البرازيل والأرجنتين في مهمة ثأرية أمام الكاميرون وهولندا

البرازيل والأرجنتين في مهمة ثأرية أمام الكاميرون وهولندا
البرازيل والأرجنتين في مهمة ثأرية أمام الكاميرون وهولندا

كرة قدم - رجال

 

بكين - فاق الاهتمام بمسابقة كرة القدم كل التوقعات حتى الان في دورة الالعاب الاولمبية التي تستضيفها العاصمة الصينية بكين حتى 24 الشهر الحالي، والدليل احتشاد الجمهور بشكل كبير في مدرجات الملعب، وخصوصا تلك التي تستضيف مباريات المنتخبات المدججة بالنجوم امثال البرازيل والارجنتين، اذ على سبيل المثال تم بيع جميع بطاقات (53 الف بطاقة) مباراة الاخير مع صربيا بعد توافد الجمهور ومعهم نجم كرة السلة الاميركي كوبي براينت الى ملعب "العمال" لمشاهدة ليونيل ميسي الذي لم يخض اللقاء بقرار من المدرب سيرجيو باتيستا.

اضافة اعلان

ولم يختلف الامر في المباريات التي خاضها المنتخب البرازيلي خلال الدور الاول حيث كان الاقبال رهيبا لمتابعة رونالدينيو ورفاقه عن كثب، لذا يبدو استمرار ابرز منتخبين في الدورة مساعدا على نجاحها بشكل كبير، في الوقت الذي بدأت فيه المنافسة تصبح اقوى مع الوصول الى الدور ربع النهائي اليوم السبت.

ومن ابرز النقاط اللافتة التي افرزها الدور الاول هي ان جميع المنتخبات المرشحة للتأهل الى مرحلة متقدمة، ترجمت التوقعات، اضف ان منتخبات القارة الآسيوية الصين واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا لقيت جميعها الخروج المرير، لتبقى برونزية المنتخب الياباني قبل اربعة عقود من الزمن وتحديدا في مكسيكو 1968 النتيجة الافضل لكرة القارة الصفراء في الالعاب الاولمبية.

وعموما، يمكن القول ان فشل الآسيويين في تكرار على الاقل انجاز منتخب العراق الذي بلغ نصف النهائي في اثينا 2004، يعود بالدرجة الاولى الى ظهورهم اضعف بدنيا وتقنيا من خصومهم، بينما كانت النقطة الاولى اساسية في نجاح جميع المنتخبات الافريقية في تأمين تأهلها، علما ان ممثلي آسيا افتقدوا ايضا الى الخبرة والفعالية امام المرمى حيث سجلوا جميعهم 5 اهداف في 12 مباراة!

ومن أجل حجز بطاقة الى دور الاربعة، تلعب البرازيل مع الكاميرون، والارجنتين مع هولندا، وايطاليا مع بلجيكا، ونيجيريا مع ساحل العاج.

واذ يمكن لمس نوع من الإثارة في عنواني اول مباراتين، فان الترقب يتمحور حول الدور نصف النهائي كون عبور البرازيل والارجنتين اليه سيجعلهما يقفان وجها لوجه في مباراة نهائية مبكرة لا شك في انها ستكون الاقوى على الاطلاق.

البرازيل - الكاميرون

في شنيانغ، تلعب البرازيل في مواجهة الكاميرون ساعية الى الابقاء على الصورة الطيبة التي ظهرت عليها في الدور الاول حيث استعرضت مسجلة العلامة الكاملة وتسعة اهداف (اقوى هجوم) من دون أن يدخل مرماها أي هدف، وقد بدا شبان المدرب كارلوس دونغا في حالة أفضل من تلك التي ظهر عليها المنتخب الاول في الفترة الاخيرة وسط النتائج المتذبذبة التي حققها في المباريات الودية والمؤهلة الى تصفيات كأس العالم 2010.

لكن رغم المديح بقدرات الـ"اوريفردي" يجدر الانتباه إلى نقطة سلبية وحيدة وهي امكان مواجهته مشاكل أمام منتخب منظم، وهذا ظهر بشكل واضح أمام بلجيكا حيث انتظر البرازيليون طرد فينسان كومباني ليصنعوا الفارق.

ومن هذا المنطلق، سيكون المنتخب البرازيلي حذرا لأن الكاميرونيين برهنوا عن حسن انتشار على ارض الملعب، وعجز الطليان عن هزيمتهم (0-0) رغم لعبهم بعشرة لاعبين لاكثر من نصف ساعة بعد طرد جورج موندجيك الموقوف في لقاء اليوم كما هي حال زميله بول بيبيي الحاصل على انذارين.

