستفسارات على البرازيليين فقط، فالجميع يتساءل: هل هي النهاية بالنسبة له في بطولة كأس العالم؟ أم يعود نيمار (30 عاما) لقيادة منتخب بلاده في مونديال 2022 بقطر مجددا؟، وقال رودريجو لاسمار، طبيب المنتخب البرازيلي: “علينا أن ننتظر 24 أو 48 ساعة قبل أن نقول شيئا”.
وتلقى رئيس الجهاز الطبي للمنتخب البرازيلي طلبا خاصا لحضور المؤتمر الصحفي للتعليق على الإصابة.
وكان التشخيص الأولي إلتواء في الكاحل، وأن اللاعب سيخضع لفحوص مفصلة، وبعدها فقط، سيتضح حجم الإصابة التي تعرض لها نيمار نجم باريس سان جرمان الفرنسي.
وفي مونديال 2014 بالبرازيل، اصطدم اللاعب الكولومبي خوان كاميلو زونيجا بركبته في ظهر نيمار بقوة وعنف مسببا إصابة بالغة للاعب خلال مباراة المنتخبين بدور الثمانية.
وغاب نيمار عن صفوف المنتخب البرازيلي في الدور نصف النهائي ليتعرض المنتخب البرازيلي لأسوأ صدمة بالهزيمة الثقيلة 1-7 أمام المنتخب الألماني الذي أكمل طريقه بعدها لمنصة التتويج باللقب.
وفي مونديال 2018 في روسيا، خاض نيمار البطولة بعد تعافيه من إصابة في مشط القدم تعرض لها قبل البطولة ببعض الوقت، وسافر اللاعب إلى روسيا وهو في قمة مستوياته ولكنه خرج مع الفريق من دور الثمانية.
كما حرمته الإصابة في العام التالي من مشاركة منتخب بلاده في الفوز بلقب كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) العام 2019.
وقال المدرب تيتي (61 عاما) المدير الفني للمنتخب البرازيلي: “نثق بأن نيمار سيواصل مسيرته معنا في كأس العالم”.
لكن طبيب الجهاز الطبي للمنتخب البرازيلي، أكد أن نيمار تعرض لإصابة في الرباط الجانبي للكاحل، وسيغيب عن المباراة المقبلة أمام سويسرا على أقل تقدير، فينا سيغيب دانيلو أيضا بسبب إصابته بإلتواء في الكاحل.
ولا يفتقد تيتي إلى البدائل الهجومية في قائمة الفريق، فعندما أصيب نيمار، أول من أمس، دفع المدرب باللاعب أنتوني نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي.
كما تضم قائمة الفريق خيارات هجومية عدة إلى جانب فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد، مثل رودريجو (ريال مدريد) وجابرييل مارتينيلي وجابرييل جيسوس (أرسنال) وفريد (مانشستر يونايتد).
كما أكد المنتخب البرازيلي قدرته على الفوز بلقب في غياب نيمار بعدما توج بكوبا أميركا 2019 في غيابه.
ورغم هذا، يسيطر القلق على المنتخب البرازيلي من غياب نيمار عما تبقى من البطولة الحالية، وقال تياجو سيلفا، مدافع وقائد الفريق: “نأمل بألا يكون شيئا كبيرا.. من الطبيعي أن يشعر ببعض الحزن لهذا الموقف. نحن معه ونسانده.
وإذا لم يكن جاهزا لخوض مباراة سويسرا فهناك المباراة التالية بدور المجموعات أمام المنتخب الكاميروني”.
وعلى مستوى طموحات المنتخب البرازيلي للفوز بلقب النسخة الحالية من المونديال، تتعدد لدى الفريق عناصر التفوق، التي تضم اللاعب ريتشارليسون، مهاجم توتنهام الإنجليزي، الذي سجل هدفي الفوز على المنتخب الصربي أمس.
واعترف تيتي أنه واجه صعوبة في اختيار المهاجم الذي يقود الفريق أمام صربيا، لكنه كان سعيدا بأداء ريتشارليسون في المباراة.
وقرر تيتي الاعتماد على ريتشارليسون في اللعب بمركز المهاجم الصريح، على حساب جابرييل جيسوس، وبيدرو جيليرمي، لاعبي أرسنال الإنجليزي وفلامنجو البرازيلي على الترتيب.
