التبرع بالأعضاء: "الكلى مثالاً"

لعلنا في الاردن من الدول التي قطعت شوطا معقولا في تعزيز ثقافة التبرع بالاعضاء كسلوك انساني نبيل على قاعدة من الرأي الشرعي الإيجابي من علماء شريعة موثوقين. وهذا الامر عبّر عن استجابات كريمة من المجتمع الاردني لامور جديدة لكنها مهمة على صعيد تقديم العون بل الحياة الى اشخاص ابتلاهم الله تعالى بمرض او نقص عضو، فكان التبرع حالة انسانية وسلوكا متميزا يختلط فيه العمل الصالح مع الشعور الانساني.

اضافة اعلان

ونتذكر العام الماضي الحملة الكبيرة التي كانت من جهات مختلفة وساهمت فيها اذاعة فن وبرنامج الزميل محمد الوكيل للتبرع بالقرنيات. وكانت هنالك عمليات دعم وتشجيع ملكية لهذه التوجهات، وكما يقول بعض الزملاء القريبين فانه تم الحصول على آلاف القرنيات التي تبرع بها اهالي وآباء واولياء امور اشخاص ابتلاهم الله تعالى بموت احبابهم لكنهم آثروا فعل الخير وتقديم صدقة جارية عبر التبرع بقرنيات امواتهم الكرام. وهذا وفر فرصا كثيرة لاشخاص يمنعهم عن الابصار عدم جود قرنيات، فكانت التبرعات فرصا واملا بان يزرع هؤلاء الامل في قلوبهم من عيون اشخاص فارقوا الحياة لكنهم زرعوا ببعض اجسادهم حياة جديدة لاشقاء من وطنهم ومجتمعهم .

واليوم نجد امامنا جمعية مختصة بالتبرع بالاعضاء ومنها عملية التبرع بالكلى. وهي فكرة نبيلة ايضا تهدف الى التخفيف عن مرضى القصور الكلوي الذين يعانون كل يوم ويمارسون حياتهم عبر عمليات الغسل المتكرر التي تحمل معاناة لهؤلاء المرضى الذين لا يملكون خيارا آخر.

هذه الجمعية تسعى الى مخاطبة روح العطاء والرغبة في العمل الصالح ممن يفقدون اشخاصا اعزاء من اجل التبرع بالكلى لمرضى القصور الكلوي وتمكينهم من امتلاك حياة طبيعية بعد اجراء عملية زرع للكلية. وهو نفس المبدأ  الذي تقوم عليه فكرة التبرع بالاعضاء. وهنالك في كتيب الجمعية فتوى من فضيلة مفتي المملكة تحث على التبرع بشروط؛ منها ان يكون التبرع طوعيا ومن دون اكراه وان لا يلحق ضررا بالمتبرع ومن دون مقابل مالي وان يكون زرع الكلى هو الوسيلة الوحيدة لعلاج المرض.

وتقول معلومات الجمعية ان اول عملية زرع كلية من متوفى كانت عام 1972 وانه تم حتى الان زراعة 1580 كلية في الاردن و 4000 قرنية وبنتائج ممتازة. اما زراعة الكبد فقد تحقق اول انجاز علمي بعمليتي زراعة كبد عام 2005 في مدينة الحسين الطبية.

وتقول الجمعية ان هناك اكثر من 2400 مريض اردني يعانون من العجز الكلوي وان التبرع لهم بالكلى يمكنهم من امتلاك الحياة الطبيعية. وان أي شخص يكون في حالة موت سريري اكيد يمكن التبرع بأي عضو من اعضائه لمريض محتاج وفق شروط طبية.

الفكرة الاساسية ان هنالك امكانية لمن اراد ان يتبرع بالكلية او أي عضو يمكن لمريض الاستفادة منه من قرنية او قلب. وان زراعة ثقافة التبرع امر ايجابي وهو من الناحية الشعبية جائز بل مصدر اجر وثواب لصاحبه ولعائلته التي تأخذ القرار اذا ما كان الفرد في حالة موت سريري. وجزء من دورنا كمواطنين وإعلام وقوى اجتماعية ان نزيد من ثقافة التبرع علما بأننا في الاردن لدينا مسارات متميزة في التبرع من قرنيات وغيرها.

الجمعية  طليعة ومقدمة في هذا المجال الانساني الخيري، لكنها تحتاج من كل الجهات ان تساهم معها لإنقاذ مرضى من أجساد اشخاص قضى الله تعالى ان يغادروا الحياة. ويبقى الأمر تبرعا ورغبة في هذا الفعل الانساني الكريم.