البلقاء: "هجرة متسوقي العيد" إلى العاصمة تعمق معاناة محال الألبسة

أحد محال الألبسة بمنطقة الفحيص في محافظة البلقاء- (الغد)
أحد محال الألبسة بمنطقة الفحيص في محافظة البلقاء- (الغد)

محمد سمور

البلقاء- تشهد محال الألبسة والأحذية بمحافظة البلقاء، تحسنا طفيفا في مبيعاتها، مع قرب حلول عيد الفطر، وإلغاء الحظر الشامل أيام الجمع، لكن ذلك التحسن وفق ما يؤكد لـ"الغد"، عدد من أصحاب تلك المحال، دون المأمول، ولن يؤدي بنهاية المطاف إلى انتعاش أوضاعها، كما كان يحصل في مثل هذه الفترة من أعوام سابقة قبل ظهور جائحة كورونا وما لحقها من تداعيات.اضافة اعلان
وتحدث بعضهم عما سموه "هجرة متسوقي العيد إلى العاصمة" بهدف شراء ألبستهم وأحذيتهم، مشيرين إلى أن هذا الأمر، بالإضافة إلى استمرار ساعات الحظر الجزئي كما هي دون تقليصها، عمق معاناة القطاع في المحافظة، والذي على حد تعبيرهم، تعرض إلى ضربات موجعة خلال الأعوام الماضية، لاسيما مع ظهور الجائحة، مطالبين هنا الحكومة بأن تعيد النظر بساعات الحظر الجزئي في الأيام القليلة المقبلة قبل حلول العيد، على أمل أن يسهم ذلك في تعويض الخسائر وإعطاء فرصة ليستعيد القطاع شيئا من عافيته.
أحد أصحاب محال الألبسة بمدينة السلط، يقول إن المجمعات التجارية الكبرى "المولات"، باتت تستقطب زبائن من سكان محافظة البلقاء أكثر فأكثر، بسبب قرب المحافظة من العاصمة، وقدرة محال الألبسة والأحذية في تلك "المولات" على تقديم عروض مغرية.
ولفت صاحب محل آخر في منطقة الفحيص، إلى أن غالبية المحال في البلقاء، لا تستطيع منافسة نظيراتها في العاصمة، ليس فقط من حيث العروض والأسعار، إنما من حيث الكميات والنوعية والجودة والتشكيلات، ما يدفع سكان المحافظة وفق رأيه، إلى الذهاب للتسوق من المحال في عمان، سواء في "المولات" أو في المناطق التي تتجمع فيها ما تعرف بـ"محال التصفية".
كما تطرق صاحب محل أحذية في منطقة عين الباشا، إلى تراجع القدرة الشرائية لدى المواطنين بشكل عام، إذ ومنذ أعوام بات الكثيرون لا يعتبرون أن شراء الألبسة والأحذية لهم ولأبنائهم استعدادا للعيد، أمرا ضروريا، على حد تعبيره، الأمر الذي انعكس سلبا على المحال التجارية، وأدى إلى تراجع مبيعاتها.
وبشأن التسوق من خارج المحافظة، يقول الشاب عيسى الذيب، إنه يلجأ إلى ذلك بالفعل، بسبب وجود ألبسة في عمان ذات جودة أفضل بكثير، وبأسعار مماثلة إن لم تكن أقل، خصوصا في فترة العروض والتنزيلات.
وتتفق الشابة هالة نضال مع ما ذكره عيسى، لكنها أضافت أن ما يميز "المولات"، هو وجود كل ما يمكن أن تحتاجه وعائلتها من ألبسة أو أحذية في مكان واحد، دون أن تضطر للتنقل مسافات طويلة سيرا على الأقدام أو بالمركبة، مشيرة إلى أن "المولات" تضم محال ألبسة وأحذية كثيرة سواء (رجالي أو ستاتي أو أطفال)، الأمر الذي يدفعها إلى الذهاب إلى أحدها.