وأحرز ريتشارليسون 19 هدفا دوليا مع منتخب البرازيل، علما بأنه سجل 88 هدفاً في مسيرته مع الأندية التي دافع عن ألوانها.
وقال اللاعب البرازيلي عقب المباراة، إنه يعتقد أن هدفه الثاني في صربيا هو الأفضل في مشواره الكروي، وصرح ريتشارليسون للصحفيين “كان هدفا جميلا. ربما يكون الأجمل في مسيرتي”.
وأضاف: “إنها كأس العالم ، كانت مباراة صعبة.. إنه أحد أجمل الأهداف التي سجلتها على الإطلاق”.
ومن جانبه، تحدث تيتي عن مدى الصعوبة التي عانى منها لاختيار قائد هجوم الفريق، من بين ثروة المواهب التي يمتلكها منتخب البرازيل في الخط الأمامي، لكنه أبدى في الوقت نفسه إعجابه بأداء ريتشارليسون، لا سيما في الشوط الثاني.
وأوضح تيتي: “ينبغي على أن أخبركم، كان لدي ستة أو سبعة أسماء للاستعانة بهم (في خط الهجوم) بقائمة الفريق للمونديال، وبغض النظر عن اللاعبين الذين اعتمدت عليه، كان لدينا فريق رائع”.
وأشار المدرب البرازيلي “لذلك جئنا مع بيدرو وريتشارليسون وجابرييل. كان من الممكن أن نستعين بـ(جابرييل) باربوسا، وكذلك روبيرتو فيرمينو، وكان بإمكاننا الحصول على (ماثيوس) كونيا، وكذلك هالك. لدينا عدد ضخم، لكن العدد المسموح به في قائمة البطولة كان قليلا”.
وشدد تيتي “ريتشارليسون مهاجم رائع، نرى كيف يتحكم في الكرة. في الشوط الثاني خلق الكثير من الفرص، هدأ قليلا، وكان أكثر دقة في تمريراته”.
وعندما سئل عما إذا كان قد شعر بخيبة أمل بسبب معاناة فريقه خلال الدقائق الأولى من عمر اللقاء، أوضح تيتي أنه لا ينظر إلى مواجهة صربيا على أنها مباراة سهلة.
وألمح تيتي إلى “أن منتخب صربيا كان جيدا للغاية وسريعا جدا في الشوط الأول. ولكن هنا، ينبغي عليك الحفاظ على هذا الإيقاع والمستوى من الرقابة خلال المباراة بأكملها”.
وكشف تيتي “لقد أنهوا الشوط الأول بسرعة كبيرة، ومهارة فنية جيدة للغاية، وكانوا قادرين على بدء الكرة ووضعها في اللعب بسرعة، ولم نتمكن من إيقافهم”.
وواصل تيتي حديثه عن منتخب صربيا، قائلا “لقد تصدروا مجموعتهم في التصفيات على حساب البرتغال، وبطريقة متسقة للغاية لعبوا في رحلة صعودهم مع منافسين على مستوى عال للغاية. إنهم فريق رائع، لكننا سيطرنا عليهم في كلا الشوطين. وتحلينا بالشراسة الهجومية في الشوط الثاني”.
ويستعد منتخب البرازيل الآن للمواجهة المقبلة في المجموعة أمام منتخب سويسرا بعد غد، قبل أن يختتم مشواره في مرحلة المجموعات بمواجهة المنتخب الكاميروني يوم الجمعة المقبل.
وعلى صعيد متصل، أصيب اللاعب البرازيلي السابق رونالدو نازاريو رئيس ناديي بلد الوليد وكروزيرو، بفيروس كورونا للمرة الثانية، ولم يتمكن من حضور مباراة منتخب بلاده أمام صربيا، وفقا لما أكده عبر حسابه على شبكة “تويتر”.
وكشف مقطع مصور عن مدى الإنهاك البدني، لكنه في البداية كان يعتقد أنه يعاني من انفلونزا وعقب الخضوع لاختبار فيروس كورونا ثبتت إصابته، ما يمنع سفرة إلى قطر من دبي حيث سيخضع للعزل الصحي خلال خمسة أيام.
وسافر اللاعب البرازيلي السابق من دبي إلى قطر؛ حيث حضر المباراة الافتتاحية للمونديال بين الإكوادور والمنتخب المضيف. وكان من المقرر أن يحضر رونالدو المباراة الأولى للبرازيل في المونديال أمس، لكن عقب إصابته بالفيروس، سيظل في دبي.-(وكالات)