وإلى جانب سعي منتخب البرازيل لمواصلة المسيرة نحو تحقيق الميدالية الذهبية للمرة الاولى في تاريخه، ينشد تصفية حساب اولمبي قديم مع الكاميرون يعود الى العام 2000 في سيدني حيث خطف "الاسود غير المروضة" الذهب مطيحين في طريقهم "السيليساو" من ربع النهائي (2-1 بعد التمديد)، وذلك رغم لعبهم بعشرة لاعبين اثر طرد جيريمي قبل نهاية الوقت الاصلي بربع ساعة، وبتسعة بعدما لحق به زميله نغيمبات في الوقت المحتسب بدل الضائع، علما ان قائد البرازيل الحالي رونالدينيو كان صاحب هدف التعادل لبلاده في المباراة المذكورة.

وبالطبع يبدو "روني" محاطا هذه المرة بلاعبين اكثر خبرة من الذين شاركوا معه في سيدني، اذ مثلا رغم السن الصغيرة لرافينيا ودييغو والكسندر باتو، يملك هؤلاء تجربة اوسع بحكم احترافهم المبكر في اوروبا.

الأرجنتين - هولندا

وتحمل مباراة الارجنتين مع هولندا في شانغهاي توجها مماثلا بالنسبة الى حامل ذهبية اثينا 2004، الذي عجز عن الثأر من البرتقالي في مونديال 2006 حيث تعادل معه سلبا في الدور الاول.

ويعود حساب الارجنتينيين مع الهولنديين إلى مونديال فرنسا 1998 حيث لقي "راقصو التانغو" الخروج من الدور ربع النهائي (1-2) بهدف رائع في الدقيقة القاتلة حمل توقيع نجم ارسنال الانجليزي السابق دينيس بيرغكامب.

وباعتراف مدرب هولندا فوبي دي هان، يدخل الارجنتينيون اللقاء مع افضلية واضحة، وخصوصا انهم عبروا من المجموعة الاولى من دون مشاكل كبيرة، وتزخر تشكيلتهم بالنجوم امثال ميسي وخوان رومان ريكيلمي وفرناندو غاغو وخافيير ماسكيرانو وسيرجيو اغويرو، اضافة الى الصاعدين ازيكال لافيتزي ودييغو بوونانوتيه.

هذه الاسماء ينتظر منها في الدورة الحالية أكثر من تصدر مجموعتها في الدور الأول أي تسطير استعراض كبير، تماما كما كان ينتظر من هولندا التي تأهلت بشق النفس من بوابة المجموعة الثانية بتعادلين وفوز هزيل بركلة جزاء سجلها "المعمر" جيرالد سيبون (34 عاما).

إلا أن اداء الدور الاول لا يمكن أن يكون الصورة الحقيقة لمنتخب جله من العناصر التي فازت باللقب الاوروبي للاعبين دون 21 عاما الصيف الماضي، لذا في غياب كوف يالينز الموقوف ينتظر ان يتسلم هيدويغس مادورو ورويستون درينتي مهام الحد من المد الهجومي لاغويرو وميسي، مقابل توقع عودة روي ماكاي اثر ابلاله من الاصابة للعب إلى جانب راين بابل.

إيطاليا - بلجيكا

وتستضيف بكين لقاء أوروبيا بين ايطاليا وبلجيكا، في مواجهة أقل ما يمكن القول عنها انها غير متكافئة، وذلك استنادا إلى تفوق الايطاليين في المجموعة الرابعة التي تصدروها والاداء العادي لبلجيكا في الثالثة.

وقدم الطليان بفريق شاب ثلاث مباريات ممتازة في الدور الاول بقيادة سيباستيان جوفينكو وريكاردو مونتوليفو ومعهم جوسيبي روسي في الهجوم فسجلوا ستة اهداف محافظين على عذرية شباكهم، وقد تكر السبحة في مواجهة البلجيكيين الذين يفتقدون الى قائدهم المدافع كومباني الذي عاد الى ناديه هامبورغ الالماني بعدما استدعاه الاخير الى صفوفه عشية انطلاق "البوندسليغا".

نيجيريا - ساحل العاج

وتشهد كينهوانغداو مواجهة افريقية بحتة بين الجارين نيجيريا وساحل العاج اللتين اظهرتا انهما تملكان مواهب شابة لها شأن في المستقبل.

ففي الوقت الذي انصب فيه الاهتمام على ميسي ورونالدينيو ولاحقا جوفينكو، خرق العاجي جرفينيو هذه الدائرة مقدما عرضا مميزا مع المهاجم سيكو سيسيه وسالومون كالو.

في المقابل، برز ناحية "النسور" مهاجم كييفو الايطالي فيكتور اوبينا ولاعب الوسط القوي بدنيا ساني كايتا، لكن تصدر المجموعة الثانية لم يقنع المدرب سامسون سياسيا الذي قال ان على لاعبيه نسيان تكرار حلم اتلانتا 1996 حيث فازت نيجيريا بالذهبية، في حال واصلوا اللعب بشكل غير منظم.