الشاب عبد الرحمن العبادي، يختلف مع من سبقه، ويؤكد أنه وأصدقاءه يتسوقون لشراء ملابسهم وأحذيتهم من محال في المحافظة، لأن بعضها كما يقول، "تجد لديه كل ما تحتاج وبأسعار مناسبة وجودة عالية"، لكنه لفت إلى أن مثل هذه المحال قليلة وغير منتشرة، وأن "هناك مناطق في المحافظة لا توجد فيها محال ألبسة وأحذية أصلا، فيلجأ سكانها للتسوق إما من مدينة السلط أو من العاصمة".
رئيس غرفة تجارة السلط، سعد بزبز الحياري، يقول لـ"الغد"، إن حجم الضرر على القطاع بسبب تداعيات الجائحة كان كبيرا جدا، خصوصا في المواسم التي من المفترض أن ينشط فيها القطاع كعيدي الفطر والأضحى و"الفالنتاين" وفترة افتتاح المدارس، بالإضافة إلى الحفلات والمناسبات الاجتماعية كافة.
وأضاف أن أفضل فترات التسوق للعائلات هي الفترة المسائية، لكن ذلك غير ممكن بسبب الحظر الجزئي، مشيرا إلى أن اتخاذ إجراءات بتقليص ساعات الحظر خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، مع ضمان اتباع الجميع للتعليمات الوقائية، سينعكس إيجابا على محال الألبسة والأحذية وينعش مبيعاتها.
وقال، إن واقع محال الألبسة والأحذية في البلقاء، لا يختلف عن واقعها في مختلف محافظات المملكة، مشيرا إلى أن العديد منها اضطرت إلى الإغلاق لعدم القدرة على تغطية التكاليف، لاسيما أجور العاملين فيها، ومنها من يصارع البقاء على أمل حدوث انفراجة تعيد للقطاع برمته نشاطه وحركته التي تمكن المحال من الاستمرار والمنافسة.
وفي أحدث تصريحات لنقابة تجار الألبسة والأحذية والأقمشة، قبل أيام، فإن الأسواق بدأت تشهد، حركة تسوق ونشاطا طفيفا لجهة شراء الملابس والأحذية، لكنها أقل بكثير مقارنة مع مواسم سابقة، وسط استقرار الأسعار.
وأضافت، أن "تحسن النشاط التجاري بالأسواق بشكل محدود، مقارنة مع بداية شهر رمضان، تزامن مع صرف الرواتب وإلغاء الحظر الشامل خلال يوم الجمعة، وقرب حلول عيد الفطر".
لكن النقابة، أكدت أن ساعات التسوق المتاحة أمام المواطنين "ما تزال ضيقة"، ما يؤثر على حركة مبيعات قطاع الألبسة والأحذية.
وكان نقيب تجار الألبسة والأحذية والأقمشة منير دية، قال مؤخرا، إن "تجار القطاع يعلقون آمالا كبيرة على عيد الفطر لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بهم منذ بدء انتشار وباء كورونا"، مؤكدا أن "تركيز الجهات الرسمية على التوعية وإعطاء المطعوم ولبس الكمامة والتباعد الجسدي وربطها بمزايا، أفضل للاقتصاد الوطني من استمرار الحظر والإغلاقات التي أضرت بمجمل القطاعات التجارية وكبدتها خسائر عميقة وكبيرة".
كما أكد دية، أن مستوردات المملكة من الألبسة والأحذية انخفضت بحدود 50 % خلال الربع الأول من العام الحالي، وتراجعت إلى نحو 35 مليون دينار، مقارنة مع 70 مليون دينار خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
ويضم قطاع الألبسة والأحذية والأقمشة الذي يشغل 56 ألف عامل، أكثر من 11 ألف منشأة تعمل بمختلف مناطق المملكة، فيما يوجد في السوق المحلية 180 علامة تجارية من الألبسة والأحذية تستثمر داخل الأردن.